تشهد مدينة طابا انتعاشة سياحية ملحوظة بعد زيادة عدد رحلات الطيران الشارتر والمنتظم من قبل بعض الاسواق مثل السوق البولندية التى تفد منها طائرتان اسبوعيا، بالاضافة إلى تسيير رحلات من سلوفاكيا وزيادة الحركة الوافدة من السوق الالمانية بعد قرار السلطات الألمانية بإلغاء الحظر المفروض على سفر السائحين الألمان إلى مدينة طابا منذ عام 2014 والسماح لشركات الطيران الألمانية بالطيران فوق جنوب سيناء بارتفاع أقل من 26 ألف قدم.

قال الخبير السياحى أنور هلال النائب السابق لرئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ووكيل أحد أهم كبار منظمى الرحلات الايطاليين أن كل المؤشرات تشير إلى أن طابا ستشهد موسما شتويا قويا نظرا لزيادة إقبال السائحين الألمان والبولنديين وجنسيات أخرى على المنطقة، كما أن عودة السياحة الالمانية لطابا هو دليل قوى على حالة الأمن والاستقرار فى منطقة سيناء. 

وأضاف فى لـ«مال وأعمال ــ الشروق» أن الحركة السياحية الوافدة لمصر تشهد انتعاشة كبيرة خاصة بعد تحسن الصورة الذهنية للبلاد بصفة عامة ولمدينة شرم الشيخ بصفة خاصة وصدور العديد من قرارات إلغاء حظر السفر لعدد من الدول المصدرة السياحة إلى مصر مثل ألمانيا التى ألغت حظر السفر إلى طابا وكذلك السماح بتحليق طائراتها فوق جنوب سيناء بارتفاع أقل من 26 الف قدم، بالإضافة إلى إلغاء إسبانيا حظر السفر عن شرم الشيخ وهو ما يساهم فى زيادة التدفقات السياحية لشرم الشيخ «مدينة السلام».

أكد أن توالى قرارات رفع حظر السفر وتعديل إرشادات السفر من معظم الدول المصدرة للسياحة إلى مصر يؤكد حالة الامن والاستقرار الذى تتمتع به البلاد. مشيرا إلى ارتفاع نسبة الاشغالات بفنادق شرم الشيخ إلى 70% خلال الموسم الصيفى الحالى، حيث تؤكد  المؤشرات أنه سيكون موسما سياحيا قويا بعد العودة القوية للسياحة الإيطالية التى سترتفع فيها الحركة هذا العام بمعدلات تتجاوز 40% عن العام الماضى، وكذلك زيادة الحركة الوافدة من معظم الدول المصدرة للسياحة خاصة المانيا وبولندا وكازاخستان.

أضاف ان الساحل الشمالى يشهد طفرة فى الحركة السياحية خلال الموسم الحالى وتتجاوز نسبة الاشغالات 75% ومن المتوقع ان تتجاوز نسبة الـ 90% خلال موسم عيد الأضحى الذى يتزامن مع ذروة الموسم الصيفى. مشيدا بالتعاون الذى تم بين المستثمرين وفنادق القوات المسلحة حتى تتناسب الطاقة الفندقية مع الزيادة المتوقعة من الوفود السياحية التى تقصد الساحات الشمالى سواء من السياحة الأجنبية أو من السياحة المحلية. 

وحول اتفاقيات التأخى المزمع توقيعها بين مدينتى شرم الشيخ وبيزارو الايطالية أكد أنور هلال أنها ستساهم فى توطيد العلاقات المصرية الايطالية وكسر حالة الجمود التى أصابت العلاقات الشعبية بين البلدين لفترة من الفترات بسبب حادث عارض.. مشيرا إلى أن شرم الشيخ ستظل المقصد السياحى المفضل لدى السائحين الإيطاليين وأن أكبر جالية إيطالية فى مصر موجودة بشرم الشيخ وهو ما يؤكد أن العلاقات المصرية الايطالية ستظل راسخة على طول الدوام. مؤكدا أن السوق الايطالية ستظل إحدى أهم الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر، وان الفترة القادمة ستشهد زيادة فى حركة السياحة الوافدة منه لمعظم المناطق السياحية المصرية.

