مطبات على طريـق أفغانستان - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطبات على طريـق أفغانستان

نشر فى : الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 10:03 ص | آخر تحديث : الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 10:03 ص
يرى زائر القواعد العسكرية الأمريكية فى أفغانستان عديدا من شرائح باور بوينت التى ترمى إلى إظهار ما تحقق من تقدم، على الرغم من النكسات. لكن أدت دراستان إلى تعميق مخاوفى من أن الإستراتيجية الحالية، ما لم يتم تعديلها، لن تحقق هدفها المتمثل فى نقل المسئولية إلى الحكومة الأفغانية بدءا من يوليو المقبل.

تلك التقارير مهمة، حيث تذهب إلى فرضية محورية ــ هى تحديدا أن قوات الأمن ومؤسسات الحكم الأفغانية يمكن تطويرها فى الوقت المناسب حتى يتم التسليم التدريجى للعمل. وبعد الاطلاع على الدراستين، أعملت ذهنى وتساءلت: وفقا للنكتة القديمة عن المزارع الذى وجه إليه سؤال بشأن الاتجاهات فأجاب: «لا تستطيع من هنا الوصول إلى هناك» هل ستكون إجابتنا فيما يتعلق بمسيرتنا فى أفغانستان هى الإجابة نفسها؟

وإذا كان الأمر كذلك ــ إذا كانت هناك نقاط ضعف أساسية فى خطط الحكم والتدريب ــ هل يجب على الرئيس أوباما وقواده إدخال تعديلات قبل فوات الأوان.

دعنا نبدأ من الحكم: كان أمرا مثيرا للقلق ــ وهو تعبير ملطف ــ أن نشاهد الرئيس حامد قرضاى فى كابول ينفى صراحة ادعاءات الفساد، تحديدا فى اليوم الذى تكالب فيه المودعون على أحد البنوك المملوك عائليا، ولديه سجل من الديون المشكوك فى استردادها، لسحب ودائعهم. وقال قرضاى غاضبا أن منتقديه أفاقون، وشبه اعتقال أحد مسئولى القصر الذى زعم أنه فاسد بالتكتيكات «السوفييتية».

لا أذكر أنه حتى الرئيس نجو دين ديم والرئيس نجوين فان تيو فى فيتنام الجنوبية كانا بهذه العجرفة بشأن الانتقاد. ولكن هذه هى قوة الضعف: فأفغانستان غير مستقرة للغاية، ولهذا كان افتراض قرضاى بشكل واضح أن الولايات المتحدة لا تمتلك بديلا سوى التمسك به.
تبين إحدى الدراستين، وقد أجريت بالاشتراك مع الجيش، كيف يقضى تحالفنا مع حكومة قرضاى على جهودنا من أجل استقرار قندهار وهلمند، ساحتى القتال الأساسيتين. ولخصت الدراسة مقابلات أجريت من أجل استطلاع الرأى فى يونيو مع 552 رجلا فى هذين الإقليمين، من خلال المجلس الدولى للأمن والتنمية، الذى يرأسه نورين ماكدونالد.
وتشى الأرقام، حتى وإن لم تكن دقيقة من الناحية العلمية، بأنباء سيئة؛ إذ قال 70% ممن وجهت إليهم الأسئلة إن مسئولى الحكومة الأفغانية فى منطقتهم كونوا ثروة من تجارة المخدرات؛ وقال 64% إن هؤلاء المسئولين المحليين على صلة بالمتمردين؛ وكان 74% قلقين بشأن توفير الغذاء لأسرهم.

هل تقود الولايات المتحدة تحالفا يساعد فى إصلاح تلك المشاكل الناجمة عن الحكم السيئ؟ كلا، وفقا لما يقوله سكان هلمند وقندهار ؛ إذ قال 68% إن قوات الناتو لا تحمى السكان المحليين، وقال 70% إن العمليات العسكرية فى منطقتهم تضر الشعب الأفغانى؛ وفى مرجه، حيث قامت الولايات المتحدة بحملتها الشهيرة فى فبراير من أجل تثبيت «الحكومة فى موقعها»، قال 99% إن تلك العملية العسكرية كانت أمرا سيئا.

الخلاصة هى أنه كلما حاربت القوات المسلحة الأمريكية من أجل دعم حكومة قرضاى فى هذه المنطقة الرئيسية من الجنوب بدت مكروهة على المستوى الشعبى. ولابد من حل هذه المشكلات، بطريقة ما. (قال الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات المسلحة الأمريكية، عندما سألته عن هذه الدراسة، إنه يعلم بها ولكنه لاحظ صغر حجم العينة).

ألقت الدراسة الثانية الضوء على الدعامة الكبيرة الأخرى التى تقوم عليها إستراتيجية الولايات المتحدة ــ التخطيط لتدريب 306000 شخص فى الجيش الوطنى الأفغانى والشرطة. والأرقام صادرة عن اللفتنانت جنرال ويليام كالدويل، الذى تولى مؤخرا مهمة التدريب فى كابول.

وأشار كالدويل إلى أنه فى سبتمبر الماضى، فى الوقت الذى كان القادة يروجون لإستراتيجية التدريب، كان الجيش الأفغانى ينكمش فعليا بسبب الاستنزاف الذى يجرى له. ورفع كالدويل الرواتب، خصوصا بالنسبة لرجال الشرطة المعروفين بفسادهم، ولذلك فهم الآن تقريبا نفس عدد مقاتلى طالبان. وإلى حد ما كانت النتيجة هى انخفاض معدل التناقص بين من يعرفون بشرطة النظام المدنى الوطنية الأفغانية من معدل سنوى مقداره نحو 100% فى ديسمبر الماضى، إلى 25% فى مارس. ولكن المعدل ارتد إلى 50% فى يوليو.

وقال كالدويل إن معدل التناقص مرتفع جدا، إلى حد ما بسبب الوتيرة العالية للعمليات. إنها دائرة مفرغة؛ إذ يقاتل أفراد الشرطة الوطنية بعيدا عن وطنهم، فتنخفض روحهم المعنوية ويتركون الخدمة؛ ثم يتدفق مجندون جدد من أجل ملء الثغرات، فيرسلون فى مهام بعيدة؛ ويصبحون محبطين ويتركون الخدمة، وهكذا دواليك. وقال كالدويل إنه يرغب فى «إضفاء الطابع المهنى» على القوات، ولكن فى بلد أكثر من 70% من سكانه أميون، قد يستغرق الأمر جيلا.

ومن المقرر أن تتم مراجعة مرحليــــة لاستراتيجية أفغانستان فى ديسمبر؛ إذ يرغب البيت الأبيض فى «صقل القنوات بدلا من تغييرها». وهذا جيد بصورة مرضية، ما دام سينتهى الأمر إلى أن تكون لديهم صورة واضحة وعملية بشأن ما هم متجهون إليه. فـ«الصعب ليس مستحيلا» كما يحب بتريواس أن يقول، ولكن الاستراتيجية لا ينبغى أن تكون غير قابلة للتغيير أيضا.
التعليقات