تقرير مرعب من منشق - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 8:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقرير مرعب من منشق

نشر فى : الأحد 23 ديسمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 23 ديسمبر 2012 - 5:05 م

تشير تقارير واردة من داخل اثنتين من منشآت الأسلحة الكيماوية السورية إلى دليل جديد مرعب، على أن نظام الرئيس بشار الأسد قام العام الماضى بتجهيز شاحنات خاصة لنقل الأسلحة الكيماوية ومزجها ـ وهناك ادعاء غير مؤكد على أن حلفاء النظام فى لبنان، حزب الله غالبا، تلقوا تدريبا على استخدامها قبل أحد عشر شهرا.

 

قدم مصدر سورى شهادة مفصلة، عبر محادثة هاتفية جرت فى عطلة الأسبوع الماضى، بناء على معلومات استخباراتية حصل عليها من منشق سورى كان يعمل فى شبكة الأسلحة الكيماوية. وكان المصدر يتحدث من بلد عربية أخرى، يوجد بها كلاجئ. ورتبت المحادثة مجموعة الدعم السورى، وهى منظمة فى واشنطن تتحدث عن عناصر معتدلة فى جيش التحرير السورى المعارض. 

 

وذكر فى هذه المعلومات بأسلوب غير مكشوف: أرادت المصادر السورية تنبيه الولايات المتحدة إلى مخاطر هناك، جزئيا بأمل تشجيع مشاركة أمريكية أكبر مع المعارضة. وفى أحد السياقات التاريخية، سوف يتذكر القراء المنشق العراقى المعروف باسم «كورفيبول»، الذى صرح بادعاءات حول الأسلحة الكيماوية العراقية منذ عقد مضى، الأمر الذى ساعد فى نشوب حرب ــ ليتضح بعد ذلك أنها ادعاءات مختلقة. وسعيا لتأييد التقرير السورى، راجعت المعلومات مع مصادر مطلعة مستقلة، أكدت بعض التفاصيل. ومع هذا التأييد، رغبت فى مشاركة ذلك مع القراء.

 

وفقا لرواية المنشق، نقل اثنان من الضباط السوريين حوالى 100 كليلو جرام من المواد الخاصة بالأسلحة الكيماوية من قاعدة عسكرية سرية فى يناير 2012. وكانت القاعدة فى قرية تسمى الناصرية، على بعد ما بين 50 و60 كيلومترا من دمشق.

 

●●●

 

وقال المصدر السورى: وضع الضابطان المواد الكيماوية فى عربة مدنية، وشوهدا وهما يقودانها عبر جسر يفضى إلى الطريق السريع باتجاه لبنان. وواصل المصدر، وبعد يومين وصل رجلان يتحدثان لهجة لبنانية إلى قاعدة الناصرية، وخضعا لتدريبات على طريقة تجميع المواد الكيماوية وتنشيطها، وأيضا على مراعاة احتياطيات السلامة اللازمة فى حملها.

 

وتنتشر شائعات فى الشرق الأوسط مؤخرا حول احتمال تحرك أسلحة كيماوية سورية. ولكن لا يبدو أن المسئولين الأمريكيين لديهم أى دليل على أن الأسلحة الكيماوية السورية يتم نقلها فعليا خارج سوريا.

 

وتحدث المصدر السورى أيضا، عن إنشاء شاحنات خاصة، يمكنها نقل الأسلحة وخلطها فى ورشة بضاحية الدامور شمال غرب دمشق. وقال المصدر إن الورشة تمثل جزءا من شبكة هيئات بحثية سرية، تعرف باسم «بحوث». وقد بدأ تركيب تلك المعامل المتحركة فى صيف عام 2011، أى بضعة شهور بعد بداية تهديد الثوريون لنظام الأسد.

 

وقال المصدر السورى، بنى الفنيون فى ورشة الدامور معملا متحركا، باستطاعته تجميع الوسائط المكونة للأسلحة الكيماوية وتنشطيها، ويعرف باسم «الثنائى». وقال المنشق، يركب هذا الخلاط المتحرك داخل شاحنات مرسيدس أو فولفو، بدت من الخارج كما لو كانت شاحنات مبردة. وتوجد داخلها صهاريج للتخزين وأنابيب ومحرك لتشغيل ماكينة الخلط.

 

ويتوقع المنشق أن ما تم بناؤه من تلك المعامل المتحركة قد يبلغ ما بين 10 و15 معمل. وبينما قال مصدر مستقل أن هذه الأرقام مرتفعة، غير أنه أكد وجود معامل متحركة لدى السوريين.

 

وبناء على ما ذكره المنشق، نقلت المعارضة السورية سرا وصفا للشاحنات إلى مسئولين لبنانيين منذ حوالى ستة أسابيع، حتى يكونوا قادرين على رصد ما إذا كانت تلك المركبات تمر بالأسلحة الكيماوية إلى داخل لبنان أم إلى الخارج. ومن حينها، لم يشاهد أى منها بالقرب من الحدود.

 

●●●

 

وتوجد منشأة الناصرية بالقرب من مدينة القلمون. ويتحدث الأشخاص الذين يعملون فى القاعدة عن زيارات تحدث دائما هناك لماهر الأسد، أخو الرئيس الذى يقود وحدة النخبة العسكرية المعروفة باسم الحرس الثورى. وهناك اعتقاد أنه القائد العسكرى للحملة الوحشية ضد المتمردين السوريين، التى أدت إلى قتل ما يقدر بحوالى 40000 شخص خلال العشرين شهرا الماضية.

 

وأكد مصدر مستقل أن منشآت الدامور والناصرية على السواء، التى أشار إليها المنشق، هى بالفعل جزء من شبكة الأسلحة الكيماوية السورية.

 

وماذا يجب علينا إزاء تلك التقارير؟ أولا، ربما تكون القدرة الحربية العسكرية أكثر خطورة مما يظنه الناس، لأن الأسلحة يمكن نقلها إلى موقع آخر بينما يتم خلطها فى الطريق. وثانيا، هناك خطورة واضحة إذا توفرت للمجموعات الأخرى، مثل حزب الله، الأمر الذى قد يمثل تهديدا إرهابيا عالميا.

 

وتؤكد هذه المعلومات الجديدة أن الحرب فى سوريا تحتوى على بذور صراعات أوسع وأخطر. هناك ضوء أحمر يومض الآن: تعاملوا بشكل عاجل، وبعناية.

 

 

 

كاتب أمريكى متخصص فى السياسة الدولية والاقتصاد

 

2012 جماعة كتاب الواشنطن بوست . كل الحقوق محفوظة . النشر باذن خاص .

التعليقات