قال ياسر سعد، خبير صناعة الذهب، وصاحب أحد محلات الصاغة بمنطقة الشيخ زايد، إن ما يحدث في أسواق الصاغة المحلية الآن غير منطقي بالمرة، وليس له أي تبرير، مؤكدا أن كل هذه التحركات في الأسعار هي تحركات داخلية فقط، وليس لها علاقة بالسوق المحلية.

وأضاف سعد لـ«الشروق» إن التوقعات كانت تشير في بداية يناير الجاري إلى وصول سعر عيار 21 إلى 3500 جنيه في نهاية النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بـ3000 جنيه في بداية العام، ولكنه قبل انتهاء الشهر الأول من العام اقترب السعر من 4000 جنيه، متابعا: «هذا غير منطقي بالمرة».

وتابع : «لا نستبعد أن يصل سعر جرام عيار 21 إلى 6000 جنيها قبل انتهاء النصف الأول من العام الجاري إذا استمرت الأوضاع الحالية بالسوق المحلية»، مشيرا إلى أن الأسعار ترتفع بشكل لحظي، وبوتيرة سريعة جدا.

وأشار إلى أن الأسعار تتغير في الوقت الذي يقف فيه العميل أمام التاجر لشراء سبيكة على سبيل المثال، ذاكرا: «السعر يختلف من لحظة دخول العميل إلى لحظة دفع الفلوس وهو مايربك التاجر والعميل على حد سواء».

وواصلت أسعار الذهب الصعود فى أسواق الصاغة المحلية خلال تعاملات اليوم بنحو 150 جنيها، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وكانت الأسعار شهدت ارتفاعا أمس بقيمة 100 جنيه، ليصل إجمالي الزيادة 250 جنيها خلال يومين فقط، بحسب سعد.

وسجل سعر الجرام عيار 21 الأكثر مبيعا في مصر 3850 جنيها، ووصل سعر جرام عيار 24 إلى 4380 جنيها، وسجل سعر عيار 18 3303 جنيهات، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 30800 جنيه، بدون احتساب قيمة المصنعية وضريبة الدمغة وضريبة القيمة المضافة.

أجزم سعد أن تجار الذهب يتعرضون لخسائر مالية يوميا، موضحا أن التاجر يبيع جرامات من الذهب بسعر معين، ثم يشتري بسعر أعلى، وقد يهبط السعر مساءا، فالأمور غير واضحة تماما، بحسب وصفه، لذلك اتجهت بعض المحال إلى الإغلاق لفترة مؤقتة لحين استقرار الأوضاع.

ويرى سعد أنه في حالة تصحيح الأسعار المحلية والسيطرة على انفلات سعر الدولار بالسوق الموازية فإن سعرالجرام سينخفض 1000 جنيه على أقل تقدير، وهو مايزيد من تخوفات التجار والمستهلكين.

ورغم هذه التخوفات إلا أن سعد أكد على أن هناك إقبال مرتفع على شراء السبائك والجنيهات، مرجعا ذلك إلى تخوف المستهلكين من الانخفاض المستمر لقيمة العملة واتجاهم للملاذ الآمن للحفاظ على مدخراتهم.

واتجهت بعض محلات الذهب بالفعل إلى إغلاق أبوابها أمام العملاء خلال تعاملات اليوم، وفقا لجولة ميدانية قامت بها «الشروق»، في بعض المناطق بالقليوبية والقاهرة.

وبرر أصحاب المحلات المغلقة تصرفهم إلى التذبذب الشديد الذي تشهده سوق الصاغة المحلية خلال الأسبوع الجاري، ما زاد من خوفات تصحيح الأسعار فجأة وتعرضهم لخسائر مالية كبيرة.

أشار بعضهم إلى أنه في حالة حدوث تصحيح للأسعار سيهبط سعر الجرام بقيمة قد تتجاوز الـ1000 جنيه على الفور، لافتين إلى أن الدولار في سوق الصاغة حاليا يُحسب على 67 جنيها، وهو سعر مبالغ به جدا، على حد تعبيرهم.