اليوم التالي بعد يورو 24 - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 26 أغسطس 2024 8:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اليوم التالي بعد يورو 24

نشر فى : الثلاثاء 16 يوليه 2024 - 6:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 16 يوليه 2024 - 6:30 م

** أسدل ستار البهجة والمتعة  فى الملعب الأوليمبى فى برلين، على انتصار منتخب إسبانيا وانكسار الإنجليز. انتهت البطولة بالنسبة للمتفرجين وللمشجعين، ولكنها يجب ألا تنتهى بدروسها للنقاد والمحللين والمدربين واللاعبين وأيضا الإعلاميين. فبقدر النقد الذى وجه إلى ساوثجيت خلال البطولة وبعدها، وكان نقدا هجوميا قاسيا من الجماهير ومن الإعلام الإنجليزى كله، ولم يكن نقد الإعلام الإنجليزى للمدرب محشوا بإساءات وألفاظ، ولم يكن نقدا مسطحا انطباعيا خفيفا بلا سند فنى.

** فى المقابل احتفل نفس الإعلام بانتصار الإسبان، فلا تشويه لهذا الفوز الرابع بالبطولة. ولا حجج، ولا مبررات، ولا سوء حظ طير اللقب من إنجلترا، ولا وجود لسحر ولا شعوذة ولا أشباح، وإنما أستحق الفريق الأفضل بصورة مطلقة أن يكون هو البطل، استحق بالأداء الممتع، والجمال فى التمرير والتحرك. وشراسة الهجوم، ووجود الهدف من البداية، وهو هدف مسلح بمهارات فنية عالية، وبلاعبين أعمارهم 17، و18، و19، و21، سنة مثل لامين يامال، وبيدرى، وويليامز، وكان يمكن أن يكون بينهم جافى لكنه أصيب.

** هذا ليس كلامى ولكنه كلام الصحف الإنجليزية التى بدأت تبحث عن بديل جاريث ساوثجيت وتطرح أسماء كاقتراحات يورجين كلوب مثلا أو توخيل، أو إيدى هاو، وجراهام بوتر، ومن بين المرشحين الآخرين ماوريسيو بوتشيتينو مدرب تشيلسى السابق، ولى كارسلى مدرب منتخب إنجلترا تحت 21 عاما، وفرانك لامبارد وستيفن جيرارد.

** وأكدت الصحف الإنجليزية أن  «يورو 2024» أنصفت  الفريق الإسبانى المبهر والأفضل طوال مشوار البطولة، واستحق اللقب عن جدارة، بعد فوزه بمبارياته السبع. وسجل الفريق أرقاما قياسية بمشاركة أبرزهم لامين يامال نجم إسبانيا الذى بات فى سن 16 عاما و362 يوما، أصغر مسجل لأهداف على الإطلاق فى أى من بطولتى أمم أوروبا وكأس العالم، بهدفه المذهل الأول فى مرمى فرنسا بنصف النهائى. وهيمنت إسبانيا على عالم الكرة المستديرة بين عامى 2008 و2012، فأحرزت لقب كأس أوروبا مرّتين 2008 فى النمسا وسويسرا و2012 فى بولندا وأوكرانيا، ومونديال جنوب إفريقيا 2010. لكن الكرة الإسبانية واجهت منذ هذا الحين أزمة ثقة، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاما، قبل أن تتصالح مجددا مع الانتصارات بفوز المنتخب بلقب دورى الأمم الأوروبية العام الماضى. ثم ببطولة أوروبا بعد أن تولى قيادة الفريق دى لافوينتى فى إطار مشروع مخطط حيث تولى تدريب منتخبات الناشئين والشباب تحت 19 و21 سنة. واكتشف مواهب وصنع فريقا للمستقبل، وهو ما توج بطلا لكأس أوروبا. وعلى مدى 9 سنوات حقق لافوينتى بطولات، وقدم رودرى، وويليامز، وأوبارزوابال، وسيمون، أولمو، وغيرهم فيما سجل برشلونة درسا حين أشرك لامين يامال فى الفريق الأول وعمره 15 سنة.

** سُئل موراتا عما إذا كان لدى إسبانيا بالفعل أى لاعبين من الطراز العالمى، من النوع الذى يمكنه الفوز بالكرة الذهبية. قال نعم، وذكر رودرى وبيدرى وأصر على أن ويليامز ولامين يامال سيكونان مرشحين ذات يوم.

** لاشك أن البريميرليج هو صيحة كرة القدم الإنجليزية الأولى، ولكن أكدت بطولة يورو 2024 أمرين مهمين. أولا، أن المنتخب الإنجليزى مهم للناس وللجماهير. وثانيا، يعتبر المدير الفنى للمنتخب شخصية حيوية  للغاية، ويجب أن يكون صاحب كاريزما وشخصية قيادية وثقافة عامة ويعرف كيف يتحدث ويخاطب الرأى العام.  

** يبقى أخيرا التفاصيل الذى تمثل عين الصحفى التى ترصد ما لا تراه عدسة الكاميرا التى تركز على الكادر. ففى اليوم التالى كتبت الصحف الإنجليزية أدق تفاصيل تصرفات لاعبى إنجلترا واحتفالات لاعبى إسبانيا والحوارات التى جرت فى غرف الملابس بعد المباراة مباشرة وكيف استأذن ملك إسبانيا فى دخول غرفة ملابس لاعبى الفريق.

** اليوم التالى كان الإعلام منصفا لإسبانيا الفائزة التى هزمت فريقه، وفى الوقت نفسه كان ناقدا باحترام للمدرب منتخب إنجلترا مسجلا إنجازاته، ومستندا فى نقده على وجهات نظر فنية دقيقة وعميقة، دون إساءات ولا ولولة؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.