الشرق الأوسط: وقت المخاطرة - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشرق الأوسط: وقت المخاطرة

نشر فى : الأحد 8 مارس 2009 - 6:48 م | آخر تحديث : الأحد 8 مارس 2009 - 6:48 م
هناك تأييد من حيث المبدأ لعملية «الاتصال» بين الولايات المتحدة وخصومها فى الشرق الأوسط. وتقول إدارة أوباما إنها ترغب فى التحدث، وكذلك يقول الإيرانيون والسوريون. إلا أن التعقيدات تبدأ حينئذ.

إذ هل ينبغى أن تكون المحادثات بطيئة وتتسم بالصبر، أم أنها موجودة على جدول أعمال عاجل؟ وهل ينبغى أن تصر الولايات المتحدة على التنازلات بشأن القضايا المهمة مقدما؟ وماذا عن الخطاب؟ وهل تتخيل إيران بالفعل أنه يمكنها الاتصال بالولايات المتحدة، بينما قال مرشدها الأعلى آية الله على خامنئى فى الأسبوع الماضى إن باراك يتبع «الأساليب الملتوية» التى كان يتبعها سلفه وأن إسرائيل «ورم سرطانى»؟

إن هذه وصفة لوقف الحوار وليس بدئه. وبناء على التقارير الخاصة بالجدل المكثف فى إيران بشأن كيفية التعامل مع أمريكا، ربما يكون هذا هو المقصود.

إلا أنه بالرغم من الخطاب الإيرانى المحموم وعدم قيام سوريا بما هو مطلوب، فمازالت الإدارة تؤيد الاتصالات. ودعوة وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون إيران فى الأسبوع الماضى كى تنضم إلى المحادثات بشأن أفغانستان هى أحدث إشارة تدل على ذلك. ولكن بينما يراجع مسئولو الإدارة السياسة الخاصة بسوريا وإيران، فإنهم يركزون على العديد من القضايا الرئيسية التى سوف تشكل الطريقة التى يسير عليها الاتصال.

لنبدأ بإيران. فالتحدى الأول هو ما يمكن تسميته مشكلة «الساعتين». فمسئولو الإدارة يرغبون فى ساعة تؤخر، بمعنى أنهم يؤيدون عملية متأنية من الحوار المباشر المستدام. ولكنهم يدركون كذلك أنه بحلول العام المقبل يمكن أن يكون لدى إيران ما يكفى من الوقود النووى لصنع قنبلة.

ألقى إفرايم هالفى، رئيس الموساد، الضوء على هذه المشكلة فى رسالة إلكترونية بعث بها إلى مؤخرا: «سوف تنجح استراتيجية الاتصال فقط إذا أدرك الإيرانيون أنه لن يكون لديهم الوقت كله الذى فى العالم للتفاوض.» كما قال إنه ينبغى على الولايات المتحدة أن «تقصر الحوار على شهور قليلة جدّا.» وصدرت المقولة نفسها عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى فى مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضى، حيث قال: «إذا كنتم ترغبون فى الاتصال، فلتقوموا به الآن، مع تحديد موعد نهائى.»

لا يرغب فريق أوباما أن يكون هناك وقت محدد للمحادثات، ولكن المسئولين يعتقدون أنه ينبغى على إيران أن تتحرك بنفسها لتخفيف ضغط الوقت. ويقول مسئول رفيع المستوى: «إذا كانوا يرغبون فى أن تكون هناك عملية تسير على مهل، فلابد أن يتخذوا بعض الخطوات التى توقف الساعة.» ولم تقرر الإدارة بعد ما ينبغى أن تكون عليه تلك الخطوات، ولكنهم سيبدأون بمطالب وكالة الطاقة الذرية الدولية والسماح بأعمال تفتيش جديدة على برنامج إيران النووى.

وبخلاف مشكلة الساعتين، هناك قضية أكبر تخص اتخاذ قرار بشأن الوضع التفاوضى المتعلق بالمسألة النووية. فقبل بضع سنوات، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان فى وقف البرنامج قبل أن يتقن الإيرانيون تخصيب الوقود، إلا أنه فى الشهور القليلة الماضية بدا أن هذا المسعى باء بالفشل. وسوف تكون مطالبة الإيرانيين بعدم تجاوز عتبة صنع القنبلة وسماحهم للمفتشين بالتأكد من أن التخصيب يتم على مستويات منخفضة تتماشى مع البرنامج النووى المدنى موقفا تراجعيّا.

وطبقا لما ذكره مسئول إسرائيلى، فإن هذا الخيار يحظى بتأييد فريق فى طهران يضم على أكبر ولايتى، وزير الخارجية السابق وكبير مستشارى خامنئى حاليا. ولكن المسئول قال إن الإسرائيليين يعارضون هذه المقاربة، حيث يؤيدون بدلا من ذلك الحد من التكنولوجيا الإيرانية.

نجد فى المقابل أن المسار السورى أقل تعقيدا، غير أنه يتضمن كذلك مسألة التقسيم إلى المراحل ذاتها. فالرئيس السورى بشار الأسد يريد تأكيدا قويّا بأن إسرائيل سوف تعيد مرتفعات الجولان قبل تحركه نحو المفاوضات المباشرة. بينما تريد الولايات المتحدة وإسرائيل تأكيدا قويّا بأن سوريا سوف تخفف من تأييدها لحماس وحزب الله قبل اللعب بورقة الجولان. وكل طرف ينتظر إبداء الطرف الآخر لحسن النية. وقد أرسل أوباما مبعوثَين الأسبوع الماضى للحديث مع الأسد، لكى تبدأ العملية.

والمبرر الاستراتيجى للمسار السورى هو أنه ربما يساعد على فصل دمشق عن إيران، ولكن مسئولا أمريكيّا رفيع المستوى نبه إلى أن هذه القضية «ليست نقطة البداية» بالنسبة للمحادثات الأمريكية، وأن الانفصال عن طهران يمكن أن يحدث «بمرور الوقت، حين ترى سوريا فوائد الاتصال مع الغرب.»
هذه الفروق الدبلوماسية مهمة، غير أنه يمكن التفكير فيها بتروٍ. وقد قال مسئول رفيع المستوى فى الإدارة الأمريكية: «هناك وعى بأن الوقت ليس فى جانبنا.» والواقع هو أنه إذا كان أوباما يرغب فى الحوار، فسوف يبدأ المخاطرة ــ قريبا ــ ويرى إلى أين تقوده العملية.

Washington Post Writers Group

 

التعليقات