يشكل البلاستيك كارثة بيئية كبيرة، كونه من المخلفات الخطيرة، وعدم التخلص منه بطرق صحيحة سيؤدي إلى كارثة حتمية على الملايين من الكائنات البحرية والشعاب المرجانية والحيوانات والنباتات، وتفاقم أزمة تغير المناخ، بحسب عضو اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية باليونسكو الدكتور عاطف محمد كامل.

ويقول الدكتور كامل لـ«الشروق»، إن الكثير من القطع البلاستيكية التي لا تصل إلى مصانع إعادة التدوير، ينتهي المطاف بها في الأنهار والمحيطات، موضحا أن البيئة البحرية من المصادر الرئيسية للكثير من الخيرات والثروات التي ينتفع بها الإنسان، ودمارها يتم بفعل الأنشطة البشرية من خلال إلقاء المخلفات بها والتي تتميز بأنها صلبة موجودة ومصنعة أو مجهزة يتم تركها أو التخلص منها في البحر أو البيئة الساحلية.

وأضاف أن القرنين الـ20 و21 تميزا بأنهما عصر البلاستيك، حيث غزا البلاستيك حياتنا بشكل كبير، مضيفا أنه بحسب الأمم المتحدة فقد ازداد الإنتاج السنوي للبلاستيك خلال 20 عامًا بأكثر من الضعف، ليتخطى 430 مليون طن سنويًا، يصل منها نحو 75 إلى 199 مليون طن إلى المحيطات، ويمكن لهذا الرقم أن يرتفع 3 أضعاف بحلول عام 2060 إذا لم يتم يدرك المواطنين هذا.

وأكد أنه رغم أن المحيطات هي موطن 80% من الكائنات الحية على الأرض، إلا أنها تواجه مخاطر كبيرة سببها التلوث البحري بالبلاستيك، والذي يطلق غازي الميثان والإيثيلين المسببين للاحتباس الحراري، موضحًا أنها ليس لها مخاطر على الكائنات البحرية فقط ولكن لم يسلم المواطن منها أيضًا، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن مادة «بيسفينول إيه» وهي مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية والتي بدورها قد تؤدي إلى اختلال في وظائف الكبد، والإصابة بأمراض القلب والسكري مثل «قناني المياه متعددة الاستخدام».

وأوضح أن النفايات البلاستيكية ينبعث منها مواد كيميائية سامة والتي بدورها تضر الكائنات البحرية بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الأضرار تتم بطريقيتين، الأولى من خلال ابتلاع الكائنات البحرية البلاستيك أو أن تدخل بشكل غير مباشر إذا أكلت الكائنات الحية الأخرى التي تناولت البلاستيك.

ونوه إلى أن الكائنات البحرية ليست وحدها التي يقع عليها الضرر ولكن الطيور أيضًا تنفق بسبب خطورة البلاستيك، حيث إن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء، مستدلاً بأبحاث علمية بأن المخلفات الصلبة وغير المرغوبة على سواحل البحر تمثل وحدها 50% من مجموع المواد الزائدة، ويقدر عدد الطيور البحرية التي تنفق بسببها مليون طائر سنويًا على المستوى العالمي، و100 ألف من الكائنات البحرية الفطرية.