الطريق الذى سيسلكه أوباما فى الشرق الأوسط - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطريق الذى سيسلكه أوباما فى الشرق الأوسط

نشر فى : الإثنين 12 أبريل 2010 - 9:58 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 أبريل 2010 - 9:58 ص

 وفقا لما قاله مسئولان رفيعا المستوى فى الإدارة الأمريكية، فإن «الرئيس أوباما يبحث بجدية» اقتراح خطة سلام لتسوية الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى». وقال أحدهما إن «الكل يعلم الخطوط العريضة الأساسية لصفقة السلام»، مشيرا إلى الاتفاق الذى كاد يتم التوصل إليه فى كامب ديفيد عام 2000 وفى المفاوضات التالية لذلك. وقال إن الخطة الأمريكية، إذا ما طُرِحت، فسوف تعتمد على التقدم الذى تحقق فى الماضى بشأن قضايا كالحدود و«حق العودة» بالنسبة للاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وقال المسئول الثانى إن 90٪ من الخريطة «سوف يبدو مشابها» لما تم الاتفاق عليه فى المفاوضات السابقة.

وأوضح المسئول الثانى أنه سوف يجرى ربط خطة السلام الأمريكية بمسألة المواجهة مع إيران التى تأتى على قمة أولويات إسرائيل. ووصف القضيتين بأنهما شطرا مشكلة استراتيجية واحدة، قائلا «نريد أن نبعد بالنقاش عن المستوطنات والقدس الشرقية ونأخذه إلى مستوى الثلاثة آلاف قدم الذى قد يتضمن الأردن وسوريا وبلادا أخرى فى المنطقة»، إلى جانب الإسرائيليين والفلسطينيين.

وواصل المسئول الثانى كلامه قائلا إن «مبدأ التدرج لم يفلح» موضحا أن الولايات المتحدة لا يمكنها ببساطة السماح للمشكلة الفلسطينية أن تستمر فى التقيح حيث توفر مادة تعتاش عليها إيران وغيرها من المتطرفين. وأضاف أنها «باعتبارها قوة عالمية ذات مسئوليات عالمية، يجب أن نفعل شيئا». وذكر أن الخطة سوف «تلبى المتطلبات المطلقة لأمن إسرائيل ومتطلبات السيادة الفلسطينية بطريقة منطقية».

ويبحث البيت الأبيض إمكانية إجراء محادثات بين الوكالات المختلفة لوضع إطار للاستراتيجية وتكوين إجماع سياسى عليها. وقد شبه المسئول الثانى العملية بالمراجعة التى أوجدت استراتيجية أوباما الخاصة بأفغانستان وباكستان. وقال إن الإدارة قد تطرح مبادرة الشرق الأوسط بشكل رسمى بحلول فصل الخريف المقبل.

يذكر أن اهتمام البيت الأبيض بخطة السلام يتزايد فى الشهور القليلة الماضية، إلا أنه تسارع بعد الانفجار الذى أعقب إعلان 9 مارس الإسرائيلى أثناء زيارة جو بايدن نائب الرئيس، وهو أن إسرائيل سوف تبنى 1600 وحدة سكنية جديدة فى القدس. وبدأ المسئولون الأمريكيون البحث عن طرق أكثر جسارة لمعالجة الهموم الإسرائيلية والفلسطينية، بدلا من مواصلة النقاشات المبتذلة.

وكان اهتمام أوباما بتوجيه من اجتماع عقد فى البيت الأبيض مع ستة من مستشارى الأمن القومى السابقين. وكانت المجموعة تجتمع سرا كل بضعة أشهر بناء على طلب الجنرال جيم جونز، الذى يتولى العمل فى الوقت الحالى. وفى الجلسة التى عُقدت قبل أسبوعين كانت المجموعة تتحدث عن القضايا العالمية لمدة ساعة تقريبا عندما دخل أوباما وسأل عما فى عقول الناس.

وطبقا لما ذكره مسئول كبير فى الإدارة، تحدث فى البداية برنت سكوكروفت، الذى عمل مستشارا للأمن للرئيسين جيرالد فورد وجورج دابليو بوش. وقد حث أوباما على طرح مبادرة سلام تقوم على مجالات الاتفاق السابقة؛ وتبعه زبجنيو بريجنسكى مستشار الأمن القومى لجيمى كارتر الذى وصف بعض المعالم الاستراتيجية لتلك الخطة.

قيل كذلك إن تأييد المقاربة الجديدة عبر عنه ساندى بيرجر وكولين باول اللذان عملا مستشارين للأمن القومى للرئيسين بيل كلينتون ورونالد ريجان بالترتيب. ومن الواضح أن الرأى الذى حظى بالإجماع كان لاثنين آخرين من الحضور وهما فرانك كارلوتشى وروبرت ماكفارلن من عهد ريجان.

وسوف يقلب تبنى أوباما لخطة سلامة إستراتيجية الإدارة المبدئية التى هى محاولة استخلاص تنازلات من الإسرائيليين والفلسطينيين على أن تقدم الولايات المتحدة «مقترحات تجسيرية» فى وقت لاحق. ولقيت عملية الخطوة خطوة هذه تأييد جورج ميتشل الممثل الخاص للرئيس فى الشرق الأوسط الذى يعتقد أن مقاربة مشابهة وضعت الأساس لإنجازه فى محادثات السلام فى أيرلندا الشمالية.

تميز حقيقة أن أوباما يقيِّم خطته للسلام تلك الثقة المتزايدة لديه فى جونز الذى يبحث هذه المقاربة على مدار العام المنصرم. ولكن واضع الاستراتيجيات الأساسى الفعلى هو أوباما نفسه. وإذا قرر طرح خطة سلام فسوف تكون بمثابة عودة إلى الأفكار الطموح التى أعلنها الرئيس فى خطابه بالقاهرة الذى ألقاه فى يونيو من عام 2009.

ومن المرجح أن يبدأ عما قريب جدل سياسى عنيف يدوم طويلا، حيث سيحتج المسئولون الإسرائيليون ومؤيدوهم فى الولايات المتحدة على ما يخشون من أن تصبح محاولة أمريكية لفرض تسوية ويدعون بدلا من ذلك إلى التركيز على إيران. ويعبِّر عن رد البيت الأبيض على هذا النحو أحد كبار المسئولين الذى قال: «ليس الأمر هو إيران أو عملية الشرق الأوسط. فلابد من الأمرين معا».

Washington Post Writers Group

التعليقات