بعد تولي المغرب رئاسة الاتحاد الأفريقي.. تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية على نحو عقود - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد تولي المغرب رئاسة الاتحاد الأفريقي.. تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية على نحو عقود

هايدي صبري
نشر في: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 12:48 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 فبراير 2024 - 12:48 م

في مطلع الشهر الجاري، تولت المغرب رئاسة مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، من هذا المنطلق، ألقت مجلة "جون أفريك"، نظرة على تاريخ العلاقات المضطربة بين المملكة ومنظمة الوحدة الأفريقية.

ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإنه في عام 1963، في أديس أبابا، عاصمة الإمبراطورية الإثيوبية تحت حكم الزنجي هيلا سيلاسي، ولدت منظمة الوحدة الأفريقية.

وأشارت "جون أفريك" إلى أن القارة كانت تمر بمرحلة إنهاء الاستعمار، وفي هذا السياق، تعد إثيوبيا مرجعا للأفريقية، لأنه باستثناء فترة وجيزة من احتلال القوات الإيطالية لها بين عامي 1936 و1941، لم يتم استعمارها قط، وهي علامة رمزية.

أما عن فكرة إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، فيعود الفضل فيها إلى الجاني كوامي نكروما، وهو ناشط أفريقي، وبحسب "جون أفريك" فإن القارة مدينة له بتنظيم المؤتمر الأفريقي الخامس في عام 1945 في لندن.

وتابعت: "بفضل تصميمه أيضًا، استعادت جولد كوست، وهي مستعمرة بريطانية وغانا، استقلالها في عام 1956، وبعد 4 سنوات، أصبح أول رئيس لها".

أما بالنسبة لأهداف ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية، فهي لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا وتتمثل في: "ضمان التضامن بين البلدان الأفريقية لدعم البلدان التي لا تزال مستعمرة نحو الاستقلال، ومكافحة الفصل العنصري الذي يقوض جنوب أفريقيا.

وحصلت المغرب على استقلالها في عام 1956، وبعد 7 سنوات، كانت واحدة من 32 دولة وقعت على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية. وترأس مملكة الشريف آنذاك الملك الحسن الثاني ابن محمد الخامس السلطان -الملك آنذاك- الذي قاد البلاد إلى الاستقلال.

لكن النظام الملكي في المغرب ما زال يحاول الوقوف على قدميه، ووضع العروبة والهوية الإفريقية والإسلامية على رأس أولويتها، والعضوية في منظمة الوحدة الأفريقية التي تحتضن منطق الهوية الذي كان سائدا في ذلك الوقت.

والدستور الأول للمغرب، لا يقول أي شيء آخر عن أفريقيا سوى كونها جزءا منها إذ جاء في مادته الأولى: "المملكة المغربية، دولة إسلامية ذات سيادة، لغتها الرسمية هي العربية، تشكل جزءا من المغرب الكبير، كما دولة أفريقية تضع لنفسها أيضا، أحد أهدافها، تحقيق الوحدة الأفريقية".

وقالت المجلة الفرنسية، إن الحسن الثاني يعتبر أن كون المغرب دولة أفريقية أمرأ ذو دلالة كبيرة، مضيفة :"ألم يعلن في خطاب ألقاه عام 1976 أن المغرب يشبه شجرة تغوص جذورها المغذية في أعماق الأرض الإفريقية وتتنفس بحفيف أوراقها في رياح أوروبا".

وأشارت "جون أفريك" إلى أن المملكة هي جسر بين أفريقيا وأوروبا، وهي ليست الدولة العربية الإسلامية الوحيدة التي انضمت إلى منظمة الوحدة الأفريقية منذ تأسيسها، إذ سبقها الجزائر، وأيضا مصر وتونس وموريتانيا تستجيب للدعوة الأفريقية.

وتابعت: "مع ذلك، قررت المملكة المغربية، في عام 1984، أن تغلق باب منظمة الوحدة الأفريقية بقوة"، موضحة أنه على ما يبدو وكأنها حركة متهورة هي في الواقع ليس كذلك على الإطلاق".

ووفقاً للمجلة الفرنسية؛ فإنه بين الرباط والمنظمة القارية، مناطق الاحتكاك موجودة منذ البداية، لاسيما مع موريتانيا، الذي كان وقتها يعتبرها جزءا من ترابه الوطني. ولذلك فإن انضمام البلاد إلى منظمة الوحدة الأفريقية كان سببا في غضب الكثيرين في الرباط.

وأضافت المجلة، أنه كان هناك مصدرا آخر للتوتر: مجموعة الدار البيضاء، إذ شارك هذا الاتحاد الذي تم إنشاؤه في يناير 1961، في منافسة مع "مجموعة مونروفيا"، في التفكير الذي أدى إلى إنشاء منظمة عموم أفريقيا".

ولكن على الرغم من أن المجموعتين تتقاسمان أهدافاً مشتركة ــ الاستقلال، والوحدة الأفريقية، وما إلى ذلك ــ إلا أنهما كانت لهما أيضاً وجهات نظر مختلفة حول موضوعات معينة، وقد تركت المناقشات بصماتها، وفقاً للمجلة الفرنسية.

وتابعت المجلة: "في يوليو 1979، في قمة منظمة الوحدة الأفريقية التي عقدت في مونروفيا، ليبيريا، اعتلى الملك الحسن الثاني المنصة ليعلن خلافاته، وأعرب عن انزعاجه قائلاً: "ما يحدث في منظمة الوحدة الأفريقية منذ سنوات هو مؤتمرات رقص .. يجب أن أكون معزولاً عن هذه البالوعة لأعيد تشكيل أفريقيا".

وتقول "جون أفريك"، إنه بعد 5 سنوات، تم الانتهاء من الخلاف، ولكن أعاد تلك الخلافات قبول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كعضو في منظمة الوحدة الأفريقية هو القشة التي قصمت ظهر البعير، في حين اشتبك مقاتلو جبهة البوليساريو بشكل دوري مع القوات المغربية منذ عام 1975.

الانفصال عن منظمة الوحدة الأفريقية

خلال القمة العشرين للمنظمة، التي انعقدت في 12 نوفمبر 1984 بأديس أبابا، أعلن مستشار الملك رضا كديرة "الناطق الرسمي" باسم العاهل المغربي: "هذا هو الوقت المناسب لفصلنا [...] ] بينما ننتظر أيامًا أكثر حكمة، نترك المنظمة، لكن أفريقيا هي المغرب، وستبقى كذلك.

ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإنه منذ عدة سنوات، كانت الرباط تأخر إعادة الانضمام، وبعد فشلها في منع ذلك، بدا أن المملكة، لبعض الوقت، تقلب الصفحة وتتطلع نحو آفاق أخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك