رفع ستار الشرق الأوسط - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رفع ستار الشرق الأوسط

نشر فى : السبت 4 أبريل 2009 - 5:03 م | آخر تحديث : السبت 4 أبريل 2009 - 5:03 م

 تعد إدارة أوباما المسرح لعرض كبير لدبلوماسية الشرق الأوسط يمتد من الفلسطينيين إلى سوريا إلى إيران. وهى أجندة على قدر كبير من الطموح. وقبل أن يرتفع الستار ينبغى على أوباما بحث خياراته ومخاطرة بعناية.

عن طريق السعى إلى الاتصال بكل الجهات الفاعلة فى الشرق الأوسط فى وقت واحد، يحاول أوباما تحقيق تسوية عريضة فى هذه المنطقة غير المستقرة على نحو خطير، وهذه مسألة محيرة وتبعث على القلق كذلك بالنسبة لبلدان فى الشرق الأوسط. فهى تجعل السعوديين والإسرائيليين قلقين ناهيك عن الإيرانيين والسوريين.

إذا كنتم تبحثون عن شبيه تاريخى لهذا المجال من الدبلوماسية، فكروا فى مؤتمر فينا فى عام 1815. فقد أفرز هذا التجمع بناء أمنيا جديدا لأوروبا، التى كانت فرنسا الثورية قد زعزعت استقرارها على نحو يشبه الطريقة، التى زعزعت بها الثورة الإيرانية فى عام 1979الشرق الأوسط.

وقد صنع هنرى كيسنجر الشاب اسمه فى جامعة هارفارد ببحثه، الذى تقدم به للحصول على درجة الدكتوراه عام 1954 عن الدبلوماسية، التى شكلت مؤتمر فينا. وقد نشر فى عام 1957 بعنوان عالم مرمم A World Restored، وهو يستحق القراءة الآن، ونحن نتأمل مناورات أوباما الدبلوماسية. والشىء ذو الأهمية الخاصة هو هذا الاقتباس عن الكونت كليمنز فون مترنيخ المستشار النمساوى، الذى قاد الدبلوماسية، وكان القدوة الفكرية لهنرى كيسنجر. وهو يتناول مسألة كيف ومتى تبدأ الدراما الدبلوماسية.

كتب مترنيخ: «الدبلوماسية أشبه بمسرحية من عدة فصول تعرض حتما عندما يرفع الستار. والإعلان حينذاك عن أن العرض لن يتم أمر عبثى. فالمسرحية سوف تستمر، إما بواسطة الممثلين.. أو بواسطة المشاهدين الذين سوف يعتلون خشبة المسرح.. ومع ذلك لا يعتبر الأذكياء هذا جوهر المشكلة. فهم يرون أن المشكلة تكمن فى القرار الخاص بما إذا كان الستار سيرفع بحال من الأحوال أم لا».

اختار أوباما تقديم عرض مسبق يتسم بالبهرجة لدبلوماسيته بتهنئة النيروز، التى بعث بها للقادة الإيرانيين بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة. وقد قوبلت بصد علنى من المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئى، الذى قال إن إيران تبحث عن تغيير فى السلوك الأمريكى وليس فى نوع الكلمات.
ويرى بعض الدبلوماسيين المخضرمين أن أوباما كان سيصبح أكثر حكمة إن هو بدأ على نحو أكثر هدوءا كأن يبعث برسالة رئاسية إلى الزعيم الإيرانى يسلمها له مبعوث رفيع المستوى. فقد كان ذلك سيعطى الوقت لإيران كى ترد بتأنى، وفى السر، بدلا من حصرها فى الركن بالفيديو.

مضت إدارة أوباما على نحو أكثر حذرا مع سوريا. إذ جرى بحث القضايا مبكرا أكثر هذا العام عن طريق وسيط عربى يثق فيه الجانبان. ومن خلال هذه القناة أعلن الأمريكيون عن رغبتهم فى الحديث عن دور سوريا فى العراق، والعمل السورى الأمريكى المشترك ضد الجهاديين، ومستقبل لبنان، بما فى ذلك دور حزب الله. وأعلن المبعوث أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تناقش عودة مرتفعات الجولان، فذلك أمر يخص إسرائيل، أو المحكمة الدولية للتحقيق فى مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريرى، التى تدخل فى نطاق اختصاصات الأمم المتحدة.

أعقبت المناقشات الأولية زيارة لدمشق قام بها اثنان من الدبلوماسيين الأمريكيين المحنكين، هما جيفرى فيلتمان ودانييل شابير. وقد بحثا مجموعة من القضايا، ولكن على نحو يتسم بالحذر والأولية. ولا تزال كل من الولايات المتحدة وسوريا تختبر كل منهما نوايا الأخرى، وهما يرغبان فى رؤية ما يُعْرَض وما هو ثمنه. وهذان سؤالان مناسبان لابد من طرحهما قبل أن يرتفع الستار.

العرب والإسرائيليون قلقون كذلك بشأن انفتاح أوباما على إيران. فكل منهما يخشى أنه فى إطار الحرص على الحصول على العون الإيرانى فى العراق وأفغانستان، سوف يبيعهم أوباما. وقد أشار رئيس وزراء إسرائيل الجديد بنيامين نتانياهو إلى إيران الأسبوع الماضى فى مقابلة اتسمت بالتشدد أجرتها معه مجلة «ذى أتلانتك» قائلا: إما أن تحلوا مشكلة إيران النووية وإلا فسوف نحلها نحن.
وكان السعوديون والمصريون وغيرهم من الأقطار العربية السنية يبعثون برسالة مشابهة إلى أوباما. ويقول مصدر سعودى: «لا نرغب فى الحرب مع إيران. ولكننا نسأل عما إذا كان التفاهم الأمريكى ـ الإيرانى سيعترف بمصالحنا، أم أن ذلك سيكون على حسابنا؟» ويأمل السعوديون أنه فى حال فشل حملة أوباما لاكتساب ثقة إيران، فسوف يتبعها عمل قاس. ويتوقع المصدر السعودى أن أوباما «يقيم الحجة على إيران».

سوف يعلن خطاب أوباما الذى سيلقيه فى تركيا غدا الاثنين عن رغبة إدارته فى المفاوضات فى المنطقة. ولكن لا ينبغى على الرئيس الجديد ألا يرفع الستار إلا بد أن تكون لديه فكرة أفضل قليلا عما سوف يحدث على المسرح.

2009 Washington Post Writers Group

التعليقات