معاقبة البروفيسور الأمريكى الذى استمع إلى صوت ضميره - من الفضاء الإلكتروني «مدونات» - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 9:14 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معاقبة البروفيسور الأمريكى الذى استمع إلى صوت ضميره

نشر فى : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:20 م | آخر تحديث : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:22 م

نشرت مدونة أكاديمى مقالا للكاتب «DAVID PALUMBOــLIU يتناول فيها قضية البروفيسور الأمريكى الذى رفض كتابة خطاب توصيه لطالب يرغب فى استكمال دراسته الأكاديمية فى جامعة عبرية بإسرائيل والعقوبات التى واجهها نتيجة ذلك القرار.
إن عقاب جون تشينى ليبولد – المحاضر فى قسم الثقافة الأمريكية بجامعة ميتشيجان ــ الذى رفض كتابة خطاب توصية لطالب يرغب فى استكمال دراسته الأكاديمية فى إسرائيل، قد تطور وتزايد بطريقة قبيحة ومثيرة للقلق.
«تشينى ليبولد» من مؤيدى حركة المقاطعة BDS والتى تطالب بسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل حتى تعيد حقوق الإنسان الكاملة للفلسطينيين الذين يعيشون فى إسرائيل ــ أولئك الذين يعيشون فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ــ وأولئك الذين طردوا من منازلهم فى فلسطين عام 1948. وتتعامل اسرائيل مع هذه الحركة باعتبارها تهديد استراتيجى لها. وإسرائيل قلقة بشكل خاص من المكاسب التى تحققها حركة المقاطعة فى حرم الجامعات حيث إن مبادئ الحركة التوجيهية تنص على أن أعضاء هيئات التدريس لا ينبغى أن يكتبوا رسائل توصية، للطلاب الذين يودون متابعة دراستهم فى إسرائيل، وأن الأكاديميين يجب ألّا يجروا أبحاثًا فى الجامعات الإسرائيلية، أو يشاركوا فى زيارات أكاديمية ممولة من دولة الاحتلال أو من يتواطأ معها.
***
ويستطرد الكاتب قائلا وفى الوقت الذى رفض فيه تشينى ليبولد كتابة خطاب التوصية لم يكن لدى جامعة ميتشيجان أى قاعدة تلزم الأساتذة بكتابة مثل هذه الرسائل. لقد اعتقدت أن تشينى ليبولد قد عوقب بالفعل بسبب تأييده لسياسات عدم التمييز فى جامعته. وفى الواقع فإن إسرائيل تميز ضد الفلسطينيين وغيرهم. وما فعله البروفيسور هو أنه استمع لصوت ضميره وفقط، بما يتفق ليس فقط مع سياسات جامعة ميتشيجان لعدم التمييز ولكن أيضا مع الحق فى التعليم على النحو المنصوص عليه فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وممارسته لحرية التعبير.
ومن أجل إضفاء الشرعية على عقابهم لتشينى ــ ليبولد (تم حرمانه من التفرغ وزيادة أجره، وخضوع فصوله الدراسية للرقابة)، لقد قامت جامعة ميتشيجان بإساءة استخدام السياسات والقواعد التى أوصت بها الرابطة الأمريكية للجامعات، واحتجت الرابطة الأمريكية للجامعات على هذا التحريف فى خطاب إلى رئيس جامعة ميتشيغان، كما انتقدوا افتقار الجامعة إلى الإجراءات والقواعد القانونية الواجبة.

