شغل نعوم تشومسكي الكاتب والناشط وعالم اللسانيات الأمريكي العالم في الأيام القليلة الماضية فقد سيطر خبر وفاته على الأوساط الثقافية والفكرية ومواقع التواصل الاجتماعي سواء في العالم أجمع أو هنا في منتقطنا العربية.

وكان تشومسكي البالغ من العمر 95 عام قد دخل المستشفى مؤخرا بعد إصابته بجلطة دماغية قبل عام جعلته يعاني من صعوبة في الكلام وتحريك الجانب الأيمن من جسده، بل وقالت بعد التقارير أنه قد فقد القدرة على الكلام.

وقد نفت زوجة الناقد والمفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي، التقارير التي تفيد وفاته؛ إذ كتبت فاليريا واسرمان تشومسكي أمس ردا على استفسار عبر البريد الإلكتروني من وكالة أسوشيتد برس: «لا.. هذا كذب».

وقالت فاليريا تشومسكي لوكالة أسوشييتد برس الأسبوع الماضي إنّ نعوم تشومسكي، دخل المستشفى في البرازيل أثناء تعافيه من سكتة دماغية أُصيب بها قبل عام، وفي الوقت ذاته أكد مستشفى في ساو باولو في بيان إن تشومسكي خرج من المستشفى يوم الثلاثاء لمواصلة علاجه في المنزل.

وأمدت إحدى الصحف البرازيلية أن تشومسكي دخل المستشفى مؤخرا بعد إصابته بجلطة دماغية قبل عام جعلته يعاني من صعوبة في الكلام وتحريك الجانب الأيمن من جسده.

وبذلك يتبين أن نعوم تشومسكي ما زال على قيد الحياة وأن خبر وفاته ما هو إلا خبر كاذب عاري تماما من الصحة خبر تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي بكثرة، ولكن ثبت أن تشومسكي ما زال حيا، بل وخرج من المستشفى في البرازيل حيث يقيم هو وعائلته ليتلقى بقية علاجه في بيته.

من هو نعوم تشومسكي ؟ ولماذا يهتم به العالم بهذه الطريقة ؟ ولماذا تضاربت الأقوال حول خبر وفاته من عدمه ؟ ولماذا يحظى بهذا التقدير الكبير في عالمنا العربي ؟ أسئلة نحاول الإجابة عليها في هذه النبذة المختصرة عن الكاتب والمفكر والعالم الكبير نعوم تشومسكي.

اسمه الكامل أفرام نعوم تشومسكي ولد في 7 ديسمبر 1928 فيلادلفيا، بنسلفانيا، وهو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي وأيضا عالم إدراكي وعالم منطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي.

يعمل تشومسكي أستاذا فخريا في اللسانيات في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التي عمل فيها لأكثر من 50 عام.

كذلك كتب تشومسكي عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام وهو مؤلِف لأكثر من 100 كتاب، وفقا لقائمة الإحالات في الفن والعلوم الإنسانية لعام 1992، فقد استشهد بتشومسكي مرجعا أكثر من أي عالم حي في الفترة الممتدة من 1980 حتى 1992، كما صنف في المرتبة الثامنة لأكثر المراجع التي يستشهد بها على الإطلاق في قائمة تضم الكتاب المقدس وكارل ماركس وغيرهم.

كذلك وصف تشومسكي بالشخصية الثقافية البارزة، إذ صوت له بوسم «أبرز مثقفي العالم» في استطلاع للرأي عام 2005.

ويحظى تشومسكي بشعبية كبيرة واحترام عالي في المنطقة العربية، وذلك بسبب موقفه الداعم بشدة للقضية الفلسطينية على مدار أعوام عديدة ضد الإحتلال الإسرائيلي وكتاباته عن الحق الفلسطيني وعن حقوق الشعب الفلسطيني المنهوبة رغم كونه يهودي الدسانسة وأمريكي الجنسية، وذلك الدعم والكتابة قد كلل بكتاب "عن فلسطين" والذي تشارك فيه مع الكاتب والمفكر إيلان پاپيه، والذي صدر حديثا تزامنا مع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.