وحول استمرار ظاهرة حرق الاسعار فى السوق السياحية المصرية قال أنور هلال إن العلاج الجذرى لهذه الظاهرة هو زيادة  الطلب الذى سيساهم على الفور فى زيادة الاسعار، ما يؤكد أنها تعتمد على سياسة العرض والطلب.

وشدد الخبير السياحى انور هلال على أن الارتقاء بجودة الخدمة هو أول خطوة لرفع أسعار المنتج السياحى المصرى وإيقاف ظاهرة حرق الاسعار التى يتبعها البعض وهو ما يؤثر بالسلب على سمعة المنتج السياحى المصرى. مشيرا إلى أنه يأمل القضاء نهائيا على هذه الظاهرة بعد تطببيق المعايير الجديدة لتقييم وتصنيف الفنادق الـ NN. واعتبر أن هذا النظام خطوة نحو التنافسية الحقيقية للمقصد السياحى المصرى كما أنه سيساهم فى القضاء على تماما ظاهرة حرق الاسعار تدريجيا كما يرفع مستوى الخدمة المقدمة للسائحين.. إلا أنه يتطلب الكثير من التدريب والتأهيل للعنصر البشرى.

قال النائب السابق لرئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إن أكثر من 85 % من الفنادق المصرية تحتاج إلى تطوير وتجديد وهذا لن يحدث إلا بتوافر الموارد المالية اللازمة للتجديد. لافتا إلى أن عمليات التجديد تتطلب ضخ موارد مالية ذاتية من المستثمرين وشركائهم من منظمى الرحلات خاصة بعد زيادة الطلب وعودة الحركة السياحية لطبيعتها مما يتطلب تقديم خدمة متميزة للسائحين لضمان تكرار زيارتهم للمقصد السياحى المصرى. أشار أنه يجب أن يقوم منظمو الرحلات الاجانب «التور أوبريتور» بضخ استثمارات مشتركة لإعادة تطوير وإحلال هذه الفنادق وهو ما يساهم فى عودة الروح لهذه الفنادق خاصة وأن هناك طلبا متزايدا على زيارة مصر.

قال إن أهم ما يؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة لمصر هو التوترات المستمرة بالمنطقة والتى تؤثر بالسلب على قرار السائح، بالاضافة إلى التحذيرات المستترة والمستمرة للسائحين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا والتى تشير إلى احتمالية حدوث أعمال إرهابية فى بعض المناطق المصرية دون أى دلائل، وتؤكد بأن هذه المنطقة مازالت غير مستقرة وتنصحهم بعدم مغادرة الفنادق التى يقيمون بها.. لافتا إلى أن السبب الرئيسى لانخفاض حركة السياحة من أمريكا إلى مصر خلال السنوات الماضية يكمن فى قيام وزارة الخارجية الأمريكية بإصدار عدة تحذيرات سفر إلى مصر رغم عدم تطابق تلك التحذيرات مع معايير منظمة السياحة العالمية.

أشار أنور هلال إلى أن مدينة مرسى علم تشهد طلبا كبيرا وهو ما جعلها تتصدرا أعلى الاشغالات الفندقية وبأسعار جيدة مقارنة بباقى المقاصد السياحية المصرية سواء خلال الموسم الصيفى الحالى أو حجوزات الموسم الشتوى المقبل طبقا للعقود التى وقعتها شركات السياحة والفنادق المصرية خلال الفترة الاخيرة.

أوضح أن الايام القادمة ستشهد افتتاح فنادق جديدة بمرسى علم وكذا اعادة افتتاح بعض الفنادق التى تم اغلاقها خلال السنوات الماضية نتيجة لانحسار الحركة الوافدة لمصر.. لافتا إلى أن مرسى علم تحتاج إلى زيادة الطاقة الفندقية لتستوعب زيادة الطلب عليها من قبل عدد من الاسواق المصدرة للسياحة.

قال انه يسعى بالتعاون مع شركائه من منظمى الرحلات الايطاليين لوضع خطة لتجديد الفنادق التابعة له، وكذا زيادة الطاقة الفندقية والشقق الفندقية والاسكان السياحى الذى يزداد الاقبال عليه خاصة بشرم الشيخ.. لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد انشاء فندق جديد بمرسى علم بطاقة فندقية تصل إلى 450 غرفة بالتعاون مع إحدى أكبر الشركات العالمية «الايطالية».