***
إن إدارة جامعة ميتشيجان قد أنشأت لجنة، جزء من مسئوليتها هو «التوصية بكيفية توضيح السياسة الحالية أو وضع سياسة جديدة توضح القواعد المؤسسية والاجراءات الواجب اتخاذها عند تقاطع مسئوليات أعضاء هيئة التدريس تجاه الطلاب مع وجهات نظرهم الشخصية». ولكم من قبل إنشاء اللجنة قررت الإدارة سلفا أن رفض كتابة خطاب التوصية «ليس مسألة حرية التعبير»، وأن ذلك خطأ بشكل قاطع ويعاقب عليه.
ونفى مجلس إدارة جامعة ميتشيجان فى بيان له مؤخرًا، اتخاذ الجامعة أى موقف مضاد لإسرائيل، وأكد أن إدخال القناعات الشخصية فى قرار يتعلق بدعم الطلاب أكاديميًا، يتعارض مع قيم الجامعة، فى حين لم يذكر شيئًا عن إجراءات اتخذت بحق تشينى ليبولد، وأضاف: «عارضت الجامعة باستمرار أية مقاطعة لمؤسسات التعليم العالى الإسرائيلية، على الرغم من أن أعضاء هيئة التدريس فى مؤسستنا لديهم العديد من وجهات النظر الفردية حيال هذا الأمر».
وأوضح تشينى ليبولد لاحقًا لشبكة أنه أخطأ بكتابة جملة «تعهد العديد من أقسام الجامعات بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا»، وأنه كان يقصد «العديد من الأساتذة»، وأضاف: أريد التأكيد على أن الأساتذة كأفراد هم جزء من حملة المقاطعة، وليس أى قسم فى جامعة ميتشيجان.
كما أكد تشينى ليبولد أنه حازم فى قراره، لأنه يقف ضد الظلم وعدم المساواة فى كل مكان، وقال: «آمل أن يقف الآخرون معى فى الاحتجاج ضد حكومة عنصرية، أوجدت نظامًا قانونيًا متحيزًا للمواطنين اليهود، سأستمر فى دعم الفلسطينيين ليحظوا بجميع حقوقهم، بما فيها الجامعية».
***
لسوء الحظ، إن القمع الوحشى الذى تعرض له تشينى ــ ليبولد وأى شخص يجرؤ على أن يحذو حذوه، بات ينتشر خارج مؤسسته ــ جامعة ميتشيجان ــ حيث تم سحب دعوة وجهت له من قبل جامعة كولجيت ليحاضر عن تخصصه ــ وسائل الإعلام الرقمية والثقافة.
وأصدر رئيس القسم الذى دعاه هذا البيان المناقض قائلا: «لقد أدركنا أن زيارة البروفيسور تشينى ليبولد ستكون تكون مثمرة بشكل كبير لطلابنا. حيث تحدث مارى سايمونسون، مدير برنامج دراسات الأفلام والإعلام قائلا: «نحتاج إلى مزيد من الوقت لإجراء مناقشات مفتوحة حول منحته الدراسية، وكذلك ما يعنيه التزام كولجيت بالحرية الأكاديمية فى وضع كهذا». ومن الجدير بالذكر أن هذه الدعوة وجهت إلى البروفيسور تشينى ليبولد بعد أن نشر كتاب مشهور له فى عام 2017 مع مطبعة جامعة نيويورك تحت عنوان We Are Data: Algorithms and the Making of our Digital Selves
إذن، إذا كان هذا هو الحال، فلماذا الآن نحن بحاجة إلى «مزيد من الوقت لإجراء مناقشات مفتوحة حول منحة دراسته»؟ أعتقد أن ذلك يعنى «التفكير فى طريقة للتراجع عن المنحة ونكران قيمتها وأهميتها، والبحث عن تفسير آخر ينسجم مع إدارة الكلية والجامعة.
ويضيف الكاتب قائلا «نادرًا ما شاهدت مثل هذا الفعل الجريء من الخضوع للإدارة، بينما يضع رسالة البرنامج «الكاذبة» «سوف نشجع طلابنا للمشاركة فى الدراسة النقدية للإعلام السينمائى ووسائل الإعلام المرئية. سوف ندرس كيفية استخدام وسائل الإعلام هذه كمحددات قوية للفكر والهوية والوعى التاريخى».
من الواضح أن جامعة كولجيت قد انحازت إلى فكرة أن انتقاد إسرائيل هو نفسه معاداة السامية. وقد استخدمت هذه المعادلة الزائفة بسخرية. وقد نُقل عن إيميلى خان قوله: «إن أعمال تشيني ــ ليبولد وإطلاق النار فى كنيس شجرة الحياة فى بيتسبيرج يظهر على التوالى الارتفاع المستمر للعنف ضد اليهود والصهيونية ومعاداة السامية فى أمريكا». ويتساءل الكاتب مندهشا عن كيف يمكن أن يصبح القرار المبدئى بعدم كتابة خطاب توصية مساويا لمقتل 11 شخصا؟
وفى بيان لها ــ جامعة كولجيت ــ تحدث عن أن الجامعة تسعى إلى التزام مشترك بتشجيع التعليم والبحث وخلق مجتمع يشجع الأفراد على الاستماع والتحدث بحذر، حتى يتم سماع جميع الأصوات فى المجتمع والآراء المختلفة.
ختاما يضيف الكاتب قائلا من الواضح أن «كل الأصوات» لا تشمل أولئك الذين يستخدمون أصواتهم لتوجيه الانتباه إلى هدف إسرائيل المعلن بكونها دولة عرقية قومية، تقوم على التمييز وعدم المساواة فى الحقوق. هذه الرسالة لا يود المسئولون عن جامعة كولجيت وجامعة ميتشيجان سماعها.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلي
الاقتباس
إن إدارة جامعة ميتشيجان قد أنشأت لجنة، جزء من مسئوليتها هو «التوصية بكيفية توضيح السياسة الحالية أو وضع سياسة جديدة توضح القواعد المؤسسية والاجراءات الواجب اتخاذها عند تقاطع مسئوليات أعضاء هيئة التدريس تجاه الطلاب مع وجهات نظرهم الشخصية».

التعليقات