ذكرى ميلاد بابلو نيرودا.. لمحة من حياة المعترف بالحياة الشاعر الحاصل على نوبل - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 8:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى ميلاد بابلو نيرودا.. لمحة من حياة المعترف بالحياة الشاعر الحاصل على نوبل

محمود عماد
نشر في: الجمعة 12 يوليه 2024 - 5:09 م | آخر تحديث: الجمعة 12 يوليه 2024 - 5:09 م

تحل اليوم 12 يوليو ذكرى ميلاد الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا، والذي ولد في 12 يوليو عام 1904، ورحل في 23 سبتمبر عام 1973، هو شاعر تشيلي الجنسية ويعتبر من أشهر الشعراء وأكثرهم تأثيرا في عصره، ولد في تشيلي.


حياته الأولى وتأثيرها على شعره
والدته روسا باسولاتو رحلت بعد شهر واحد من ولادته نتيجة إصابتها بمرض الدرن، ووالده خوسيه ديل كارمن رييس الذي ترك الريف ليعمل عاملا في ميناء تلكوانو، حتى استطاع الحصول على عمل في السكة الحديد في تيموكو.

تعلم نيرودا حب الطبيعة منذ الصغر خلال رحلاته بالقطار بين الأشجار الخضراء إلى بوروا، وكانت هذه المنطقة في الماضي ساحة للمعارك بين المستعمرين الأسبان والاروكانوس الذين وبمرور الوقت جُردوا من أراضيهم ودمرت في وقت لاحق من قبل الزعماء المستوطنين (منطقة الاروكانا).

هذه الأراضي الجنوبية المليئة بالبرد والرطوبة يحدها واحد من أنقى المحيطات هو المحيط الهادي تظهر شاعرية الإحساس باليأس وشعور الإنسان بالوحدة والحب والتي ظهرت في ديوان قصائده الشهيرة المسماة (عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة)، وهو الكتاب الذي أوصل صاحبه إلى المحافل العالمية والدولية ومنحه شهرة واسعة.

انتقلت عائلته عام 1906 إلى تيموكو وهناك تزوج والده للمرة الثانية من «ترينيداد كانديا ماربيردي» التي كانت بالنسبة لنيرودا بمثابة أمه أو الملاك الحامي.

دخل نيرودا المدرسة الخاصة بالصبية حيث تابع دراسته حتى أنهى الصف السادس في دراسة العلوم الإنسانية عام 1920، والبيئة الطبيعية المذهلة لمدينة تيموكو والغابات والبحيرات والأنهار والجبال شكلوا وللأبد العالم الشعري لبابلو نيرودا.

السياسة
كان ذا توجه شيوعي، كما يعد من أبرز النشطاء السياسين، كان عضوا بمجلس الشيوخ وباللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومرشح سابق للرئاسة في بلاده، ونال العديد من الجوائز التقديرية.

عندما أطاح الجنرال بينوشيه بالحكومة الاشتراكية المنتخبة ديمقراطيا وقتلوا الرئيس سلفادور أليندي، هجم الجنود على بيت الشاعر وعندما سألهم ماذا يريدون أجابوه بأنهم يبحثون عن السلاح فأجابهم الشاعر أن الشعر هو سلاحه الوحيد.

بداياته الشعرية
بدأت إبداعاته الشعرية بالظهور قبل أن يكمل بابلو عامه الخامس عشر وتحديدا عام 1917، وفي عام 1920 اختار لنفسه اسما جديدا هو بابلو نيرودا، في مارس عام 1921 قرر السفر إلى سانتياغو حيث استقر هناك في بيت الطلبة لإستكمال دراسته في اللغة الفرنسية التي كان يجيدها مثل مواطنيها، وفي نفس هذا العام اشترك في المظاهرت الثورية التي اندلعت في البلاد آنذاك وفي عام 1924 يهجر نيرودا دراسة الفرنسية ويتخصص في الأدب ويكتب ثلاثة أعمال تجريبية وذلك قبل أن يبدأ رحلة تعيينه سفيرا في العديد من البلدان تنتهي بسفارته في الأرجنتين عام 1933 أي بعد زواجه من الهولندية الجميلة ماريكا بثلاث سنوات والتي انتهى زواجه منها بإنجاب طفلته مارفا مارينا التي ولدت في مدريد في الرابع من أكتوبر عام 1934، وفي نفس العام وتحديدا بعد شهرين تزوج نيرودا من زوجته الثانية ديليا ديل كاريل الأرجنتينية الشيوعية والتي تكبره بعشرين عاما، ورغم كونه عمل سفيرا في العديد من الدول الأوروبية إلا أن ذلك لم يزده إلا إصرارا على أن الشيوعية -التي اندلعت شرارتها في روسيا- ليست سوى المنقذ الحقيقي والحل السحري لكل المشكلات ورغم المتاعب التي سببها له هذا الاتجاه السياسي إلا أنه ظل متمسكا به إلى حد استقالته من عمله الدبلوماسي.

شعر نيرودا
كتب بابلو نيرودا قصائد عندما كان في العشرين من العمر قُدر لها أن تنتشر أولا في أنحاء تشيلي ولتنتقل بعدها إلى كافة أرجاء العالم لتجعل منه الشاعر الأكثر شهرة في القرن العشرين من أمريكا اللاتينية.

من أشهر دواوينه «عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة» التي ترجمت أكثر من مرة إلى اللغة العربية، «في هذه الليلة، أنا قادر على كتابة أكثر القصائد حزناً» كتب سيرته الذاتية بعنوان«أشهد أنني قد عشت» ترجمت إلى العربية منذ سبعينات القرن الماضي.

جائزة نوبل
يأتي عام 1968 ويمرض الكاتب بمرض يقعده عن الحركة، وفي 21 أكتوبر 1971 يفوز نيرودا بجائزة نوبل في الأدب، وعندما يعود إلى شيلي يستقبله الجميع باحتفال هائل في استاد سانتياغو ويكون على رأس الاحتفال الرئيس سلفادور الليندي الذي لقي مصرعه بعد ذلك خلال الانقلاب الذي قاده بينوشيه.

وجاء في حيثيات فوزه بجائزة نوبل من اللجنة:
«لأشعاره الممزوجة بالقوة العنصرية والتي تحضر أحلام ومصائر حية».

مذكراته
تعتبر مذكرات الشاعر الكبير بابلو نيرودا واحدة من أمتع وأهم المذكرات والسير الذاتية، وذلك لشاعريتها وجمالها الفني، وقد جاءت تحت عنوان « أعترف بأنني قد عشت»، وترجمت للعربية من عدة مترجمين، وهذا مقطع بديع منها:
«يموت ببطء
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺎﻓﺮ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ..

ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍً ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ..
ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً عاداته ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳُﺠﺎﺯﻑ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮﻥ ﻣﻼﺑﺴﻪ ..
ﺃﻭ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻬﻮﻝ ..

ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻬﻮﻯ ..
ﻭﺯﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﻟﻠﻌﻴﻮﻥ ..

ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺲ ﺍلفتور ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺐ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺍﻷﺣﻼﻡ ..
ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮد ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺼﺎﺋﺢ

ﻋِﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍلآن
ﺟﺎﺯِﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺗﺼﺮﻑ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺗﻔﺎﺩَى ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ
ﻻ ﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ».


الرحيل
رحل نيرودا في 23 سبتمبر 1973 متأثرا بمرضه وبإحباطه من الانقلابيين، حتى إن آخر الجمل ولعلها آخر جملة في كتاب سيرته الذاتية: «أعترف أنني قد عشت» كانت: «لقد عادوا ليخونوا تشيلي مرة أخرى».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك