سقوط زعيم جديد للقاعدة - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سقوط زعيم جديد للقاعدة

نشر فى : الأحد 4 سبتمبر 2011 - 12:06 م | آخر تحديث : الأحد 4 سبتمبر 2011 - 12:06 م
ربما تبدو وفاة عطية عبدالرحمن فى هجوم طائرة بلا طيار على باكستان يوم 22 أغسطس مجرد حالة ضمن حالات الوفاة المتتالية بين قادة عمليات القاعدة. غير أنها كانت لطمة قاسية للمجموعة الأساسية التى كانت تحيط بأسامة بن لادن.

وكان عطية مثلما هو معروف من بين المحللين لقناة الاتصال بين أسامة والعالم. وكانت الرسائل المتبادلة بينهما أهم جائزة تم الحصول عليها من المجمع السكنى لبن لادن عند قتله فى الثانى من مايو. فقد كانا يناقشان كل شىء: الاستراتيجية، والأفراد، والعمليات، والانتكاسات السياسية. فقد كانت جميع الموضوعات التى تجمع أعضاء القاعدة يتم تمريرها من بن لادن عبر عطية. وقد أسفرت وفاة عطية الليبى المولد عن إضعاف قدرة القاعدة على شن هجوم كبير ضد أمريكا؛ وجعلت القيادة العليا للجماعة أقر ب إلى الانقراض، كما أنها تزيد من احتمال انتقال مركز الجاذبية للمنظمة من المناطق القبلية الباكستانية، إلى أحد الفروع التابعة لها، مثل تنظيم القاعدة القوى فى شبه الجزيرة العربية، ومقره اليمن.

●●●

وعندما سئل مسئول أمريكى مؤخرا عن أهم الزعماء الباقين من القاعدة أجاب أنه عطية. وأوضح المسئول أن أيمن الظواهرى الخليفة الصورى لأسامة بن لادن، شخصا ثانويا من الناحية الفعلية؛ فهو زعيم للجناح المصرى أكثر منه زعيما للقاعدة ككل. وقال هذا المسئول إن سيطرة الظواهرى بدلا من عطية على التنظيم ستكون فى صالح أمريكا؛ لأن الظواهرى شخصية خلافية لا تمثل تكتيكاتها الخاصة تهديدا كبيرا لأمريكا. ومن بين الموضوعات التى تكررت مناقشتها بين عطية وبن لادن، ما إذا كانت أساليب القاعدة بالغة العنف تنفر مسلمى البلدان التى تنفذ فيها. وأسفر ذلك عن رسالة رائعة عام 2005 من عطية إلى أبومصعب الزرقاوى، زعيم القاعدة فى العراق، يوبخه بسبب استهداف المسلمين الشيعة فى حملة الأرض المحروقة فى العراق ضد أمريكا وحلفائها. وفى السنوات الأخيرة، ناقش الاثنان خطورة السعى لإقامة «خلافة إسلامية» فى المناطق التى تبدو فيها القاعدة قوية، نظرا لأن الحركة المتطرفة من شأنها أن تنفر بقية المسلمين. وقد رأيا أن الأفضل هو مواصلة الهجوم على أمريكا.

●●●

وتتسم وفاة عطية بأهمية خاصة مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات الحادى عشر من سبتمبر, ولا يرجع ذلك لأسباب رمزية فحسب. حيث كان بن لادن يعمل مع عطية على التخطيط لتوجيه ضربة هائلة إلى أهداف أمريكية. وليس من المعروف مدى ما حققاه من تقدم فى خطتهما، ولكن بصرف النظر عن المستوى الذى وصلت إليه، فقد تعطلت، وربما تكون دمرت، بوفاة الرجل الذى كلفه بن لادن بإعداد تفاصيل المؤامرة.

وقد قتل عطية بهجمة طيارة بلا طيار، وهو السلاح الذى كان هو وبن لادن قد تبادلا الشكوى بشأنه فى الرسائل المتبادلة بينهما. وكان عطية قد قال لرئيسه إن «حرب الاستخبارات» الأمريكية كما أطلق عليها بن لادن، جعلت من التنقل والتواصل والتجنيد أو التدريب فى المناطق القبلية الباكستانية، أعمالا تكاد تكون مستحيلة. وتناقشا فيما إذا كان يتعين على تنظيم القاعدة نقل مقره إلى مكان أكثر أمنا. والآن يبدو أن هذا الانتقال صار أكثر احتمالا بعد موت الرجل الذى وطد أركان الجماعة فى باكستان.
التعليقات