حوار مفتوح: نحو مرحلة جديدة فى العمل العربى المشترك.. شروط القيادة طريق الوصول لمبادرة عربية - الطاهر لبيب - بوابة الشروق
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 9:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار مفتوح: نحو مرحلة جديدة فى العمل العربى المشترك.. شروط القيادة طريق الوصول لمبادرة عربية

نشر فى : الأحد 14 يونيو 2020 - 10:50 م | آخر تحديث : الأحد 14 يونيو 2020 - 10:50 م

فى مواجهة التحديات والعقبات التى تمنع انطلاق مرحلة إيجابية جديدة فى العمل العربى المشترك، دعت «الشروق» عددا من الكتاب والمفكرين والمتخصصين العرب لإجراء حوار بشأن الشروط التى يجب توافرها فى دولة أو ائتلاف عربى يتولى مهام القيادة فى النظام العربى ويتغلب على هذه التحديات. وكان أول من استجاب لدعوتنا المفكر العربى الكبير ووزير التربية والتعليم الأسبق فى دولة البحرين الدكتور على فخرو. وبطبيعة الحال فإن الآراء المنشورة فى سلسلة مقالات «حوار مفتوح: نحو مرحلة جديدة فى العمل العربى المشترك.. شروط القيادة» تعبر عن أصحابها فقط وليس عن وجهة نظر «الشروق».
أن يُثار، اليومَ، نقاش حول «قيادة الأمّة» فهذا، فى حدّ ذاته، مفاجأة. قد يبدو للبعض كنقاش البيزنطيين حول جنس الملائكة! لكن، ومهما بدا منفصمًا عن واقع العرب الرّاهن، ففى إثارته وفى استجابة مثقفين للمشاركة فيه ما يدلّ على أنّ هناك «مسألة عربيّة» لا تزال، رغم كل التشخيصات المحبطة، موضوعَ انشغال فكرى، على الأقل. وأمّا أن يكون الدكتور على فخرو هو الطارح للموضوع فهذا يكسب الانشغال به صدقيةً. لقد واجه «المرشّحَ» لقيادة الأمّة بأسئلة عالية السّقف، لا أظن أن بلدًا عربيًّا أو مجموعة إقليميّة عربيّة يمكنها، فى الوقت الحالى، الاستجابة لشروطها.
سؤال: من يقود؟ (والأنسب: من يبادر؟) سؤال طرحته المرحلة النّاصريّة وظنّت أنها وجدت له إجابة فى ما سُمّى «الإقليم ــ القاعدة». هذا المفهوم لم يعمّر لأن مركز الثقل انتقل من مصر إلى غيرها أو غاب. على النّقاش، إذًا، ألا يكتفى باستنتاج «القيادة» من تشخيص الوضع الرّاهن، مراعاةً لهذا التنقّل الذى هو، من حيث المبدأ، لا يتوقّف. من هذه الوجهة، يبدو تشخيص الدكتور عبدالخالق عبدالله للوضع الخليجى مقنعًا ولكنّ استنتاجه للقيادة، وليس فقط للاستقطاب أو حتّى للرّيادة فى بعض المجالات، هو استنتاج فيه نظر.
ومهما كان الرأى فى الرّبيع العربى فقد أوجد حركة حاملة لمطالب تعابيرُها وآلياتها غير مسبوقة، عربيًّا، ومن الصعب استشراف «عدواها» وتحوّلاتها فى المدى البعيد. هذا يعنى أن ما يُنظر إليه على أنه قوّة أو وزن أو مكانة دولية، إلخ... إضافةً إلى قابليّته للتبدّل، بحكم هشاشة القوّة العربيّة، هو محكوم، مستقبلًا، بمطالب كالحريّة والعدالة الاجتماعيّة، مثلًا لا حصرًا. لا نعرف فى أى بلد أو فى أى مجموعة إقليميّة ستنضج مبادرة عربية جامعة ولكنها لن تنضج فى فضاء لا يجمع بين القوّة وتلبية هذه المطالب. هذا إذا اعتبرنا أن المبادرة ــ إن حصلت ــ هى لصالح شعوب لا لصالح نخب.
كل ما يقال عن الرؤى والمواقف السياسيّة التى تؤهّل للمبادرة بما يجمع العرب كأمّة (بقطع النظر عن أسماء وصيغ ومراحل هذا الجمع) يصبّ، نهايةَ الأمر، فى ضرورة الاقتناع السياسى بالمصير المشترك. لقد تلاشى هذا المصير المشترك كفكرة وحتّى كعبارة. وإذا كان بالإمكان استعادته، بعيدًا عن أدبيات الهويّة التى تبيّن، ميدانيًّا، أنها قاتلة أكثر مما هى جامعة وتركيزًا على المصالح المشتركة، فإنّ هذا قد يكون رأس خيط يمكن الإمساك به. وإذا كان للجامعة العربيّة أن تجمع العرب حول فكرة المصير المشترك (ولو لمناقشتها فقط) فسيكون هذا مبرّرًا لإنعاشها.

الطاهر لبيب  أستاذ علم الاجتماع- تونس
التعليقات