تزامن رحيله مع انطلاق الثورة الجزائرية.. حمدي قنديل يحكي ذكرياته في بلد المليون شهيد - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 12:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تزامن رحيله مع انطلاق الثورة الجزائرية.. حمدي قنديل يحكي ذكرياته في بلد المليون شهيد

محمد حسين
نشر في: الخميس 31 أكتوبر 2019 - 6:23 م | آخر تحديث: الخميس 31 أكتوبر 2019 - 6:34 م

عربة بطيخ نقلته للعاصمة لتغطية موكب الاستقلال!
مر عام على رحيل الكاتب الكبير حمدي قنديل، الذي توفي عن عمر ناهز 82 عامًا، وهو من مواليد 1936، وتنقل بين دراسة الجيولوجيا ثم الطب، ولكن صوت صاحبة الجلالة كان له التأثير الأكبر، فبدأ مسيرته الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم وهو طالب بكلية الطب، ثم انضم للتليفزيون المصري منذ انطلاقه في 1960 ليكون واحد من أبرز قارئي نشرة الأخبار.

وقدم قنديل، برامجًا كثيرة للتعليق وتحليل أخبار الصحف، أشهرها بالتأكيد برنامج "رئيس التحرير" الذي ربطه بعلاقة كبيرة بالمشاهدين، لذلك يعد قنديل رائد الصحافة التلفزيونية.

التغطيات الصحفية لقنديل ضمت أحداثًا بارزة في تاريخ الأمة العربية، منها وجوده ضمن فريق التلفزيون المصري المسئول عن تغطية استقلال الجزائر بعد ثورة 1نوفمبر 1954.

وللمصادفة التاريخية أن يتوفى رئيس التحرير وصاحب القلم الرصاص، بالتزامن مع ذكرى انطلاق الثورة الجزائرية؛ لذلك نستعرض ما كتبه قنديل عن ذكرياته في الجزائر بعد الاستقلال من خلال مذكراته "عشت مرتين" التي صدرت عن دار الشروق في 2014.

في مذكراته يتحدث الكاتب الكبير حمدي قنديل عن ذكرياته مع الجزائر في أحد أبرز الأيام في تاريخ الجهورية الجزائرية، وهو يوم دخول القائد بن بلة ورفاقه إلى العاصمة، بعد التوقيع الرسمي على اتفاقية استقلال الجزائر، وكان قنديل مع نخبة صحفية للتلفزيون المصري لتغطية الحدث الكبير، فقد ساند الرئيس عبد الناصر بن بلة وتياره؛ فعقب خروج بن بلة من السجن الفرنسي، استقبله عبد الناصر في مطار ألماظة العسكري، وقام الزعيمان بجولة في شوارع القاهرة من مصر الجديدة إلى وسط البلد ثم العودة لقصر القبة، مستقلين سيارة مكشوفة، وسط حشود من المواطنين، في مظاهرة وصفت وقتها من قبل وكالات الأخبار العالمية بأنها أحد أكبر المظاهرات في التاريخ!

كانت المعاناة كبيرة من أجل تصوير اللحظة التاريخية بدخول بن بلة وموكبه للعاصمة الجزائرية، ولكن صاحبها موقف طريف، فلم يتمكن فريق التلفزيون من الحصول على سيارة تنقله للعاصمة، فلم يكن أمام الفريق إلا استقلال لوري محمل بالبطيخ لنقل معدات التصوير الثقيلة، واستغرقت الرحلة 9 ساعات لقطع مسافة 500 كيلو متر، ويصف قنديل الرحبة بأنها كانت ممتعة جدًا خاصة مع دخول الليل، عندما لفحت وجوههم نسمات الريح المنعشة.

وعن لحظة اقتراب الوصول للعاصمة الذي كان قبل شروق الشمس، كانت العاصمة كلها خرجت لاستقبال بن بلة، ونفير السيارات يدوي بنغمة واحدة ثابته "بن بلة، بن بلة".

وتمكن فريق التلفزيون من تصوير الموكب والعرض العسكري الذي تلاه، وبقي قنديل بالعاصمة ليومين للتجول بالكاميرا في أنحاء العاصمة، لنقل مشاهد للمصريين الذي تعلقوا بكفاح الشعب الجزائري وساندوا قضيته !

ويصف قنديل مهمة الجزائر بأنها من أهم إسهامات الصحافة التلفزيونية في مصر، وإن لم تنل قدرًا ملائمًا من الاهتمام من قبل مؤرخي التليفزيون !

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك