يتجاوز العدوان الإسرائيلي حدود قطاع غزة وينتقل إلى أشكال مختلفة من الضغط والصراع بين التأييد والإدانة حول العالم، حيث يقف عدد من المشاهير وراء الكيان المحتل، في محاولة منهم لدعم ما تقوم به إسرائيل والترويج لسرديتها عن الأحداث التي بدأت منذ 7 أكتوبر 2023، ولكن بين شد وجذب يتعرض بعض الداعمين لإسرائيل للاستبعاد من بعض المحافل الفنية والأدبية العالمية، بسبب الضغط الكبير الذي يمارس من الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية.

كان آخر الأسماء التي أثارت الجدل في هذا الموضوع، المغني اليهودي الأمريكي ماتيسياهو، الذي اتهم جهات موسيقية في الولايات المتحدة بـ "معاداة السامية"، بعد أن ألغى مسرح ريالتو في توسكون بولاية أريزونا حفل ماتيسياهو، ومسرح آخر بسانتا في بولاية نيو مكسيكو.

وجه ماتيسياهو اتهامات بمعاداة السامية إلى منظمي المسرحين، وكتب في بيان نشر على منصة إكس (تويتر سابقا): "الليلة في توكسون، عرضنا استكمال النقص في موظفيهم على حسابنا الخاص، ولكن دون جدوى. إنهم يفعلون ذلك لأنهم إما معادون للسامية أو أنهم يخلطون بين تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني والكراهية لشخص مثلي يتعاطف مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

هناك مئات من المشاهير في الولايات المتحدة والدول الأوروبية يدعمون الكيان الإسرائيلي، ويحاولون الوقوف في وجه الحملات التي تحدث إسرائيل لكشف ما تفعله في غزة وفلسطين، جين سيمونز وهيلين ميرين وبوي جورج والمدير التنفيذي للموسيقى سكوتر براون هم من بين أكثر من 400 من المشاهير وشخصيات الترفيه الذين وقعوا على رسالة مفتوحة تدعم إدراج إسرائيل في يوروفيجن (مسابقة الأغنية الأوروبية) هذا العام، وسط دعوات للمقاطعة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وجاء في الرسالة، التي نظمتها هيئة غير ربحية تدعى "المجتمع الإبداعي من أجل السلام"، والتي تشن حملات ضد مقاطعة الثقافية لإسرائيل: "نعتقد أن توحيد الأحداث مثل مسابقات الغناء أمر بالغ الأهمية للمساعدة في سد انقساماتنا الثقافية وتوحيد الناس من جميع الخلفيات من خلال مسابقاتهم المشتركة، أولئك الذين يدعون إلى استبعاد إسرائيل يفسدون روح المسابقة ويحولونها من احتفال بالوحدة إلى أداة سياسية"، بحسب صحيفة الجارديان.

ومن بين الموقعين أيضًا الممثلون سلمى بلير، ومايم بياليك، وجينيفر جودوين، وليف شرايبر، وجوليانا مارغوليز، وإيمي روسوم، وديبرا ميسينغ.

وتأتي الرسالة بعد شهر من توقيع أكثر من 2000 موسيقي في فنلندا وأيسلندا والسويد - الدولة المضيفة لهذا العام - على رسائل مفتوحة منفصلة تطالب بمنع إسرائيل من المنافسة بسبب حربها المستمرة في غزة، وإذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المنافسة في مالمو في شهر مايو فقد دعا الموقعون على الرسالة الفنلندية شركة الإذاعة الفنلندية، Yle، إلى مقاطعة يوروفيجن.

وجاء في تلك الرسالة المفتوحة التي نُشرت في يناير الماضي: "لا يتوافق مع قيمنا أن يُمنح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى" .

كما تعرضت الممثلة جال جادوت إلى هجوم كبير بعد إعلانها عن عرض فيلم تسجيلي في فعالية سينمائية ضخمة داعمة لإسرائيل في نوفمبر 2023، ولكن تم إلغاء عرض الفيلم بسبب الاحتجاجات التي تطوّرت لاحقاً إلى اشتباك بالأيدي بين مؤيدي إسرائيل والنشطاء المعترضين على عرض الفيلم، خارج متحف التسامح في لوس انجلوس، وحصلت حالة من الشغب ألغيت على إثرها الفعالية.

ويتعرض كثير من المشاهير لهجوم عبر شبكة الإنترنت بعد تصريحاتهم بدعم إسرائيل، مثل: ديبرا ميسينج التي واجهت انتقادات إلكترونية بعد حضورها "مسيرة من أجل إسرائيل" في واشنطن، وتعرض الممثل مارك روفالو للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن شارك عريضة "لوضع حد لسفك دماء الأطفال" في إسرائيل، وتعرض ممثل Stranger Things نوح شناب لانتقادات شديدة بسبب تصريحه لمتابعيه على إنستجرام "إما أن تقفوا مع إسرائيل أو تقفوا مع الإرهاب".

هذا لا ينفي وجود مئات المواقف الأخرى التي تقصي وتستبعد بعنف كل من يدعم القضية الفلسطينية سواء من فنانين أو أدباء أو ساسة وطلاب في الجامعات الأجنبية.