رسالة منشق سورى - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة منشق سورى

نشر فى : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:45 ص | آخر تحديث : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:45 ص

يقول أبرز منشق عسكرى سورى إن مفتاح التحول السياسى، توفير «شبكة أمان» تقنع العلويين أنهم لن يتعرضوا لمجزرة إذا انشقوا عن الرئيس بشار الأسد.

 

وقال مناف طلاس، الجنرال السابق فى الجيش السورى الذى رحل عن البلاد فى يوليو «مهمتى الرئيسية إقناع العلويين أنهم غير مضطرين إلى الانتحار مع النظام». وكان طلاس يتحدث يوم الثلاثاء من فرنسا التى لجأ إليها، فى أول مقابلة جادة منذ انشق عن الأسد، الذى كان صديقه المقرب.

 

وقال طلاس إنه يجب اولا فتح قناة من الثقة بين الجيش السورى الحر المعارض وأفراد المؤسسة العسكرية من المستعدين للانشقاق عن الأسد، كما فعل طلاس، حتى يمكن أن يحدث تحول سياسى. كما قال، إن الإطاحة بالأسد دون إقامة هذه العلاقات من شأنها إغراق البلاد فى فترة من العنف الفوضوى، كما ستصبح الأسلحة الكيماوية السورية لقمة سائغة فى أيدى العصابات.

 

وأضاف: «العديد من العلويين غير سعداء بما يحدث على أرض الواقع اليوم، ولكن أين هو الملاذ الآمن بالنسبة لهم؟» وتابع: «العلويون بحاجة إلى معرفة أن هناك طرفا قويا يضمن سلامتهم إذا انشقوا». وكان طلاس، رغم أنه مسلم سنى، قائدا لوحدة من الحرس الجمهورى الخاص، الذى يتشكل 80 فى المائة من أفراده من الأقلية العرقية العلوية التى ينتمى إليها الأسد وبطانته.

 

 وتحدث طلاس (49 عاما) بانفعال عن انشقاقه عن الأسد، الذى قال ان اسمه صار ملوثا بالدماء على نحو لن يستطيع معه حكم سوريا مرة أخرى بصورة فعالة. وكان طلاس قد عرض مع اندلاع الاحتجاجات فى ربيع عام 2011، إجراء لقاء مع المتظاهرين. وقال للأسد عن اجتماع عقده فى بلدة داريا أبريل 2011 مع المتمردين الشباب، الذين التزم آباؤهم الصمت لكنهم كانوا فخورين بشكل واضح: «هذه ثورة يقوم بها الآباء من خلال أبنائهم»، وحذر طلاس، من أنه من المستحيل الفوز فى مثل هذا الصراع باستخدام القوة.

 

 وعلى نحو متزايد، تسلط على الأسد، وهو رجل غامض يصعب تغييره، المتشددون من أفراد عائلته، خاصة شقيقه ماهر وابن عمه حافظ مخلوف، الذى يرأس الفرع الداخلى من المخابرات السورية. وقال مخلوف ناصحًا طلاس: «اذا استخدمت القوة سيخاف الناس ويتراجعون».

 

 ويقول طلاس إنه بحلول مايو 2011، تم تجاهل نصيحته بشأن الاتصال بالشباب، واعتقلوا بعد لقائه بهم. وقد حدث هذا حتى فى بلدة الرستن وسط سوريا، مسقط رأس والده. وتعرض طلاس للتوبيخ بعد محاولته اقرار السلام هناك. ثم توقف طلاس عن قيادة وحدته فى الجيش بعد ذلك.

 

 وجاءت القطيعة فى يوليو 2011، عندما استدعاه الأسد، وسأله عن سبب عدم قيادته لقواته. وقال طلاس إنه رد بأن الرئيس ورجاله لم يكونوا صادقين بشأن التسوية. وذكر أنه قال له «لقد جعلتم منى كذابًا. أنت وسوريا تنتحران». ورد الأسد بأن مثل هذه النصيحة كانت «بسيطة أكثر من اللازم» وأنه ينتقل إلى «الخيار الأمنى».

 

ويقول طلاس إنه قال للأسد فى ذلك اللقاء الأخير: «لديك حمل ثقيل وإذا كنت تريد أن تطير، فعليك إسقاط ذلك الحمل». واضاف «لكن يبدو أن الحمل الثقيل ــ الأسرة والبطانة ــ هو الذى انتصر».

 

 ويقول طلاس انه ظن فى البداية أنه يستطيع البقاء فى دمشق، فى معارضة صامتة لسياسات المتشددين. ولكن، مع تزايد العنف ليصل إلى مجازر فى جميع أنحاء البلاد: «لم يستطع ضميرى التحمل أكثر من ذلك.» ومع نهاية العام الماضى، بدأ التفكير فى طريقة للفرار.

 

•••

 

ومازال الجنرال السابق يتمتع بالمظهر الصارم الذى جعل منه قائدا عسكريا مهابا، الأمر الذى أدى بالبعض إلى التكهن بأنه قد يلعب دورا فى تحول سوريا. لكن طلاس يقول انه لا يريد أى منصب فى اى حكومة مقبلة، وهو يركز فقط على «خارطة الطريق» التى طرحها لتجنب صراع طائفى. وربما كان من الحكمة بحيث يتنصل من أى طموح سياسى، حيث تجعله ثروته، ونمط حياته العلمانية، وماضيه الشهير (والده كان وزيرا للدفاع) هدفا لحركة معارضة شعبوية إسلامية. وكنت التقيت طلاس للمرة الأولى قبل ست سنوات فى دمشق، وربما كان ذلك من الأسباب التى شجعته على كسر صمته وإجراء المقابلة. وعندما سألته عما يمكن أن يقوله للأسد، إذا كان بإمكانه أن يبعث له رسالة أخرى، غلبته مشاعره للحظة وغادر الحجرة. وعندما عاد، قال: «كيف يظن شخص أنه يحمى بلده بينما تدك قواته الجوية ودباباته أراضيه؟».

 

التعليقات