حكايات فلسطينية (14).. كيف عبّرت رموز ناجي العلي الكاريكاتيرية عن فلسفة مقاومة الاحتلال؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 8:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (14).. كيف عبّرت رموز ناجي العلي الكاريكاتيرية عن فلسفة مقاومة الاحتلال؟

محمد حسين:
نشر في: الأحد 24 مارس 2024 - 9:05 ص | آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2024 - 9:05 ص
يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأكثر من 5 أشهر، مع ارتكاب العديد من المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، مما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى.

وتعاني غزة من مجاعة ونقص حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية والوقود، بالإضافة إلى دمار المستشفيات، ليصبح العدوان الإسرائيلي الأخير هو أسوأ مأساة إنسانية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية"، على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك

- الحلقة الرابعة عشرة:

تناولنا في الحلقة السابقة، سيرة مقتضبة عن حياة فنان الكاريكاتير البارز ناجي العلي، حيث عادت رسومه تتصدر الواجهة، وأصبح صورته الأبرز "الطفل حنظلة" (الذي يدير ظهره للمشاهدين، عاقدا كفيه وراء ظهره، إلى رمز فلسطينى يعبّر عن الرفض والمقاومة)، عنوانا للتضامن في ملاعب المباريات العربي.

ونستفيض في تلك الحلقة، بالحديث عن الرموز التي رسمتها ريشة ناجي العلي، ووثقت تاريخ المقاومة من أجل القضية الفلسطينية، وفقا لما جاء بكتاب "فلسطين وقضية الحرية في سير وإبداعات المثقفين الفلسطينين"، للكاتب كريم مروة.

يقول الكتاب: "إن حنظلة الذي يظهر دائما في مقدمة الرسوم معطياً ظهره للقارئ، فلا بد أنه الطفل ناجي العلي في ذلك العمر الذي خرج فيه مع أهله من قرية الشجرة الفلسطينية إلى مخيم عين الحلوة إبان النزوح الأول.

ولعل الرسام يصور به الأغلبية الصامتة التي لا تعلن عن مشاركتها السياسية - في أغلب الأحيان - حيث إن لديها من المصائب الاستراتيجية والعاجلة ما هو أفدح بكثير مما يحدث في الرسم الواحد. ولعل ناجي صاحب الشخصية الخجولة الانطوائية يسجل بتلك الوقفة التي تدعى اللا مبالاة خجله من نبرة الحماس التي قد يضطر إلى إعلانها -أحياناً- في رسومه. ولعله بذلك يدعي أنه -شخصياً- غير مشارك في هذه الحماسة".

ويذهب الشاعر بلند الحيدري، في بحث مطول عن ناجي العلي، عميقا في محاولة سبر غور هذا الفنان، ويتوقف بشكل خاص عند شخصية "حنظلة"، في إشارة واضحة إلى أن لاختيار الاسم دلالة واضحة، تعبر عنها مرارة شجرة الحنظل. ويقول بالنص: "وقد كان لثلاثية القمر والطفل والطعم المر في الحنظل أن أفرد ناجي العلي رائداً في الرسم الكاريكاتوري ضمن نهج متميز بخصوصية تعبيراته التي تمازج ما بين كثافة عتمة الواقع وبين الإضاءات الخفية في الإصرار على مقاومة الواقع".

* أبعد من حنظلة

واستعرض الكتاب عدة رموز استخدمها ناجي العلي، ووضع تفسيرات ودلالات لها كما يلي:
- الفدائي بملابسه المرقطة، والتنويع على بقع الترقيط، وكثيرا ما يظهر الفدائي في رسومه الأخيرة شهيدا أو مبتور الأطراف.

- الفقير الفلسطيني واللبناني أو العربي بشكل عام الذي يظهر حافي القدمين حليق الرأس على طريقة معسكرات الاعتقال، بثياب مرقعة. وبعد الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي للبنان، يظهر هذا الفقير مبتور الذراع أو الساق يتوكأ على عكاز ملفق.

- الأحجار التي ترجم قوات الاحتلال في فلسطين قبل بدء الانتفاضة.

- الشعارات المكتوبة على لافتات القماش. آثار الأقدام الحافية يشير اتجاهها إلى الطريق الصحيح.

- الكائنات السمينة المترهلة التي تزحف بلا ساقين، وتنبت لها - في بعض الأحيان - ذيول رمزاً للأنظمة العاجزة.

- المرأة الحزينة الباكية (فلسطينية أو لبنانية)، وقد علقت مفتاح الدار في رقبتها، وقد حدثنا الرسام بعيونها الحزينة ودموعها الصامتة حديثاً طويلاً تنوعت فيه معاني العين والدمعة. المسيح بإكليل الشوك والهالة المنيرة والمسامير، وقد تكرر ظهوره في رسوم "ناجي" كثيراً (أليس "عيسى بن مريم" من مواليد "الناصرة"؟). الصليب، رمز للعذاب وتحمل الألم والشهادة (حدثني "ناجي" منذ ربع قرن عن إعجابه بالمسيح وباستشهاده مصلوباً من أجل إنقاذ البشر من ذنوبهم). وقد ضمن ناجي توقيت إشارة الصليب.

- أسلاك الحدود الشائكة التي تفصله عن وطنه.

- الرسائل الإذاعية المؤثرة التي يتبادلها الفلسطينيون المبعثرون في أرجاء الشتات وينقلون بها أخبارهم إلى بعضهم البعض.

- تذكرة الهوية وجواز السفر المواطنة من الدرجات السفلى في كثير من البلاد.
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك