المحادثات مع إيران بسبيلها للانهيار - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المحادثات مع إيران بسبيلها للانهيار

نشر فى : الإثنين 9 يوليه 2012 - 8:30 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 يوليه 2012 - 8:33 ص

 عند النظر فى اقتراح إيران التفاوضى الذى قدمته إلى مجموعة «القوى الخمس +1» فى الشهر الماضى، يمكنك أن ترى نقاطا يمكن أن يتفق فيها الجانبان فى نهاية المطاف. ولكن هناك أيضا فجوة واسعة فى المواقف الحالية تشير إلى أن النتيجة الأكثر ترجيحا هى أن المحادثات سوف تنهار بعد اجتماع الخبراء المقرر هذا الأسبوع.

 

 وتعتبر نقطة الاتفاق الممكنة، أن يطلب من إيران وقف تخصيب اليورانيوم إلى 20 فى المائة وأن تصدر المخزون القائم لديها من هذا الوقود. ولا يعترف الاقتراح المقدم من إيران بهذا على نحو مباشر، لكن مصار إيرانية مختلفة ذكرت أن اللغة تتيح مجالا لاتفاق حول هذه القضية فى نهاية المطاف.

 

غير أن موقفى الطرفين مازالا متباعدين حتى الآن، حتى أن مصادر إيرانية تتفق مع مسئولين أمريكيين وأوروبيين على أنه ربما كان من المستحيل التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الأربعاء، الموعد المقرر لانتهاء المحادثات. وربما تكون إيران راغبة مثلما يأمل مسئولون أمريكيون وإسرائيليون فى مواصلة المحادثات مرة أخرى، إذا انهارت المحادثات الحالية، غير أن ذلك أمر بعيد الاحتمال.

 

●●●

 

وقد حصلت من مصدر قريب من المحادثات على 48 صفحة تشمل العرض الذى قدمه الإيرانيون فى موسكو. وهى وثيقة جدلية تنقل وجهة نظر إيران، بلغة تتناوب بين الدفاع والحزم الشديد.

 

وتتمثل الفكرة الرئيسية، التى خصص لها الإيرانيون الثلث الأول من العرض، فى أن «التخصيب حق مكتسب لا ينازع» بموجب اتفاقية منع الانتشار النووى، التى وقعت إيران عليها قبل عقود. ويقول بعض الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين إن هذا الادعاء مشكوك فيه، نظرا للغة الاتفاقية غير الواضحة، غير أن المسئولين الإيرانيين أصروا على أن يكون ذلك أساسا لأى اتفاق.

 

ورسم الإيرانيون خطوطهم الاسترشادية فى مقطع بعنوان «إطارا للحوار الشامل والمستهدف من أجل التعاون على المدى الطويل». وكخطوة أولى، فإن ايران «تؤكد أن معارضتها للأسلحة النووية تعتمد على فتوى من المرشد الأعلى ضد مثل هذه الأسلحة». وفى المقابل، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا تعترف بحقوق إيران بموجب معاهدة عدم الانتشار، «وبوجه خاص أنشطة تخصيب اليورانيوم».

 

والخطوة التالية، أن إيران تقترح «تدابير شفافية» تتضمن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول ما قالت الوكالة فى مارس الماضى إنه «أبعاد عسكرية محتملة» لبرنامج إيران السلمى المعلن. وفى المقابل، توقف الولايات المتحدة وحلفاؤها، العقوبات التى فرضوها من جانب واحد خارج إطار الأمم المتحدة.

 

وتتمثل الخطوة الثالثة فى عرض، مصاغ بعبارات غامضة، إلى «التعاون مع القوى الخمس + 1 لتوفير الوقود المخصب اللازم لمفاعل الأبحاث فى طهران» الذى يستخدم وقود 20 فى المائة. وتقول مصادر إيرانية إن هذه الإشارة الوجيزة تفتح الباب أمام تلبية الطلب على الوقود بنسبة 20 فى المائة، التى يصفها التعبير المختصر «توقف واشحن». وفى المقابل، يريد الإيرانيون إنهاء جميع عقوبات الأمم المتحدة.

 

●●●

 

ومع قراءة الوثيقة، يتضح السبب فى أن المفاوضين الأوروبيين يرون الطريق مسدودا. وحتى لو أمكن تعديل الخطاب حول التخصيب بنسبة 20 فى المائة، فإن العرض الإيرانى يرفض بشكل حاسم الطلب الغربى الإضافى بإغلاق مفاعل فوردو، الواقع أسفل جبل بالقرب من مدنية قم.

 

ومن أجل تفسير التحصين الشديد لهذا المفاعل، تقول الوثيقة الإيرانية «نظرا لأننا نواجه تهديدات مستمرة، فنحن بحاجة إلى مفاعل احتياطى لحماية أنشطتنا التخصيبية». وهذا بالضبط ما يزعج الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

ومما يزيد الأمور تعقيدا أن الإيرانيين يقترحون أيضا التعاون «بشأن القضايا الإقليمية خاصة سوريا والبحرين» فى مقابل تقديمهم للمساعدة فى «مواجهة القرصنة وأنشطة تهريب المخدرات». وهذا لن يقنع واشنطن، وقال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى إنه سيعارض أى اتفاق لا يوقف نشاط التخصيب الإيرانى تماما ويزيل الأطنان الستة من اليورانيوم منخفض التخصيب، بالإضافة لما تم تخصيبه إلى 20 فى المائة.

 

فإذا انهارت المحادثات هذا الأسبوع، سيثور التساؤل حول ما إذا كان من الممكن البدء فى مسار آخر للتفاوض. وفى السنوات العديدة الماضية، ألمح الإيرانيون إلى استعدادهم لمحادثات سرية ثنائية مع الولايات المتحدة، وأشارت عدة مصادر إيرانية إلى أن هذا ربما يكون ممكنا. غير أن الوقت قصير، وسوف تجعل ضغط الانتخابات من التفاوض الحقيقى أمرا صعبا.

 

وتواجه إيران ضغطا من أجل التوصل لاتفاق.. فقد أضرت العقوبات بعملتها واسواقها المالية وأنشطتها التجارية، وربما تؤدى مجموعة جديدة من العقوبات هذا الأسبوع إلى تخفيض صادراتها البترولية. وقد بدأ المتشددون فى البرلمان الإيرانى الدعوة لاتخاذ تدابير مضادة لمعاقبة الولايات المتحدة وحلفائها أو لانسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووى، ووقف التعاون مع المفتشين. غير أن هذه التصرفات قد تثير رد فعل عسكرى أمريكى.

 

●●●

 

ولفت انتباهى بند آخر فى العرض الإيرانى وهو تحذير من ان إيران ربما تحتاج إلى كميات أكثر من الوقود المخصب بنسبة 20 فى المائة من أجل تلبية خطط «أربعة مفاعلات بحثية أخرى على الأقل». وربما كان ذلك ورقة مساومة، أو ربما كان دليلا على أن هذه المفاوضات تتجه إلى مأزق بالفعل. وربما كان لدى الإيرانيين صفقة فى أذهانهم، غير أن هذا لا يبدو من العرض الذى قدموه.

 

جماعة الواشنطن بوست كل الحقوق محفوظة. النشر بإذن خاص

التعليقات