من على جبهتي القتال - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من على جبهتي القتال

نشر فى : الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 10:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 10:20 ص

 هذه هى الصورة التى يمكن أن تراها إذا سافرت هذا الأسبوع إلى إقليمى قندهار وهلمند، أكبر ميدانين للقتال فى حرب أفغانستان: صراع يتأرجح بين النجاح والفشل.

وقد نشرت الولايات المتحدة ما يكفى من القوات لكسر شوكة تمرد طالبان وإشعال المزيد من النيران، لكن ذلك غير كاف لتأمين المناطق السكانية الرئيسية. وهو وضع لا يمكن أن يستمر طويلا بأى تقدير.

وهذا الأسبوع، زرت القواعد العسكرية فى الإقليمين، برفقة مجموعة من كبار المسئولين العسكريين الأمريكيين. واستمعت إلى القادة المحليين وتحدثت مع عدد قليل من الأفغان. وسوف أصف ما اطلعت عليه؛ الإيجابى منه والسلبى، حتى يستطيع القراء تقييم هذه الشهادة من الميدان. وسأشرح بعد ذلك ما توصلت إليه حول ضرورة إرسال الرئيس أوباما قوات إضافية.

بدأنا جولتنا من مدينة قندهار، من مقر ما يعرف بقيادة المنطقة الجنوبية، التى تشرف على المعركة فى الإقليمين. وتقع المدينة عند حافة الصحراء، تحيطها الجبال القاسية بصخورها الجرانيتية رمادية اللون. وتوجد خلف الحدود الشرقية مباشرة خطوط إمداد طالبان فى باكستان.

ويتولى حلفاء الولايات المتحدة فى حلف الناتو إدارة الحرب فى إقليم قندهار، لكن قواتهم استنزفت بصورة كبيرة. لذا، أرسلت الولايات المتحدة، منذ عدة شهور، لواء من الجيش قوامه أربعة آلاف جندى مجهز بمركبات سترايكر المدرعة. وتسبب ذلك فى إزعاج مقاتلى طالبان، لكنهم ردوا بزرع القنابل على جانبى الطريق السريع رقم 1، وهو الطريق الرئيسى الذى يربط قندهار بغيرها من مدن أفغانستان الرئيسية.

وقبل يوم من وصولنا، دمرت قنبلة كبيرة عربة من طراز سترايكر فى ارغانداب، معقل طالبان فى شمال غرب مدينة قندهار، وأسفرت عن مقتل سبعة جنود أمريكيين.

وألقت هذه الخسارة فى الأرواح بظلها على زيارتنا، وسلطت الضوء على هشاشة وضع القوات الأمريكية مع توغلها فى أفغانستان. حيث لسوء الحظ يعنى زيادة قوات التحالف زيادة فى الأهداف للعدو.

وما زالت قندهار مدينة غير آمنة، خاصة فى الليل. وعلى مبعدة 15 ميلا إلى الغرب من المدينة، يبدأ خط سيطرة طالبان. وتقوم قوات التحالف بغارات عقابية هناك، لكن ليس هناك ما يكفى من القوات لتطهير المنطقة والسيطرة عليها.

وتمثل بلدة سبين بولداك، على الحدود الباكستانية، قصة نجاح للولايات المتحدة فى إقليم قندهار. فقد بدأ لواء السترايكر فى عدد من مشروعات التنمية الاقتصادية هناك. ويظهر استطلاع أخير لآراء السكان المحليين أنهم أكثر قلقا بشأن الماء النظيف من الأمن. لكن طالبان تواصل تسريب المقاتلين والإمدادات عبر «خطوط التسلل» شمال وجنوب سبين بولداك، ملتفين على هذا التقدم المحدود.

والوضع فى إقليم هلمند إلى الغرب، مشابه إلى حد كبير. وقد زرنا معسكر ليثرنيك، حيث يتمركز حوالى عشرة آلاف من جنود المارينز الأمريكيين بالقرب من العاصمة الإقليمية لاشكار جاه. ونجحت عمليات المارينز، التى بدأت العام الماضى، فى تحسين الأوضاع الأمنية فى أحياء جارمسير ونوا، جنوب العاصمة.

ولكن فى وسط هلمند يوجد معقل لطالبان يسمى مارجا. ويحتاج تطهير المنطقة من مقاتلى طالبان إلى ألفى جندى إضافى من قوات المارينز. غير أن هذا يتجاوز السقف الحالى للقوات الأمريكية، لذلك تظل مارجا «ورما سرطانيا وسط خطوطنا»، كما يقول ضابط أمريكى. ويوضح: «لا نستطيع تطهير مارجا بالاعتماد على القوات التى تحت أيدينا الآن».

وتبنت قوات المارينز فى هلمند، شأن القوات الأمريكية فى بقية أنحاء البلاد، أساليب محاربة التمرد لكسب ود السكان المحليين وحمايتهم. وهم يحملون نقودا لشراء المشروبات والغذاء من الأسواق المحلية. ويعملون مع الحكومة المحلية وشيوخ القبائل لتوفير الخدمات للناس. يقول قائد المارينز، العميد لارى نيكلسون «إننى اشترى كمية تفوق التصور من فاكهة الرمان».

ومن المبكر الحكم على النتائج، لكن يبدو أن هذه الإستراتيجية استطاعت أن تؤتى ثمارها. فالحاكم المحلى، جولاب مانجال، يقول إن الأوضاع الأمنية أفضل الآن فى بعض مناطق هلمند مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمان. وقال لى «إننا بحاجة إلى الأمريكيين فى هذه اللحظة».

ما الذى يجب أن يفعله أوباما، إذن؟ أعتقد أن عليه إضافة المزيد من القوات لمواصلة المهمة التى تبناها مارس الماضى «لتحويل المكاسب التى حققتها طالبان إلى خسائر» وتحسين الأوضاع الأمنية فى مناطق أفغانستان السكانية». وأنا لا أدرى إن كان الرقم المناسب هو 40 ألفا الذى أوصى به الجنرال ستانلى ماكريستال، لكن ينبغى توفير الحد الأدنى الضرورى. فالقوات الإضافية سيكون لها ثمنها السياسى الكبير، فى الداخل والخارج.

وليس الهدف هو تحويل أفغانستان إلى نموذج للقرن الحادى والعشرين، وإنما إتاحة الوقت الكافى لجيش البلاد وحكومتها لخوض معاركهما. وربما يبدو تحديد عام من الآن مهمة مستحيلة، لكن الشواهد فى قندهار وهلمند تشير إلى أن من الخطأ ألا نحاول.

Washington Post Writers Group

التعليقات