هاجيل: هل هو الشخص المناسب للبنتاجون؟ - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 8:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هاجيل: هل هو الشخص المناسب للبنتاجون؟

نشر فى : الأربعاء 26 ديسمبر 2012 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 ديسمبر 2012 - 9:45 ص

يركز الجدل حول تعيين    تشاك هاجيل وزيراً للدفاع على انتقاداته لإسرائيل فى بعض الأحيان. لكن من الخطأ طرح القضية على هذا النحو. إذ يتمثل السؤال الأساسى فيما إذا كان هاجيل الشخص المناسب لإدارة البنتاجون فى لحظة دقيقة من التحول فى سياسات الدفاع والإنفاق أم لا.

 

•••

 

كانت مقاومة هاجيل صريحة عادةً للضغط السياسى للجماعات المناصرة لإسرائيل، الأمر الذى جعل إبراهام بوكمان، رئيس رابطة مناهضة التشهير، يوجه الاتهام إلى تعليقاته السابقة «وضع حدود لمعاداة السامية». ولم أجد لهذا الادعاء ما يؤيده فيما سمعت أو رأيت. علاوة على ذلك، فإن وزير الدفاع لا يضع السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، وسيظل التحالف الأمريكى الإسرائيلى راسخاً بصرف النظر عمن يدير البنتاجون.

 

 قال السناتور جاك ريد، النائب الديمقراطى عن ولاية رود آيلاند «تشاك شخص ملتزم بتحالفاتنا، وإسرائيل تمثل أحد أقوى حلفائنا على مستوى العالم». وقد أضاف إلى هذا تعليقاً سيوافق عليه بالتأكيد غيره من الزملاء السابقين: «اعرفه منذ سنوات، ولم أرَ دليلاً يؤيد ما يوحى بمعاداته للسامية».

 

لكن اللغز الأصعب بالنسبة للبيت الأبيض هو ما إذا كان هاجيل يعد أفضل مدير فى هذه اللحظة من التغير الهائل فى تاريخ البنتاجون. إذ سينتهى دور الولايات المتحدة القتالى فى أفغانستان، وستتصارع الدوائر العسكرية على طريقة اقتسام الميزانية الآخذة فى التقلص.

 

•••

 

لكن هاجيل لديه مزايا واضحة من ناحيتين: باعتباره جمهورياً، وباعتباره بطلاً عسكرياً حقيقياً، عندما أدى خدمته كفرد مدرج على قائمة المجندين فى فيتنام، وبناء على هذا فهو قادر على توفير غطاء لأوباما أثناء انجازه للانسحاب من أفغانستان. وهاجيل غاضب مما يراها حروبًا أخطأوا تصورها فى العراق وأفغانستان، ربما على نحو ما يكون المقاتل المخضرم. ولو كان الأمر بيده، ربما كانت القوات قد اتخذت طريق العودة للوطن من الأمس. لكن ربما يمثل نفاد الصبر هذا مصدرا للقلق بعض الشىء. إذ لن يكون الانسحاب ناجحا إلا إذا تركت قواتنا المسلحة أفغانستان التى يمكن أن تتماسك مع بعضها.

 

وبالتأكيد، يمثل سجل هاجيل العسكرى أحد الأسباب الكبرى التى جعلت الرئيس راغبا فى تعيينه. فهو كما قال ريد شخص يعرف كيفية التحدث إلى الجنود، وقد عاش حياتهم. وهو صريح ومباشر ولا يصبر على المنشغلين بالتوافه. وهو يشبه فى هذه السمات الوزير الحالى، ليون بانيتا، وسلفه بوب جيتس. وهو عصبى أيضا كشأن كليهما.

 

•••

 

كان جيتس أنجح وزير دفاع فى العصر الحديث لأسباب تستحق البحث الآن. فقد فهم طريقة إدارة البنتاجون، وأداره ليس بطريقة السعى وراء كل التفاصيل، بل من خلال موقعه فى القمة كقائد. يفوض بيروقراطيى البنتاجون فى الأعمال الشاقة قليلة القيمة، ويتخذ هو القرارات الكبرى بنفسه. وتعود فاعليته إلى حد ما إلى خشية الناس منه. إذ كانوا يعرفون أنهم إذا ما أغضبوا الوزير، سيفصلون. وأدى هذا إلى وجود مساءلة نادرة.

 

قام هاجيل أيضا بالدور الصعب لرئيس العمل الذى لا يأبه بالتوافه الخاصة بالمنصب. لكن جيتس كانت لديه موهبة أساسية أخرى تصعب مضاهاتها. فهو مفكر حقيقى فيما يتعلق بالأمن القومى درس طريقة إدارة المؤسسات الضخمة وتنشيطها عندما كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية، وفى مجلس الأمن القومى. وكان يعرف الأمور الاستراتيجية الكبرى المتعلقة بسياسات الدفاع، كما يفهم فى الأشياء التقنية البسيطة. وكان جيتس تلك بندقية قصيرة الماسورة التى مع شخص يسهل أن يفوتك كونه مفكراً بارعاً أيضاً.

 

أى شخص يعرف هاجيل لن يقول عنه إنه مفكر فى مجال الدفاع. وهو صريح أكثر منه متسمًا بفروق تكاد لا تُرى. كيف سيتمكن من توجيه قرارات الشراء فى البنتاجون فى هذا الزمن المتميز بالتكنولوجيا الحديثة والمصفوفات الاستراتيجية؟ لست متأكدا. كيف سيتمكن من إدارة رؤساء الأسلحة فى حربهم الشرسة على الميزانية؟  لست متأكدا كذلك.

 

•••

 

فيما يتعلق بالخبرة والتجارب فى إدارة البنتاجون، قد يكون الاختيار الأفضل هو جون هامر، الذى عمل مراقبا ماليا ونائبا للوزير تحت قيادة الرئيس كلينتون، وكان منكبا على دراسة تلك المشاكل منذ عام 2000 باعتباره رئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية. وقد طلب منه أوباما أن يعود للعمل كنائب وزير فى عام 2009، لكن لم تعد له صلة وثيقة بالرئيس منذ رفضه هذا العرض، وهو بصورة واضحة غير مدرج على القائمة الآن.

 

وإذا حصل هاجيل على المنصب، سيكون فى حاجة إلى شيئين: الأول هو إرادة أن يقول لا لرؤساء الأسلحة ولحلفائهم المتآمرين فى الكونجرس. وأشك أنه سيحسن الأداء فى هذا الجانب. أما الثانى سوف يحتاج إلى شريك على شاكلة هامر، أو مساعد الوزير السابق ميشيل فلورنى، الذى يمكن أن يعمل نائبا له وكبير الضباط العاملين، ويساعده فى إدارة القرارات شديدة التعقيد بشأن الإنفاق على الدفاع  والاستراتيجية. وبدون هذا الشريك، سيكون من الصعب نجاح هاجيل

 

2012 جماعة كتاب الواشنطن بوست. كل الحقوق محفوظة. النشر باذن خاص.

التعليقات