طهران تشترى الأصوات الانتخابية فى العراق - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طهران تشترى الأصوات الانتخابية فى العراق

نشر فى : الخميس 4 مارس 2010 - 9:48 ص | آخر تحديث : الخميس 4 مارس 2010 - 9:48 ص

 تشن إيران ما يعتبره المسئولون الأمريكيون حملة خفية واسعة للتأثير على الانتخابات العراقية التى تجرى الأسبوع المقبل، وهى تضخ الأموال وغيرها من أشكال الدعم إلى حلفائها. وأفضل وسيلة لمواجهة هذا الهجوم، كما قرر المسئولون الأمريكيون، هو فضح الحملة علنا.

وجاءت أكثر الانتقادات مباشرة للتدخل الإيرانى من جانب الجنرال راى أودييرنو، قائد القوات الأمريكية فى العراق. وفى اجتماعاته مع الصحفيين خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضى، ركز على الدور الذى يقوم به أحمد الجلبى، العراقى الذى ضغط على إدارة بوش لغزو العراق فى 2003 وتُنسب إليه الآن صلاته الوثيقة بقوات الحرس الثورى الإيرانى.

كما أطلع أودييرنو القادة العراقيين فى بغداد على تقارير استخباراتية أمريكية عن الحملة الإيرانية. وقد أمدنى أحد المصادر بملخص غير محظور عن المعلومات التى قدمها أوديينو، وتتضمن المزاعم التالية:

ــ تقدم إيران الأموال ومواد الحملة والتدريب السياسى للعديد من المرشحين والأحزاب السياسية (فى العراق).

ــ تتدخل إيران فى الشئون العملية السياسية فى العراق، وتشجع على إقامة تحالفات لا يجمع عليها الساسة فى العراق، فى مسعى لتعزيز نفوذ الأحزاب التى تدعمها. وفى أواخر نوفمبر. على سبيل المثال، التقى الجلبى بقائد قوات القدس التابعة للحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، ووزير الخارجية الإيرانى منوشهر متكى لمناقشة دمج اثنتين من قوائم مرشحى الشيعة تدعمهما إيران.

ــ تدعم إيران جهود اجتثاث البعث التى خطط لها أحمد الجلبى بهدف إزالة العقبات المحتملة أمام النفوذ الإيرانى. كما يحظى الجلبى بدعم إيران للفوز بمنصب رئيس الوزراء.

ــ ووفقا لكل المصادر الاستخباراتية، فقد زار أحمد الجلبى إيران ثلاث مرات على الأقل منذ العام الماضى، بالإضافة إلى لقائه كبار القادة الإيرانيين فى العراق فى خمس مناسبات على الأقل».

وقرار نشر هذا النوع من المعلومات أمر غير عادى، ويعكس قلق الحكومة الأمريكية من جهود إيران للتأثير فى الانتخابات العراقية فى السابع من مارس. وتقوم الولايات المتحدة بـ«عمليات جمع معلومات» وغير ذلك من الأنشطة فى العراق لمواجهة الإيرانيين، لكن من الواضح أنها لم تقم من جانبها بحملة سرية واسعة النطاق، ويرجع ذلك، فى جانب منه، إلى رغبة أمريكا فى عدم التلاعب بالديمقراطية التى تساعد فى إرسائها.

«لقد فات أوان العمل سرا ضد إيران، وكل ما يمكن عمله هو فضح تحركاتها»، كما يقول مسئول أمريكى رفيع المستوى.
وينفى الجلبى، عبر رسالة إلكترونية، مزاعم أودييرنو بعمالته لإيران: «هذه الاتهامات تطفو على السطح فى كل مرة نتحرك فيها فى اتجاه مغاير للأجندة السياسية الأمريكية.. لكننا نسامح الجنرال أودييرنو لأنه أسر صدام (حسين)».

وسليمانى، الذى يصفه من التقوا به بأنه نسخة فارسية ذكية وعذبة الحديث من كارلا، جاسوس جون لو كار الكبير، هو الذى يتولى إدارة العمليات فى العراق. ويدعمه مندوبه فى العراق، المعروف بأبى مهدى المهندس، الذى يقول مسئولون أمريكيون إنه متورط فى تفجير السفارة الأمريكية فى الكويت فى 1983.

ويُزعم أن الإيرانيين يضخون 9 ملايين دولار شهريا كدعم سرى للمجلس الإسلامى الأعلى فى العراق، وهو حزب شيعى يستحوذ على معظم مقاعد البرلمان العراقى، و8 ملايين دولار شهريا للحركة الشيعية المسلحة التى يتزعمها مقتدى الصدر.

ويقال إن رئيس الوزراء الحالى، نورى المالكى، يمارس لعبة توازن مع إيران، ويعارض بعض تحركاتها ويؤيد بعضها. وحسب تقارير استخباراتية أمريكية، سلم أحد مساعدى المالكى بنفسه شخصيا وثائق حساسة من طهران، ليتفادى بذلك الاتصالات الإلكترونية التى يمكن اعتراضها.

وبالنسبة للإيرانيين، فإن ضمان وصول حكومة موالية فى بغداد مسألة حاسمة بالنسبة لأمنهم القومى، خاصة بالنسبة للجيل الذى نجا من الحرب العراقية الإيرانية فى ثمانينيات القرن الماضى. ومازالت طهران تسدد حسابات هذا الصراع. وطبقا للتقارير الاستخباراتية الأمريكية، فقد وزع الإيرانيون قبل شهرين قائمة بـ600 من الضباط العراقيين المطلوب اغتيالهم بسبب دورهم فى الحرب العراقية الإيرانية. وقال أحد القادة، ردا على سؤال حول ما فعلته الولايات المتحدة فى مواجهة هذه الاغتيالات: «إننا نحذر الأشخاص الواردة أسماؤهم بالقائمة».

ويقول مسئول بالبيت الأبيض ممن يراقبون الأوضاع فى العراق عن كثب: «يشيع الإيرانيون الفوضى فى كل مكان ويمكنك رصدهم سرا وعلنا. وهم يراهنون على كل الاحتمالات».

وخير وسيلة لإحباط المكائد الإيرانية، كما يرى المسئولون الأمريكيون، هى وطنية الشعب العراقى. وتظهر استطلاعات الرأى أن عدم ثقة العراقيين بإيران تفوق عدم ثقتهم بأمريكا. ويقول المسئولون إن التدخل كان له آثار عكسية فى الماضى، ويأملون فى أن يتكرر هذا عندما يتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع.

Washington Post writers group

التعليقات