اختتم المواطنون بمحافظة الأقصر، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، احتفالاتهم بمولد العارف بالله أبو الحجاج الأقصري، وذلك في مسجده وساحته المشهورة خلف معبد الأقصر، وعدد من المناطق المجاورة في المدينة.
وقال إيهاب صبري الحجاجي، أحد القائمين على تنظيم الاحتفالات، إن الاحتفال بمولد أبو الحجاج يأتي حفاظًا على عادات وتقاليد ورثوها، حيث شهد الاحتفال هذا العام إقامة عدد من ليال الذكر في ساحة المسجد وفي عدة مناطق مجاورة لها أحياها عدد من كبار المنشدين والمداحين كالشيخ مهدي ياسين التهامي، والشيخ أمين الدشناوي.
وأضاف الحجاجي لـ"الشروق"، أن الاحتفالات شهدت في عدة مناطق إقامة حلقات من لعبة التحطيب بين كبار اللعبة في المحافظة وبصفة خاصة في منطقة الحمارة بوسط مدينة الأقصر.
واستطرد الحجاجي، أن الاحتفالات شهدت مساء أمس إقامة ليال ذكر ومديح في الرسول أحياها عدد من كبار المنشدين والمداحين على مستوى مصر، في مقدمتهم الشيخ مهدي ياسين التهامي، وذلك بالقرب من ساحة مسجد العارف بالله بوسط المدينة والمناطق المجاورة لها، بالإضافة إلى إحياء فرقة الحضرة للمديح والإنشاد للاحتفال الرسمي المقام في الساحة.
وأشار الحجاجي، إلى قيام أهالي الأقصر بعمل خدمة للمحتفلين وخاصة الوافدين من خارج المحافظة ضمن الاحتفالات أيضًا، وهي عبارة عن موائد إطعام تحتوي على الوجبة الرئيسية للمولد "كباب القمح"، بجانب موائد اللحوم وذلك بمشاركة معظم الأهالي كل على حسب مقدرته المادية.
وتابع، "اجتمع عدد كبير عصر أمس من من الرجال والسيدات في مسجد العارف بالله أعلى معبد الأقصر لإقامة جلسات ختم القرآن الكريم، والتي يشرف عليها إمام المسجد، إضافة إلى أفراد العائلة الحجاجية منظمة إلى عدة حلقات في كافة أنحاء المسجد".
وأكد أنه منذ قليل أسدل الستار رسميا على الاحتفالات هذا العام بإقامة "الدُورة" وهي عادة قديمة قد ورثوها الأهالي يتم فيها إحضار عدد من الجِمال عليها مجسمات إسلامية كالكعبة المشرفة، ويتم التجول بها داخل مدينة الأقصر، ويكون مسجد أبو الحجاج هو نقطة الانطلاق والانتهاء فيها.
وأوضح أن أبو الحجاج الأقصري هو يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى، ولد في أوائل القرن السادس الهجري في بغداد بالعراق، في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله، وتولى الإشراف على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والعبادة، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرازق الجزولي، وهاجر إلى مصر واستقر في الصعيد، بمرافقة العارف بالله عبدالرحيم القناوي، ليستقر في الأقصر وفيها تصعد روحه إلى بارئها.