أوباما.. واختبار السياسة الخارجية - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 10:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوباما.. واختبار السياسة الخارجية

نشر فى : الأربعاء 14 نوفمبر 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 نوفمبر 2012 - 8:44 ص

فى الصيف الماضى، رفع الرئيس أوباما لافتة فى حديقة البيت الأبيض، بشأن السياسة الخارجية، جاء فيها: أعود بعد يوم الانتخابات. والآن، حانت اللحظة وهاهى مشكلات العالم متراصة انتظارا لاهتمام أوباما.

 

وفى سبيل معالجة المشكلات العالمية التى ستواجهه، لن يكون أمام أوباما سوى اتخاذ قرارات من النوع الذى كان مؤجلا فى بعض الأحيان خلال ولايته الأولى. لقد انتهى وقت النهج الحذر(حتى لو كان معقولا فى كثير من الأحيان) الذى كان يطلق عليه اسم «قيادة من الخلف.» وفيما يلى نظرة على بعض القضايا العالمية الملحة التى تطفلت على حفلة فوز أوباما:

 

●●●

 

الصين.. حيث تعتبر أكبر فرصة، وأكبر خطر أيضا، فى المستقبل. وسوف يتولى الحكم قيادة جديدة برئاسة شى جين بينج هو، ولكن الانتقال المرتعش يذكر الصينيين والأجانب على حد سواء بعدم الاستقرار الكامن تحت السطح البراق للبلاد. ففى بعض الأحيان، تتحول الدول الناشئة إلى النزعة القومية باعتبارها وسيلة للحفاظ على التماسك الداخلى، وهذا الاتجاه كان واضحا فى سيطرة بكين على بحر الصين الجنوبى. وكان رد أوباما «إعادة توازن» القوة العسكرية نحو آسيا، ولكن هذا فقط نصف الإجابة، وربما تكون الدبلوماسية أكثر أهمية.

 

وفى أواخر هذا الشهر، يسافر اوباما لحضور قمة اسيوية فى كمبوديا. ولن يتوقف فى الصين الآن (فيما يرجع جزئيا إلى عدم اكتمال انتقال القيادة) ولكن هذا سيكون ضمن أولويات العام القادم. ويتمثل التحدى الذى يواجهه أوباما، فى بناء حوار مع بكين بحيث يمكن تجنب المواجهات العسكرية التى كثيرا ما تنشأ عندما تواجه القوى الصاعدة مثل الصين بالفعل تلك القوى المهيمنة. ويرى جراهام أليسون، من جامعة هارفارد، أن يبحث أوباما ما سماه الرئيس جون كنيدى «القواعد المزعزعة للوضع القائم» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى بعد أزمة الصواريخ الكوبية. وهو ما يشمل إجراء حوار دورى بشأن المصالح الاستراتيجية، وإدراك أن أيا من الجانبين لن يمكنه اتخاذ خطوات استفزازية فى الفناء الخلفى للآخر. ويجب على أوباما أن يرعى حوارا مماثلا مع القادة الجدد للصين.

 

إيران..تشكل إيران أكبر مخاطر الحرب، كما تشكل أيضا فرصة لانفراجة دبلوماسية. وقد أطلق على اكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى وغيره من الوسطاء بالونات اختبار، ولكن أوباما يريد تأكيدا بأن المرشد الأعلى على خامنئى يدعم هذه المقترحات. ومن المتوقع عقد اجتماع آخر لمجموعة الدول الخمس +1، مع إيران خلال الشهر المقبل، إلا أن التفاوض الحقيقى يمكن أن يحدث فى الاجتماع الثنائى الذى يبدو أن كلا من طهران وواشنطن تريده، والذى يجب أن يحدث عاجلا وليس آجلا.

 

فما هى الصيغة الصحيحة لأى اتفاق؟ يرى أليسون أن على الولايات المتحدة وإسرائيل التوقف عن حلم إبرام اتفاقية نموذجية، والاستعداد لعقد «صفقة قبيحة»، على غرار الصفقة التى أنهت أزمة الصواريخ الكوبية. وأنا أتفق معه فى أن أى صيغة «قبيحة» مقبولة من شأنها أن تمنع إيران بشكل يمكن التحقق منه من الحصول على قنبلة، وأيضا من الحصول على قدرة للانطلاق نحو التسلح على نحو أسرع مما تستطيع الولايات المتحدة منعه.

 

●●●

 

أفغانستان.. حيث يكاد يكون مؤكدا أن الأخبار السيئة قادمة. وأثناء حملته الانتخابية، تحدث أوباما كما لو أن سحب القوات الأمريكية بحلول عام 2014 لا يزيد عن مسألة وضعها على الطائرات. ولكن استراتيجية الخروج الأمريكية، تعتمد على قوات الأمن الأفغانية (قوات الأمن الوطنى الأفغانى) التى يمكن أن تتولى الأمر، وتحول دون اندلاع حرب أهلية ــ وهو أمر يبدو مشكوكا فيه بشكل متزايد. وفى تقرير شهر أكتوبر، حذر المفتش العام للبنتاجون بشأن إعادة إعمار أفغانستان، قائلا بصراحة: «من المرجح ألا تكون الحكومة الأفغانية قادرة على الحفاظ على كل منشآت قوات الأمن الوطنى الأفغانية بعد انتقال السلطة فى عام 2014».

 

والعنصر المطلوب هنا، هو تحول سياسى يصاحب الانسحاب العسكرى. فإذا لم يخلق أوباما هذه الدينامية العسكرية السياسية، سوف تنهار استراتيجيته للخروج من أفغانستان.

 

●●●

 

منطقة الشرق الأوسط.. حيث يصنع الرؤساء إرثهم، ويذرفون دموعهم. ويواجه أوباما ثلاث مشكلات عاجلة: الحرب الأهلية السورية المتفاقمة، وترسيخ الديمقراطية فى مصر، وترميم عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المحطمة. وتظهرهذه المجالات الثلاثة، حدود قوة الولايات المتحدة، كما هو الحال فى فشلها الأسبوع الماضى فى إصلاح المعارضة السورية. لكن التعافى من الفشل هو جزء من فن الدبلوماسية فى الشرق الأوسط، وهو ما يتوقع بالنسبة لسوريا. ويحتاج أوباما؛ فى تعامله مع سوريا، ومصر، والمشكلة الفلسطينية، إلى شىء كان نادرا فى فترة ولايته الأولى.

 

●●●

 

جولة من الاتصالات السرية لإعداد اللاعبين المحليين الذين يمكن أن يكونوا شركاء أمريكا من أجل السلام. وهو ما يعنى اتصالات هادئة مع الجميع من الرئيس المصرى محمد مرسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى القادم (ومع الانتخابات الاسرائيلية فى فبراير المقبل، لن يكون بالضرورة بنيامين نتنياهو، الذى كان رهانه الخاسر على ميت رومنى مكلفا).

 

●●●

 

وتقول اللافتة على البيت الأبيض: إعادة فتح باب للاستثمارات. ولكن المطلوب أولا بعض المحادثات الهادئة، وقدر من التفكير الاستراتيجى بشأن القيادة من الأمام.

 

(2012 )، جماعة كتاب الواشنطن بوست .

كل الحقوق محفوظة. النشر باذن خاص

 

التعليقات