مجلة جون أفريك: جنوب أفريقيا دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعد مواجهتها إسرائيل بجرائمها - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 6:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مجلة جون أفريك: جنوب أفريقيا دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعد مواجهتها إسرائيل بجرائمها

هايدي صبري:
نشر في: السبت 27 يناير 2024 - 6:34 م | آخر تحديث: السبت 27 يناير 2024 - 6:40 م
بعد القرار التاريخي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة، في القضية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل بشأن اتهامات بالإبادة الجماعية في غزة، وصفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن جنوب أفريقيا دخلت "التاريخ من أوسع أبوابه" بعد مواجهتها إسرائيل بجرائمها.

وتحت عنوان: "في مواجهة إسرائيل، جنوب أفريقيا دخلت التاريخ من أوسع أبوابه"، قالت المجلة الفرنسية إن: "المؤتمر الوطني الأفريقي احتفل بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة في القضية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل بشأن اتهامات بالإبادة الجماعية في غزة.

* جنوب أفريقيا مؤيد تاريخي للقضية الفلسطينية*

ووصفت المجلة الفرنسية أجواء تلقي النطق بالحكم قائلة: "شاشتان عملاقتان متصلتان بالتلفزيون العام، تأسران انتباه الحكومة بأكملها، واجتمع أعضاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في أحد فنادق جوهانسبرج لمناقشة الشؤون الداخلية".

وأضافت: "أخذ أعضاء الحزب استراحة يوم الجمعة 26 يناير الساعة 2 بعد الظهر، لمشاهدة الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في هذه القضية، بين جنوب أفريقيا وإسرائيل"، مشيرة إلى أن: "بريتوريا تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة".

وقالت المجلة الفرنسية إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يعتبر مؤيدا تاريخيا للقضية الفلسطينية، موضحة أن نشطاء الحزب يصفون إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري ويقارنون بين كفاحهم ضد الحكومة العنصرية التي حكمت جنوب أفريقيا (من 1948 إلى 1994) ومصير الفلسطينيين.

وتابعت: "من الواضح أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيد مبادرة حكومته، التي كان كل أعضائه تقريباً مجتمعين عندما أُعلن الحكم".

ووفقاً للمجلة الفرنسية فإنه عندما أدلى رئيس المحكمة، جوان دونوجو، بتصريحات أكدت صحة حجة الفريق القانوني لجنوب أفريقيا الذي سافر إلى لاهاي في 11 يناير، صفق المشاهدون، مما جعل قاعة المؤتمرات تبدو وكأنها منطقة للمشجعين".

كما سلطت المجلة الفرنسية الضوء على وزيرة الثقافة والرياضة، زيزي كودوا، التي عادت بالكاد من كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج، مشيرة إلى أن "الوزيرة لا تزال ترتدي القميص الأصفر لمنتخب بافانا الوطني لكرة القدم".

وتابعت: "بينما كان رئيس المحكمة يعرض الإجراءات المتخذة ضد إسرائيل، رفعت الويزة كودا ذراعيها إلى السماء كأنه هدف".

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه "عندما انتهت الجلسة، وقف جميع أعضاء المؤتمر الوطني الأفريقي، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية، ويبدأون في الغناء".

* انتصار لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي

ولفتت المجلة الفرنسية إلى تصريخات فيبي بوتجيتر، رئيس الحزب، قوله: "بصراحة إنه انتصار للنظام المتعدد الأطراف (النظام حيث يكون لكل شخص صوت في المؤسسات الدولية) وهو انتصار لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي".

وانفجر أعضاء الحكومة بالفرح أمام الصحافة، بعد أن تمت دعوتهم في هذه المناسبة لتغطية بث الحكم، وفقاً للمجلة الفرنسية.

وكان رونالد لامولا، وزير العدل الذي كان موجودا في لاهاي قبل أسبوعين لدعم محاميه، محاطا بالمسؤولين التنفيذيين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذين يحتفلون به بصوت عال.

ونقلت المجلة الفرنسية عن سانوشا نايدو، الخبير المتخصص في العلاقات الدولية في معهد الحوار العالمي، قوله وهو ضاحك: "ليس لديهم الكثير من الانتصارات التي يمكنهم المطالبة بها في الآونة الأخيرة"، موضحاً أن الحزب الحاكم يعاني من عجز شعبي قد يفقده الأغلبية في الانتخابات العامة المقبلة التي ستجرى هذا العام في موعد لا يزال مجهولا.

وتابع: "البطالة والجريمة وأزمة الكهرباء وشبهات الفساد تلقي بظلالها على سجل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على المستوى الوطني، كما أدى دعمه لروسيا، على الرغم من العملية العسكرية التي شنها على أوكرانيا، إلى الإضرار بصورته كوسيط وصانع للسلام على المستوى الدولي".

ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإنه "مع هذا الحكم الذي سيكون له تداعيات عالمية، يجد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الفرصة لتلقين الدروس لمنتقديه".

ولفتت المجلة الفرنسية إلى وزير الخارجية الجنوب أفريقي ألفين بوتس قوله: "يجب على جميع الدول المؤيدة للسلام أن تفرح ويجب أن يفرح الجميع مع جنوب أفريقيا بفضل حكم محكمة العدل الدولية، مضيفاً: "لا توجد محكمة أكثر أهمية في العالم".

وتابع على منصة "إكس": "فخور بالانتماء إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي" الذي "يقف على الجانب الأيمن من التاريخ".

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه بينما "اتهمت المعارضة في جنوب أفريقيا الحكومة بعدم الكفاءة، إلا أن الأخيرة تمكنت من تشكيل فريق قانوني لا تشوبه شائبة، مما يعكس التنوع في البلاد (امرأة، وعميد أبيض، ومحامي أسود) الذي وصلت حججه إلى الهدف أمام المحكمة".

وتابعت: "حتى التحالف الديمقراطي، وهو حزب المعارضة الرئيسي على الرغم من قربه من إسرائيل، لم يجد أي خطأ في ذلك، وهو يرحب بقرار المحكمة السريع بشأن تدابير الإغاثة المؤقتة".

وقال أستاذ العلوم السياسية دانييل سيلك في منشور على "إكس": "في أحسن الأحوال، حصلت جنوب أفريقيا على انتصار صغير لصورتها بهذا الحكم في محكمة العدل الدولية، في حين سجلت نقاطا فيما يتعلق بالسياسة الداخلية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي".

كما حذر المحلل السياسي من أنه يجب الحرص على عدم "التقليل من شأن" حكم محكمة العدل الدولية من خلال ربطه بحسابات سياسية داخلية، موضحاً أنه :" ولا يزال هذا "انتصارا أخلاقيا" تتجاوز مخاطره الطبقة السياسية في جنوب أفريقيا".

اختبار للمؤسسات الدولية

ورأت "جون أفريك" أنه :" من خلال تقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية، أرادت جنوب أفريقيا أيضاً اختبار المؤسسات الدولية، موضحة أن بريتوريا تدين بانتظام عجزهم عن حل النزاعات أو تحيزهم عندما يتعلق الأمر بالحكم على المسؤولين عنها".

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن جنوب أفريقيا أصبحت أكثر أهمية عندما هددت هذه المؤسسات نفسها مصالحها، مثلما حدث عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

وبحسب المجلة الفرنسية فإن "هذه الدعاوى القضائية قد منعت الحكومة من استقبال فلاديمير بوتين في قمة البريكس في جوهانسبرج في أغسطس الماضي".

كما اعتبرت المجلة الفرنسية أنه :"من الأمور التي تصب في صالح جنوب أفريقيا أن قرار محكمة العدل الدولية من شأنه أن يعيد ثقتها في هذه المؤسسات".

وتابعت: "إلا أن محكمة العدل الدولية لم تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، كما أرادت جنوب أفريقيا. ولكن دبلوماسية جنوب أفريقيا تعتقد أن التدابير التي فرضتها محكمة العدل الدولية، مثل الالتزام المفروض على إسرائيل بمنع المذبحة ضد المدنيين، ترقى في واقع الأمر إلى فرض وقف لإطلاق النار".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك