واشنطن والرقصة الدبلوماسية - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

واشنطن والرقصة الدبلوماسية

نشر فى : الأحد 1 مارس 2009 - 6:33 م | آخر تحديث : الأحد 1 مارس 2009 - 6:33 م
واشنطن:
إذا سألت مسئولى البيت الأبيض عمن يستمع إليه الرئيس أوباما فيما يتعلق بإيران، سوف يذكرون لك اسمًا لافتًا للانتباه، هو لى هاملتون عضو الكونجرس السابق من إنديانا، والذى شارك فى رئاسة مجموعة دراسة العراق فى عام 2006 التى أوصت بالاتصال بالنظام الإيرانى.

ولذلك فقد اتصلت هذا الأسبوع بهاملتون فى مركز وودرو ويلسون الدولى، حيث يرأسه حاليًا، كى أسأله عن أفكاره بشأن الحوار الاستراتيجى مع طهران. وقدم لى إجابات من اللافت للانتباه أنها تؤكد ما تسمعه من كبار مسئولى إدارة أوباما. ومع أن هاملتون لن يناقش الاجتماعين اللذين عقدهما مع الرئيس منذ التنصيب، فإن من المحتمل أن تتفق نصيحته مع ما أخبرنى به باعتباره قابلا للنشر.

حذر هاملتون من أية قفزات سريعة. وقد أوصى بعملية اتصال صبورة تكون شبيهة بالدبلوماسية طويلة المدى مع الاتحاد السوفييتى. وقد قال: «يجب أن يكون واضحا للذين يؤيدون الحوار مع الإيرانيين أن النجاح لن يأتى سريعا. فلابد أن يكون هناك اتصال مباشر مستدام لفترة طويلة من الزمن».

ويردد مسئولو الإدارة الحاجة إلى مقاربة حريصة بدون فرقعات إعلامية لإيران. وقد بدأت الإدارة مراجعة استراتيجية لسياسة إيران (إنهم يحبون «المراجعات»، فهذا فريق أوباما). وإلى أن يتم ذلك، يقول أحد مسئولى البيت الأبيض: «من السابق لأوانه الحديث عن المحادثات، أو المحادثات التمهيدية، أو المبعوثين». (ملحوظة: كتبت مؤخرا أن مستشارى الأمن القومى السابقين برنت سكوكروفت وزبجنيو بريجنسكى سوف يكونان مبعوثين جيدين، إذا نضجت المحادثات. أضف هاملتون إلى هذه القائمة).

قال هاملتون إن نقطة البداية بالنسبة للمناقشات الأمريكية الإيرانية سوف تكون «الإعلان عن احترامنا للشعب الإيرانى، واستنكار تغيير النظام باعتباره إحدى أدوات السياسة الأمريكية، والبحث عن فرص لمجال من الحوار عبر مجموعة من القضايا، والاعتراف بمخاوف إيران الأمنية وحقها فى الطاقة النووية السلمية.» وقال إن أوباما أعطى بالفعل إشارة تدل على رغبته فى هذه المحادثة، بدون أية شروط مسبقة.

وعندما سألت هاملتون عن كيفية بدء الاتصالات، قال إن الخطوة الأولى قد تكون قناة خلفية، أى «مناقشات سرية بواسطة شخص يخوله الرئيس القيام بذلك». ويمكن أن تضع هذه المحادثات جدول الأعمال، وتؤكد للإيرانيين أن الولايات المتحدة ترغب فى مناقشة مجموعة كبيرة من القضايا وليس مجرد أفغانستان أو العراق أو الأسلحة النووية.

وأضاف هاملتون: «نحن لا نبدأ باتصال أوباما بـ(الرئيس محمود) أحمدى نجاد أو المرشد الأعلى (آية الله على خامنئى). بل علينا أن نعمل فى اتجاه وضع جدول أعمال ما، ويعنى هذا أن تبدأ الاتصالات على مستوى أدنى».

ذكرت شخصية أوروبية تتحدث بانتظام مع الحكومة الإيرانية أن طهران كذلك تسعى إلى مناقشة عريضة، وليس مجرد مواد مختارة. وقد أوصى هذا المسئول بـ«اجتماع سرى تمهيدى لتحديد أساليب العمل وجداول الأعمال والإجراءات، وخطوات بناء الثقة».

ولدى هاملتون رؤية خاصة. فبالإضافة إلى 34 عامًا فى الكونجرس ودوره كرئيس مشارك لمجموعة دراسة العراق، فهو الأمريكى الوحيد الذى كانت له بالفعل وساطة ناجحة مع مرشد إيران الأعلى. فبعد إلقاء القبض على هالة اصفنديارى من مركز ويلسون فى طهران فى مايو من عام 2007، أرسل هاملتون رسالة متأنية موشاة بالكلمات الدينية إلى خامنئى. وقد رد المرشد ردًا إيجابيّا، وأُفرِج عن اصفنديارى.

مسئول الإدارة الذى يشرف على ملف إيران هو ويليام برنز وكيل وزارة الخارجية للشئون السياسية. ومع أن دنيس روس سوف يلقى نظرية استراتيجية عريضة على المنطقة فى منصبة الجديد كمستشار لوزارة الخارجية، فإن كبار المسئولين يؤكدون أن برنز هو عنوان سياسة إيران.

لا يرغب مسئولو الإدارة فى الحديث عن سياسة «العصا والجزرة»، وهى صيغة بوش المفضلة التى كان الإيرانيون يكرهونها. ولكن أمام أوباما المهمة ذاتها الخاصة بتحقيق التوازن بين العناصر الإيجابية والسلبية: الإدارة ترغب فى المحادثات، ولكن إذا واصلت إيران رفض مطالب مجلس الأمن الخاصة بمراقبة برنامجها النووى، سوف يسعى أوباما إلى فرض عقوبات أشد بكثير.

ويعمل أوباما بجد لكسب ود روسيا باعتبارها حليفا فى الرقصة الدبلوماسية مع إيران. وعندما زار برنز موسكو قبل أسبوعين، ذهب برسالة مفادها أنه إذا أقنع الضغط الروسى إيران بالتخلى عن الأسلحة النووية، فإن هذا قد يقضى على مبرر وجود منشآت الصواريخ الأمريكية الدفاعية فى شرق أوروبا. وقد «سُحِر» الروس بهذه الفكرة، ولكنهم لم يكشفوا عن موقفهم، طبقا لما ذكره أحد المسئولين.

ويلخص هاملتون المشكلة الجوهرية بقوله إن أوباما أمامه ثلاثة اختيارات فى التعامل مع برنامج إيران النووى، وهى إما قبول الوضع القائم وحتمية حصول إيران على القنبلة، أو شن هجوم عسكرى لمنعها من ذلك، أو تجربة الدبلوماسية. ويضيف أن الأخير هو «الخيار المفضل» ولكن «التقدم فى اتجاه الاتفاق سيكون شديد الصعوبة».


© (2009), The Washington Post Writers Group. All rights reserved. Reprinted by permission.


كوتيشن:
لا يرغب مسئولو الإدارة فى الحديث عن سياسة «العصا والجزرة»، وهى صيغة بوش المفضلة التى كان الإيرانيون يكرهونها

 

التعليقات