رغم اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بالكامل ونشر قواته في معركة مدعومة بالكثير من الموارد، بقيت المقاومة الفلسطينية صامدة على رجليها دون أن تسقط، خلافًا للهدف الإسرائيلي من الاجتياح. كانت هذه مقدمة مقال لأحد المستشارين السياسيين الإسرائيليين حول سر عجز دولة الاحتلال عن حسم الحرب.
وكتب المستشار السياسي نمرود كوريم عبر صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه من المذهل لإسرائيل أن جيشها، الذي هزم عدة جيوش عربية خلال ستة أيام في حرب 1967، عجز عن هزيمة مجموعات صغيرة في قطاع غزة.
* الأنفاق.. سلاح القسام الاستراتيجي
وقال نمرود إنه من المؤكد أن المقاومة الفلسطينية كانت تعلم أن اجتياح غزة سيكون النتيجة الطبيعية لهجوم 7 أكتوبر، لذلك لجأت إلى سلاحها الذي أعدته على مدى 20 عامًا، وهو الأنفاق، التي تعتبر بمثابة القبة الحديدية للمقاومة، حيث لا يمتلك جيش الاحتلال الخبرة الكافية للتعامل معها.
* لماذا انتصرت الأنفاق؟
يشرح نمرود استراتيجية المقاومة باستخدام الأنفاق، موضحًا أنها توفر مقرًا آمنًا للتخطيط وحشد الجنود وتخبئة الأسرى، كما تسمح بتوسيع خطوط أنفاق إضافية.
وأضاف نمرود أن الأنفاق تتيح لمجموعات المقاومة الصغيرة الاشتباك مع مجموعات إسرائيلية صغيرة أيضًا، حيث لا تكفي مساحة الأنفاق لقوات أكبر حجمًا.
وتابع أن جيش الاحتلال، رغم تفوقه التكنولوجي، لا يمتلك الأدوات الكافية والمجهزة لحرب الأنفاق، إذ يشبه الأمر أن يخوض جيش حربًا بحرية وهو لا يملك السفن.
وأوضح نمرود أن الأنفاق تتيح للمقاومة انتقاء ميادين القتال، إذ يمكنهم الخروج في أي نقطة وبدء الاشتباك، بينما لا يتوقع جنود الاحتلال من أي مكان سيخرج المقاومون للاشتباك.
* حقيقة مرة للاحتلال
ويقول نمرود إن أعداد الأنفاق وتمويهها أصعب من أن يتم كشفها بسهولة، والدليل على ذلك النفق الذي طوله نصف كيلومتر ولم يتمكن جيش الاحتلال من كشفه إلا بعد أشهر من الاجتياح، مما يعني أن هناك أنفاقًا أكثر وأطول لم يتم اكتشافها بعد.
ويستطرد نمرود بأن على إسرائيل أن تقتنع بحقيقة مرة وصلت إليها الإدارة الأمريكية، وهي استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، على الأقل حتى يستطيع جيش الاحتلال امتلاك وسائل فعالة لخوض حرب الأنفاق.