حكايات فلسطينية (11).. ساذج نصّار أول سيدة تخضع للاعتقال - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 6:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (11).. ساذج نصّار أول سيدة تخضع للاعتقال

محمد حسين
نشر في: الخميس 21 مارس 2024 - 6:36 م | آخر تحديث: الخميس 21 مارس 2024 - 6:36 م

يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأكثر من 5 أشهر، مع ارتكاب العديد من المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، مما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى.

وتعاني غزة من مجاعة ونقص حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية والوقود، بالإضافة إلى دمار المستشفيات، ليصبح العدوان الإسرائيلي الأخير هو أسوأ مأساة إنسانية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية"، على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك.

- الحلقة الحادية عشرة:

تحدثّنا في حلقة سابقة عن السيدة سميرة عزام التي كانت نموذجا لدور وحضور المرأة الفلسطينية في تاريخها السياسي؛ فقد كان لها دور فعّال في بناء نواة "جبهة التحرير الفلسطينية" التي كانت بوادرها السريّة في سنة 1961، وكانت سميرة عزّام هي المرأة الوحيدة بين مجموعة الرجال المناضلين الذين كانوا يجتمعون للتحضير لقيام هذه الجبهة، التي صارت تحمل اسم "جبهة تحرير فلسطين" (طريق العودة) منذ صدور منشورها السري الأول في سنة 1963.

واستمرت سميرة عزام في نضالها السري تعمل بلا كلل، وسرعان ما أصبحت هي المسئولة عن الفرع النسائي في الجبهة حتى سنة وفاتها.

ونكمل في حلقة اليوم مع ملامح من سيرة وتجربة وجه آخر من تاريخ نضال المرأة الفلسطينية، وهي السيدة ساذج نصّار أول امرأة فلسطينية تخضع للاعتقال في عهد الانتداب البريطاني بسبب نشاطها الوطني، وقد اعتقلتها السلطات البريطانية في أواخر سنة 1938 بتهمة إمداد الثوار الفلسطينيين بالأسلحة.

• مدرسة الراهبات وصحيفة الكرمل

ولدت ساذج نصّار في مدينة حيفا، ووالدها الإيراني الأصل هو الشيخ بديع الله بهائي من مدينة عكا، درست في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وتخرجت فيها.

بدأت حياتها المهنية سنة 1923 بكتابة المقالات في جريدة "الكرمل" التي أسسها زوجها نجيب نصّار سنة 1908 في مدينة حيفا. ثم صارت تساهم مع زوجها في تحرير هذه الجريدة وإدارتها.

افتتحت ساذج نصّار سنة 1926 زاوية في جريدة "الكرمل" باسم "صحيفة النساء"، صارت تعالج موضوعات اجتماعية بأقلام رجال ونساء. وفي سنة 1932، أصبح لها زاويتان في الجريدة، إحداهما نسائية والأخرى اجتماعية.

تميّزت مقالات ساذج نصّار عن المرأة بروحها التحررية، إذ هي حثت الأمهات الفلسطينيات على تربية أولادهن على أساس المساواة بين الولد والبنت، ودعت إلى تعليم المرأة الفلسطينية وتوفير فرص العمل أمامها، وهاجمت العيوب الاجتماعية السائدة في المجتمع، كما شجعت النساء الفلسطينيات على دخول معترك الحياة السياسية والمساهمة في مقاومة النفوذ الاستعماري البريطاني والصهيوني، طبقًا لما نشرت الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.

وتضيف الموسوعة الفلسطينية: "وإلى جانب عمل نصّار الصحفي، فقد ساهمت منذ وقت مبكر، في تعبئة المرأة الفلسطينية وتنظيمها، فشاركت سنة 1930، بالتعاون مع مريم الخليل، في تأسيس "جمعية الاتحاد النسائي العربي" في حيفا، التي لعبت دوراً بارزاً في الإضراب العام سنة 1936، وفي التظاهرات النسائية التي تخللته.

• اعتقال ودخول زوجها التاريخ

كانت ساذج نصّار أول امرأة فلسطينية تخضع للاعتقال في عهد الانتداب البريطاني بسبب نشاطها الوطني، وقد اعتقلتها السلطات البريطانية في أواخر سنة 1938 بتهمة إمداد الثوار الفلسطينيين بالأسلحة، بعد أن وصفتها بأنها "إمرأة خطرة جداً" و"محرضة بارزة"، ودامت فترة احتجازها في معتقل في بيت لحم أحد عشر شهرا. وقد نظمت حملة واسعة محلية ودولية من أجل إطلاق سراحها، وكتب لها زوجها رسالة يقول فيها: "إنه إذا لم يدخل التاريخ بسبب جريدة الكرمل، فسوف يدخله بسببها".

• النكبة وإكمال مشوار النضال من لبنان

واصلت ساذج نصّار عملها التحريري والإداري في جريدة "الكرمل" حتى سنة 1944، عندما قررت سلطات الانتداب البريطاني، التي عطّلت هذه الجريدة عدة مرات في الماضي، ختمها بالشمع الأحمر نهائياً تحت نظام الأحكام العرفية السائد في فلسطين.

بعد وقوع نكبة فلسطين سنة 1948، لجأت ساذج نصّار إلى لبنان، حيث نشرت سلسلة مقالات عن مأساة فلسطين وتدهور الأوضاع فيها في جريدة "اليوم"، ثم صارت تنشر مقالاتها، عقب انتقالها إلى سوريا، في الصحف السورية كصحيفة "القبس".

أقرأ أيضاً:

حكايات فلسطينية (10).. عزت طنوس.. سفير القضية الفلسطينية في الخارج



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك