استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الخميس، جراء قصف مكثف من الطائرات والمدفعية الإسرائيلية لأحياء في شرق مدينة غزة تزامنا مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية مفاجئة فيها هي الثالثة منذ بدء الحرب في القطاع.

وبموازة ذلك أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة في بيانات منفصلة أن عناصرها تخوض اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية المتوغلة واستهداف آلياتها بعبوات ناسفة.

وأفاد مصدر طبي فلسطيني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)،  بأن القصف الإسرائيلي على أحياء شرق مدينة غزة خلال الساعات الماضية أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين بينهم أطفال ونساء.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن الطائرات والمدفعية استهدفت عددا من المنازل السكنية في أحياء الشجاعية والشعف والتفاح شرق مدينة غزة بشكل متزامن.

وذكرت المصادر والشهود أن جثث الضحايا متناثرة في الشوارع وتحت ركام المنازل المأهولة التي تم قصفها دون سابق إنذار في عدة مناطق شرق غزة.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان مقتضب في وقت سابق اليوم إن طواقمه لم تستطع الوصول إلى عدد من الشهداء و الجرحي جراء القصف العنيف.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن القصف المكثف شرق غزة استمرار لحرب "الإبادة" التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأمريكية.

وقالت الحركة في بيان  لها إن الاستهداف المتكرر للأحياء وتعمد قتل المدنيين هي "جريمة حرب مكتملة الأركان".

 بدورها وصفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان الناطق باسمها منذر الحايك أن الوضع الميداني خطير، لافتا إلى أن عشرات الشهداء لا زالوا في الطرقات وتحت الأنقاض جراء استهدافات طالت مربعات سكنية بالكامل. 

ودعا الحايك في بيان المجتمع الدولي لحماية القوانين التي تحمي المدنيين، مشدداً على ضرورة التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من "الجرائم" الإسرائيلية.

وفي وقت سابق اليوم دعا الجيش الإسرائيلي سكان أحياء شرق غزة إلى إخلائها فورا، قائلا على لسان الناطق باسمه للاعلام العربي أفيخاي أدرعي على حسابه في منصة "إكس"،  "إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة والتركمان والتفاح من أجل سلامتكم عليكم الإخلاء بشكل فوري جنوبا على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية".

ودفع القصف الجوي والمدفعي وتوغل الآليات العسكرية الإسرائيلية آلاف السكان شرق غزة إلى النزوح من المنطقة خوفا على حياتهم بحثا عن مكان.

‏‎وأظهرت مقاطع مصورة نساء ورجالا وأطفالا يحملون الحقائب والطعام ويركضون في الشوارع على وقع دوي الانفجارات وآخرين يحملون أطفالا ينزفون دما.

‏‎وقالت سوسن يسري /38 عاما/ وهي من سكان الحي لـ(د.ب.أ) إن الوضع كان صباح اليوم كأن الحرب عادت من جديد، القصف في كل مكان ولم يتوقف لساعات.

‏‎من جهتها قالت الإذاعة العبرية العامة إن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية في الشجاعية تستهدف تفكيك "بنىً تحتية" حمساوية.

وتعتبر هذه المرة الثالثة التي ينفّذ فيها الجيش عملية عسكرية في المنطقة منذ بدء الحرب في السابع من  أكتوبر الماضي.

ويأتي ذلك فيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس و سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استهداف آليات إسرائيلية في حي الشجاعية.

وقالت سرايا القدس في بيان مقتضب "دمرنا آليتين عسكريتين وقعتا في حقل من العبوات الأرضية البرميلية في أرض قنديل بحي الشجاعية".

بدورها أفادت كتائب القسام بأن عناصرها استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105" ما أدى إلى تفحمها وقتل من فيها في حي الشجاعية.

وذكر بيان صادر عن الكتائب أن عناصر أخرى استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع "ميركفاه 4 بعبوة شواظ في حي الشجاعية".

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم ارتفاع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل المتواصلة في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 37765 شخصا.

وقالت الوزارة في بيان صحفي إن الجيش الإسرائيلي ارتكب ثلاث "مجازر" ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 47 شهيدا و52 إصابة بجروح مختلفة.

وبحسب الوزارة، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع إلى 37765 شخصا بينما وصل عدد المصابين إلى 86429 منذ السابع من أكتوبر الماضي.