عالم أكثر تدينًا - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عالم أكثر تدينًا

نشر فى : الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 - 8:00 ص

كان لدى الله تقليد جيد: يذكر اسمه تعالى فى خطاب الديمقراطيين (وإن كان فى موقع متأخر). كما يستشهد به ما لا يقل عن 12 مرة فى الخطاب الجمهورى.

 

  ولكن الخبر الحقيقى أن الإيمان بالله يشهد ألفية قوية، وفقا لبعض نتائج استطلاعات الرأى الخيرة التى جمعها مركز بيو للأبحاث. وتظهر البيانات أن العالم النامى، بينما يصبح أكثر حداثة، يصبح أكثر تدينا أيضا، حيث ترتفع أعداد المسيحيين والمسلمين على نحو خاص فى أفريقيا جنوب الصحراء.

 

وتبعث دراسات بيو على الاطمئنان من حيث أنها تشير إلى أن ارتفاع مستوى الإيمان الإسلامى والمسيحى فى أفريقيا يواكبه درجة مدهشة من التسامح مع الآخرين ودعم الديمقراطية. كما أنها تظهر أيضا أصولية عميقة، ولا يختلف تأييد المسيحيين لشريعة الكتاب المقدس عن مساندة المسلمين للشريعة.

 

ويمثل الدور الأوروبى التغيير الكبير فى هذه الصورة إلى عالم ورع. ووفقا لدراسة بيو فى ديسمبر 2011 عن «المسيحية العالمية»، لم يعد الإيمان بيسوع ظاهرة مركزية أوروبية. ففى عام 1910، كان 66.3٪ من مسيحيى العالم يعيشون فى أوروبا، وبحلول عام 2010، كانت هذه النسبة قد هبطت إلى 25.9 فى المائة فقط.

 

ولاحظت دراسة بيو أن «أوروبا لم تعد تهيمن على المسيحية العالمية على النحو الذى حدث قبل 100 سنة»، حيث تضم الأمريكتان الآن أكبر عدد وأضخم نسبة من المسيحيين. ولكن الصحوة المسيحية كانت أكثر إثارة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع تزايد عدد السكان المسيحيين من 9 فى المائة عام 1910 إلى 63 فى المائة عام 2010.

 

وفى الشهر الماضى، نشر مركز بيو دراسة بعنوان: «مسلمو العالم؛ الوحدة والتنوع»، كان موضوعها المسلمون البالغ عددهم 1.6 مليار شخص فى أنحاء العالم. وشملت الدراسة 38 ألف مقابلة فى 39 دولة. ووجدت الدراسة أن التدين الإسلامى قوى فى أنحاء العالم، حيث قال نحو 93 فى المائة من المستطلع آراؤهم أنهم يصومون رمضان، وقال 77 فى المائة أنهم يتصدقون، بينما قال 63 فى المائة أنهم يصلون خمس مرات يوميا.

 

  ولدى مسلمى العالم أفكار تقليدية للغاية: قال 89 فى المائة إنهم يؤمنون بالقدر، و88 فى المائة يؤمنون بالملائكة، و94 فى المائة قالوا إنهم يؤمنون بالجنة، لكن المثير أن 87 فى المائة فحسب يؤمنون بوجود جهنم.

 

وينخفض التزام المسلمين الشباب بهذه العقيدة، عن أولئك الذى تزيد أعمارهم على 35 عاما، ولكن على نحو طفيف. ففى مصر، على سبيل المثل، قال 74 فى المائة من المسلمين الشباب إن الدين مهم للغاية فى حياتهم، مقابل 76 فى المائة من الأكبر سنا. وتبدو المرأة المسلمة فى معظم المناطق أكثر التزاما بالدين من الرجال، وأكثر إقبالا على الصلاة وعلى قراءة القرآن أو الاستماع إليه يوميا.

 

ويدور حديث كثير فى العالم الإسلامى عن الانقسام بين السنة والشيعة، ولكن دراسة بيو وجدت تسامحا أكبر فى البلدان التى يختلط فيها المذهبان الإسلاميان. فعلى سبيل المثال، فى العراق ولبنان حيث تتعدد الأعراق، قال 14٪ و21٪ على التوالى من السنة أن الشيعة ليسوا مسلمين. ويقارن هذا مع الموقف السلبى لنسبة 53 فى المائة من السنة فى مصر و50 فى المائة فى المغرب، حيث يضم كل من البلدين أقلية شيعية صغيرة.

 

  وأظهرت دراسة أجراها معهد بيو فى أبريل 2010 شملت أكثر من 25 ألفا مقابلة فى 19 بلدا أن أفريقيا جنوب الصحراء تشهد مرحلة من أعظم مراحل الازدهار الدينى فى التاريخ. كشفت الدراسة أن السكان المسلمين زادوا منذ 1900 بواقع عشرين ضعفا ليصل عددهم إلى 234 مليون شخص. كما حققت المسيحية هناك انتشارا أكثر ضخامة، حيث زاد عدد المسيحيين فى نفس الفترة بواقع سبعين ضعفا إلى 470 مليونا. ويتحمس المؤمنون بكل من الديانتين لعقيدتهم، حيث قال تسعين فى المائة منهم أن الدين مهم للغاية فى حياتهم.

 

ولحسن الحظ، لا يبدو هذا التدين المتزايد فى أفريقيا مصحوبا بانتشار التعصب ضد الآخرين. وقالت أغلبيات كبيرة فى كل بلد أنه «أمر جيد» أن يكون الآخرون «أحرارا للغاية» فى ممارسة شعائرهم الدينية. لدى الأفريقيين المسيحيين والمسلمين أيضا اعتقاد قوى فى بعث المسيح ليحكم العالم، ويرى نحو 61 فى المائة من المسيحيين ان السيد المسيح سيعود فى حياتهم، ويعتقد 52 فى المائة من المسلمين أن إعادة تأسيس الخلافة سيتم أثناء وجودهم على قيد الحياة.

 

ولدى العديد من الأفريقيين علاقة يمتزج فيها الحب بالكراهية تجاه الثقافة الأمريكية، وتقول أغلبية المستطلعة آراؤهم إنهم يعتقدون أن الإنتاج الغربى من الأفلام السينمائية والموسيقى والتليفزيون، أضر بالأخلاق، بينما قالت أغلبية أيضا أنهم يحبون أفلام وموسيقى وتليفزيون الغرب.

 

وماذا عن الدين فى أمريكا؟ أنتجت مختلف دراسات مركز بيو رزمة من البيانات مثيرة للاهتمام، ولكن المفضل لدى من بينها، مسح أجرى فى سبتمبر عام 2010 فى أنحاء الولايات المتحدة. وكشف هذا البحث عن أن أصحاب أعلى نسبة من الإجابات الصحيحة على اختبار للمعرفة الدينية شمل 32 سؤالا، وصفوا أنفسهم بأنهم «ملحدون» أو «لا أدريون».

التعليقات