أحمدى نجاد هادئ الأعصاب - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمدى نجاد هادئ الأعصاب

نشر فى : الإثنين 1 أكتوبر 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 أكتوبر 2012 - 12:22 م

ربما تكون إيران على خط النار، لكن الرئيس محمود أحمدى نجاد كان فى عطلة نهاية الأسبوع مقاتلا يتسم بالهدوء كما هو عهدنا به، حيث يستنكر تهديدات إسرائيل العسكرية ويتنبأ بأن شيئا لن يحدث فى المحادثات النووية إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.

 

●●●

 

فى مقابلة أجريت معه أثناء زيارته إلى الأمم المتحدة، بدا أحمدى نجاد غير آبه بالشهور الأخيرة من التكهن بشأن توجيه ضربات أو بالحالة الخطيرة لحليف طهران فى دمشق. بل إنه غالبا ما كان يتحدث عن السياسة ــ بما فى ذلك الإشارة إلى ما رأى أنه إنهاك الحرب للشعب الأمريكى.

 

وكانت المحادثة التى استمرت ساعة دراسة حالة لأسلوب تفادى الضربات الذى جعل أحمد نجاد باقيا فى السياسة الإيرانية وشخصا تصعب هزيمته بالنسبة للمنتقدين فى الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم العربى. وبينما أعرب عن استعداده للتفاوض بشأن مجموعة من الموضوعات، فقد لجأ إلى العموميات عندما ضُغِط عليه من أجل التفاصيل. وكانت نبرته هادئة، حتى أثناء مناقشة الصدام المحتمل مع إسرائيل.

 

قال نجاد فى بداية المقابلة: «نحن بصورة عامة لا نتعامل بجدية مع قضية الصهاينة والأخطار المحتملة الناجمة عنهم. بطبيعة الحال هم قد يحبون العثور على طريقة لخلاصهم بإحداث قدر كبير من الضجة وزيادة المخاطر لإنقاذ أنفسهم. لكنى لا أعتقد أنهم سينجحون».

 

وعندما سُئل إن كان يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يخادع فى تهديداته بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قال الرئيس الإيرانى إنه يتفق مع هذا الرأى وأكد أن هذا التحليل «إجماع عام».

 

إن ثقة أحمدى نجاد اللامبالية إلى حد ما مسألة أسلوب، ذلك أنه ليس هناك سياسى يرغب فى إظهار نقاط ضعفه أمام خصومه. لكن فى هذه المقابلة الثالثة التى أجريتها مع الرئيس الإيرانى كان لدى إحساس بأنه يعتقد بصدق أن العالم يسير على طريقة إيران. فهو يرى أمريكا على أنها تواجه نكسات فى العالم الإسلامى فى حروب العراق وأفغانستان، ومؤخرا التعامل مع الانتفاضات العربية. وقد رحل حلفاء أمريكا المقربون كالرئيس المصرى حسنى مبارك، ومازال أحمدى نجاد موجودا.

 

●●●

 

أثناء مناقشة مفاوضات إيران مع المجموعة الدولية المعرفة باسم 5+1، قال أحمدى نجاد إن إيران على استعداد لعقد اتفاق للحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب. لكنه أشار إلى أن إدارة أوباما ترغب فى تبطئة المفاوضات إلى ما بعد انتخابات نوفمبر، لتحاشى تنازلات التفاوض التى قد تحرج الرئيس.

 

وأضاف نجاد: «لقد كنا باستمرار ومازلنا مستعدين» لعقد اتفاق يعالج مخاوف 5+1 «لكن التجربة أظهرت أن القرارات المهمة والأساسية لا تُتخذ فى الولايات المتحدة قبيل الانتخابات القومية».

 

قال أحمدى نجاد فى موضع آخر من المقابلة: «أعتقد أن بعض المناقشات والقضايا الأساسية يتعين الحديث عنها مرة أخرى بمجرد الخروج من جو الانتخابات السياسية فى الولايات المتحدة».

 

●●●

 

وعند الحديث عن أمريكا، أشار أحمدى نجاد مرارا إلى بلد، حسب تعبيره، أنهكته «نفقات تكسر الظهر» فى الحروب الخارجية وحيثما يعادى الرأى العام إسرائيل.

 

«هل سيقبل الشعب الأمريكى التدخل فى شئون الآخرين؟» فكر أحمدى نجاد للحظة قبل أن يجيب عن سؤاله قائلا: «لا أعتقد ذلك. أعتقد أن الشعب الأمريكى شعب محب للسلام».

 

وقال أحمدى نجاد إن إيران حريصة على المساعدة فى الترتيب لعقد اتفاق لإنهاء القتال فى سوريا وأفغانستان. وفيما يتعلق بسوريا، وهى حليف عربى لإيران، قال إنه أيد الانتخابات الانتقالية من أجل حكومة جديدة. وعندما سألت عما إذا كان ينبغى أن يترشح بشار الأسد، أجاب أن هذا أمر يقرره السوريون. وكان من الصعب قراءة ما إذا كان يمثل هذا أى ابتعاد عن الأسد.

 

وفيما يتعلق بأفغانستان، قال الزعيم الإيرانى إنه ليس لديه معلومات عن دعوة الممثل الخاص الأمريكى مارك جروسمان إلى طهران فى فبراير 2011. لكن الواقع أنه جدد العرض قائلا إنه بعد الانتخابات الأمريكية، إيران على استعداد لمناقشات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن كيفية إحلال الاستقرار فى أفغانستان.

 

●●●

 

الموضوع الأكثر عسرا فى أى مناقشة مع أحمدى نجاد هو إسرائيل، ولم تكن هذه المناقشة مختلفة. وعندما ألححت فى معرفة سبب استمرار تعليقاته التى يعتبرها الإسرائيليون لغة كراهية، رد بسلسلة من الأسئلة عن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية. وإذا ما طُلِب منه تأكيد وجود إسرائيل فسوف يرفض ذلك. وسوف تنتهى فترة رئاسة أحمدى نجاد العام المقبل، وبذلك فمن المحتمل من الناحية النظرية أن تكون هذه زيارته الأخيرة لنيويورك باعتباره زعيم إيران. لكن من غير المرجح أن يختفى هذا المقاتل المخضرم من السياسة الإيرانية، أو المسرح العالمى، دون معركة.

 

جماعة كتاب الواشنطن بوست .

كل الحقوق محفوظة . النشر باذن خاص .

التعليقات