دور بايدن المشكك - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دور بايدن المشكك

نشر فى : الأربعاء 2 ديسمبر 2009 - 9:42 ص | آخر تحديث : الأربعاء 2 ديسمبر 2009 - 9:42 ص

 مع استعداد الرئيس أوباما أخيرا لإعلان قراره بشأن أفغانستان، نعتقد أن الوقت قد حان لبحث الدور الذى قام به نائب الرئيس جو بايدن، حيث ظهر خلال مراجعة السياسات كأكثر المشككين فى الإدارة أو كـ«كبير الشكاكين»، على حد تعبير مصدر مطلع.

وبايدن هو المعارض الرئيسى لبعض فرضيات إستراتيجية الجنرال ماكريستال، حسبما يشير مسئولون مدنيون وعسكريون من المتصلين بالمراجعة. فقد شكك فى التعهد بإرسال المزيد من القوات عندما أعلنت الإدارة إستراتيجيتها الأولية فى مارس، وخلال شهور أصبح الرئيس يشاركه شكوكه بصورة متزايدة.

وكانت أسئلة بايدن المتكررة تزعج أنصار الحشد العسكرى أحيانا يشبه أحد المسئولين طريقة النقاش بينهم بالضرب فى الهواء وتسببت فى التأخير لأسابيع. لكن مسئولى الإدارة يرون أن المراجعة، برغم طول مدتها والإزعاج الذى تسببه، ستسفر عن سياسة فعالة وناجحة لأفغانستان يمكن أن تصمد أمام التمحيص العام.

وما يزال الرئيس أوباما يبحث فى التفاصيل. ويحدد أحد المشاركين النسبة بين الاختيارين بـ«49/51». ويتوقع المسئولون أن يرسل بعض القوات الإضافية لتأمين التجمعات السكانية الأفغانية، وإن كان لن يرسل كل الأربعين ألفا التى كان قد طلبها الجنرال ماكريستال. وسيكون تأييد الرئيس أوباما للمهمة مطاطا ومحدودا من الناحية الزمنية، وهو ما حثه عليه نائب الرئيس بايدن.

لقد كسب بايدن قضيته ضد التعهد المفتوح بسياسة فرص نجاحها محدودة، كما يرى حتى أشد المؤيدين لها. وفى المقابل، يبدو أن الرئيس يتبنى مطالبة بايدن بـ«بروفة للفكرة» لاختبار تطبيق هذه الإستراتيجية فى المناطق المأهولة بالسكان التى أرسلت إليها الولايات المتحدة بالفعل قوات إضافية هذا العام. ولم يتضح بعد الوقت المحدد لهذه التجربة، لكن من المتوقع أن يكون أقل من ثلاث لخمس سنوات، وهو الوقت الذى يحتاجه القادة الأمريكيون.

ويقال إن أوباما واثق من أن الجيش يمكنه أن ينجح فى تحقيق الجانب «الواضح والمحدد» من الإستراتيجية، لكنه أقل تأكدا من مرحلة «البناء والترحيل» اللاحقة، عندما يبسط الأفغان سلطتهم على المناطق المطهرة. وهو الوقت الذى سيطبق فيه أوباما معاييره واختباراته: هل يمكن للولايات المتحدة أن تثير «موجة مدنية» من عمال المساعدات؟ هل يستطيع الرئيس حامد كرزاى كبح جماح الفساد وتحسين الحوكمة؟ هل يمكن أن تتوسع قوات الأمن الأفغانية بالسرعة الكافية لتبدأ فى تولى مسئولياتها؟

لا يختلف قادة الجيش الأمريكى بشأن الحاجة إلى اختبار إستراتيجية مكافحة التمرد ومعرفة إن كانت ستنجح أم لا. وهم يقومون بالفعل بالكثير من التجريب إذ يباشرون الحوكمة ومشروعات التنمية، ويدعمون القوى القبلية الأفغانية. وقد نجح أسلوب التجربة والخطأ هذا فى العراق، كما يرى القادة العسكريون، إلا أن هذا حدث فقط عندما جرى دعمه بما يكفى من القوة العسكرية. وما يثير حفيظة الجيش هو التردد السياسى والتشكك فى واشنطن فى وقت يخوضون فيه حربا.

ويقال إن بايدن وغيره من المشككين يركزون على بعض الفرضيات الأساسية فى إستراتيجية ماكريستال التى ثبت ضعفها عند الاختبار:

ــ العلاقة بين طالبان والقاعدة: فالمخططون العسكريون قالوا إن ما تحققه طالبان من مكاسب من شأنه أن يعيد القوة لتنظيم القاعدة مرة أخرى. لكن المشككين يرون أن معظم قادة طالبان، وعلى الرغم من أنهم يعارضون وجود القوات الأمريكية، فإنهم لا يريدون الارتباط بالجهاد العالمى للقاعدة مرة أخرى.

ــ العلاقة بين أفغانستان وباكستان: يدعى مؤيدو زيادة القوات أنها ستساعد باكستان فى معركتها مع تمرد طالبان هناك. لكن المنتقدين حذروا من كون الأدلة مختلطة. ومن المؤكد أنه مع أن الباكستانيين لا يريدون أن تترك الولايات المتحدة أفغانستان، فهم قلقون أيضا من أن تواجد المزيد من القوات الأمريكية بالقرب من حدودهم يمكن أن يعيد مقاتلى طالبان إلى باكستان.

ــ إمكانية تكوين قوات جيش وشرطة أفغانية قوامها 400 ألف فرد: وتقترح خطة الجنرال ماكريستال مضاعفة قوات الأمن الأفغانية تقريبا. لكن المشككين يرون أن تقديرات التجنيد وإنهاك القوات غير واقعية، ويبدو أن أوباما اقتنع بها. وقد لا تسفر الإستراتيجية النهائية عن قيام قوة فاعلة.

ويحذر بايدن وغيره من المشككين من دائرة التصعيد الآخذة فى الاتساع فى أفغانستان. ويريدون، فى المقابل، أن يعزز الجيش من قواته فى المناطق الذى ينتشر فيها حاليا وأن يبين أن الإستراتيجية يمكن أن تنجح. وحتى بايدن يبدو وكأنه يقبل بما يعنيه هذا من زيادة القوات، حيث إن القوات غير كافية الآن لتعزيز سيطرتها.

وسنتعرف قريبا على الطريقة التى قرر بها أوباما أن يزاوج بين خطة قادته للمعركة وإستراتيجية الخروج التى وضعها نائبه. والتخبط بين «نعم» و«لا» ليس بالفكرة الجيدة. لكن فى حال أسفرت المراجعة الطويلة عن خطة أكثر دقة وواقعية، فستستحق عندها ما بذل من جهد. ذلك أن التزام أوباما هو توفير الموارد اللازمة للجيش كى ينفذ المهمة التى كلفه بها.

Washington Post Writers Group

التعليقات