بحث سبل الخروج من أفغانستان - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بحث سبل الخروج من أفغانستان

نشر فى : الإثنين 13 يونيو 2011 - 8:34 ص | آخر تحديث : الإثنين 13 يونيو 2011 - 8:34 ص
يدور الرأى داخل إدارة أوباما بشأن تنفيذ انسحاب كبير للقوات من أفغانستان خلال العام المقبل، على النحو التالى تقريبا: لقد قتلنا أسامة بن لادن. وهو ما يعنى أننا أنجزنا الهدف الأساسى من إرسالنا للقوات فى 2001. ولدينا فرصة للخروج، ينبغى أن ننتهزها. ويطرح صقور الإدارة حجة مضادة مفادها أن الرحيل السريع يعنى فشلا مؤكدا. فهو يحمل المخاطرة بتكرار الخطأ الذى ارتكبته الولايات المتحدة فى الثمانينيات، عندما انسحبت أمريكا بعدما ضخت الأموال والسلاح إلى أفغانستان لدحر الاتحاد السوفييتى، مما خلق فراغا فى السلطة استغله أمراء الحرب وسادتهم فى المنطقة.

ويقف الرئيس أوباما فى منطقة وسطى بين الرأيين. وقال يوم الاثنين الماضى «سوف نبدأ الانتقال هذا الصيف» وأضاف لقد أنجزنا الآن، بقتل بن لادن وصد قوة دفع طالبان، ما أعددنا قبل عشر سنوات لإنجازه. لكنه لم يوضح مغزى ذلك من الناحية السياسية.

•••

ولا شك أن هذا الجدل يتعلق بالأرقام فأنصار الانسحاب السريع يريدون جدولا لسحب جميع القوات الإضافية التى قرر أوباما إرسالها فى ديسمبر 2009 وقوامها 30 ألف جندى، ويريد أنصار «التريث» تخفيضا متواضعا يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف فرد، يعتقدون أنه كل ما تسمح به الظروف. ويرى آخرون أن يتراوح التخفيض حول عشرة آلاف فرد. ومشكلة كل هذه الحجج افتقارها إلى منطق استراتيجى واضح.

فهل يتوقع أنصار «التريث» بالفعل أن الجيش الأفغانى سيكون قويا بما يكفى ليقف على قدميه بحلول عام 2014؟ ويثير هذا دهشة العديد من المحللين باعتباره اقتراحا مشكوكا فيه. وهل يطمئن مؤيدو الانسحاب السريع بالفعل إلى أفغانستان قد تعود سريعا إلى نمط التسعينيات، بينما تستغل كل من القوتين الإقليميتين؛ الهند وباكستان، الجماعات الإقليمية وأمراء الحرب التى تنحاز إليهم يبدو هذا وصفة لاضطراب دائم فى جنوب آسيا.

والفكرة هنا واضحة: ينبغى أن يكون تحديد عدد القوات التى سيتم سحبها من شأن خطة استراتيجية، وليس العكس. ولا شك أن المتغيرات الثلاثة التى يدرسها صانعو السياسة الأمريكية سحب القوات، والمصالحة مع طالبان وهجمات الطائرات بلا طيارين فى باكستان تعتبر متداخلة. فما هو تأثير كل من هذه المتغيرات على المتغيرين الباقيين؟

فلنأخذ قضية المصالحة السياسية إذا أعلن أوباما سحب قوات كبيرة؛ فهل سيشجع ذلك طالبان على تقديم تنازلات؟ ربما لا، ما لم تكن طالبان منظمة خيرية متنكرة. ويمكن لمتشكك فى المصالحة مثلما يقال عن جو بايدن، الدعوة إلى الانسحاب بصرف النظر عن تأثيره على الدبلوماسية. ولكن نجاح المفاوضات يتطلب القوة العسكرية التى تدعمها. وقد بدأت الإدارة محادثات سرية مع وسطاء طالبان. وإذا كانت هذه العملية جادة، سيكون عليها الانتقال نحو الاختبار العملى لوقف إطلاق النار ربما فى موقع واحد كبداية: على الولايات المتحدة أن تظهر لطالبان أن هناك سبيلا لتخفيف العبء عبر المفاوضات، وعلى ممثلى طالبان إظهار قدرتهم على الوفاء بتعهدهم. ويجب تطبيق نفس الاختبار على هجمات الطائرات بدون طيارين.

وقد كانت الطائرات بدون طيارين سلاحا لا يقدر بثمن ضد القاعدة، يصل إلى الملاذ الآمن شمال وزيرستان. ولكن إذا كانت هجمات تلك الطائرات تسبب مشكلات سياسية حادة بهذا الشكل لباكستان بحيث تمنعها من لعب دور بناء فى المصالحة، تكون السياسة بحاجة إلى تعديل. وقد طرح هذا الرأى كاميرون مونتر، السفير الأمريكى لدى باكستان، كما أن بعض المسئولين العسكريين، مثل أدميرال مايك مولان، رئيس هيئة القيادة المشتركة مهتمون أيضا بالتفكير بالنظر إلى هجمات الطائرات بدون طيارين من حيث التكلفة والمنفعة.

وقد ناقش البيت الأبيض مشكلة الطائرات بلا طيارين، لكنه لا يعتزم إجراء أى تغيير فى السياسة الأمريكية حاليا. وهو يأمل فى أن يؤدى تحسين التعاون مع باكستان فى مكافحة الإرهاب، إلى تحديد أكثر دقة لأهداف الطائرات بلا طيارين وزيادة استخدام الأساليب البديلة. ويتمثل الهدف الاستراتيجى لذلك فى وضع إطار إقليمى لأفغانستان ما بعد الانسحاب الأمريكى. وهو ما يعنى فى جوهره تنسيق الجهود بين باكستان والهند وأفغانستان والولايات المتحدة لإنجاح تسوية سياسية.

•••

ويواجه أوباما تحديا فى وضع إطار لإعلانه سحب القوات، يتمثل قى تعزيز هذه العملية الإقليمية وليس تقويضها. ويريد قادة أفغانستان وباكستان والهند عودة القوات الأمريكية إلى بلادها؛ بشرط ألا يعرضهم ذلك لمخاطر. ويوم الاثنين الماضى، قال أوباما، فى بيان جسد أسلوبه فى الحكم «لن نقدم على أى شىء متهور». ونأمل أن يعنى ذلك وضع إستراتيجية خروج تضمن فعليا انسحابا جادا.

 

التعليقات