«كوب 28».. تحول الطاقة يجب أن يكون منصفًا وعادلًا وغير منحاز - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«كوب 28».. تحول الطاقة يجب أن يكون منصفًا وعادلًا وغير منحاز

نشر فى : الأربعاء 20 ديسمبر 2023 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 20 ديسمبر 2023 - 9:25 م
نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، تحدث فيه عن أهم مخرجات مؤتمر كوب 28 وهو اتفاق الدول المشاركة فيه على تنفيذ التزاماتهم، كلٌ حسب إمكاناتها، كما لهم حق اختيار المنهجية التى تحافظ على مصالحهم... نعرض من المقال ما يلى:

استطاع مؤتمر «كوب 28» بعد ثلاثة عقود من المناقشات والعشرات من المؤتمرات أن يحوز الموافقة بالإجماع لنحو 200 دولة على خطة عمل مناخية للحفاظ على إمكانية تفادى تجاوز الارتفاع فى درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وأن يكون التحول للطاقة منصفا، وغير منحاز لوقود على الآخر، وأن تنفذ الدول مهامها حسب إمكاناتها. فالمطلوب هو تقليص الانبعاثات. واعترف القرار ضمنيا بأهمية الوقود الأحفورى الخالى من الانبعاثات، وشموليته فى أنواع الوقود الأخرى مستقبلا.
صرح وزير الطاقة السعودى، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بأن «اتفاق (كوب 28) يشدد بالأساس على أهمية تحول الطاقة»، مشيرا إلى أن «مراجعة نص البيان الختامى لاتفاق (كوب 28) تمت كلمة بكلمة».
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان فى تصريح لقناة تلفزيون «العربية»، أن «التركيز كان على معالجة التحديات بالتوافق مع المصالح الوظيفية»، مشيرا إلى أن «الاتفاق الحالى أعاد اتفاق باريس للواجهة مجددا»، ولافتا الانتباه إلى أن «المستهدف هو خفض الانبعاثات، وللدول حق اختيار المنهجية التى تحافظ على مصالحها، وأنه يجب النظر بطريقة متكاملة للنصوص حسب الاتفاق». وفيما يخص الصادرات الهيدروكربونية المستقبلية للسعودية، أضاف الأمير عبدالعزيز لقناة تلفزيون «العربية»، أن «النص يقدم بدائل، لكنه لا يؤثر فى صادرات بلادنا، أو فى قدراتها على البيع».
كما أكد وزير الطاقة السعودى، أن «برامج المملكة تعمل على تخفيض البصمة الكربونية لمنتجاتها»، مبينا أن «تحول الطاقة يمكن المملكة من الموازنة بين خفض الانبعاثات ونشاطها النفطى».
من الجدير بالذكر، أن انتقادات الدول النفطية للدراسات المقدمة لمؤتمرات «كوب» خلال السنوات الماضية، كانت نحو انصباب هذه التقارير على الانبعاثات المنبثقة من الوقود الأحفورى، أكثر من غيرها من الوقود التقليدى، ومن ثم الحملات للإسراع بتقليص أو إيقاف استعمال الوقود الأحفورى دون غيره. كما انتقدت الدول النفطية المواعيد المبكرة والسريعة التى دعت لها بعض التقارير، مثل تلك الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتى عدّتها الدول النفطية غير عملية، بالذات لعدم كفاية إمكانات الطاقات المستدامة التى تم تشييدها حتى الفترة الحالية، وللزيادة المستمرة للطلب على البترول على المدى المنظور والطويل الأمد، كما تشير إلى ذلك الأسواق والعقود للشركات مع الدول المنتجة، مما يدل على استمرار أهمية البترول فى قطاع الطاقة العالمى. وأخيرا، انصبت انتقادات الدول النفطية على إهمال التقارير السابقة لأهمية صناعة «تدوير الكربون» التى يتم من خلالها التقاط الكربون من البترول المنتج وخزنه فى آبار وكهوف فاضية، ومن ثم إعادة استعمال الكربون دون تسربه فى الفضاء. وهذه صناعة حديثة العهد، منتشرة فى العديد من الدول النفطية.
تشير دراسة صادرة فى عام 2005 عن اللجنة العلمية لدول الأمم المتحدة المتخصصة بشئون المناخ، إلى أنه من الممكن تخزين نحو 99 بالمائة من الانبعاثات الكربونية الملتقطة من البترول لمدة 100 عام؛ إذ بالإمكان تخزين الغالبية العظمى من هذه الانبعاثات لمدة 1000 سنة أو أكثر.
وتضيف الدراسة أن صناعة «تدوير الكربون» منتشرة فى معظم الدول المنتجة، لكن بمراحل متباينة ما بين التخطيط والتشييد. وتساعد هذه الصناعة الحديثة فى إنتاج الوقود الخالى من الانبعاثات، ثم المساعدة فى صناعة الهيدروجين الخالى من الانبعاثات؛ إذ من المتوقع أن يلعب وقود الهيدروجين دورا مستقبليا مهما.
تستثمر الدول المنتجة أموالا باهظة فى تشييد صناعة «تدوير الكربون» التى تؤهل الدول البترولية لاستمرار الإنتاج لثرواتها الطبيعية مع التوصل إلى حياد كربونى فى نفس الوقت.
وتدل المعطيات المتوافرة على أن الطلب على النفط فى ازدياد مستمر؛ نظرا إلى ازدياد الطلب على المنتجات البتروكيماوية فى الأسواق الاستهلاكية، وفى تصنيع السيارات الكهربائية وذات محرك الاحتراق الداخلى.
المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف للمناخ «كوب 28»، ماجد السويدى، قال خلال مؤتمر صحافى: «تمكنا من جمع ما يزيد على 83 مليار دولار من الالتزامات المالية الجديدة، إضافة إلى توقيع 130 دولة على إعلان زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة، فضلا عن تقديم عدد كبير من شركات النفط والغاز للمرة الأولى التزاما بمعالجة انبعاثات غاز الميثان، إلى جانب 11 إعلانا تغطى مختلف جوانب العمل المناخى، بدءا من التمويل إلى الزراعة والصحة».
التعليقات