طلـب إسـرائيل المحيـر - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طلـب إسـرائيل المحيـر

نشر فى : الإثنين 17 سبتمبر 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 سبتمبر 2012 - 8:25 ص

مع مواصلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبته اليومية تقريبا بأن تعلن الولايات المتحدة «الخط الأحمر» الخاص بها بشأن شن حرب ضد إيران، يظل التساؤل الذى يحير البيت الأبيض، هو ما الذى يريده الزعيم الإسرائيلى أكثر مما أعلنه الرئيس أوباما بالفعل؟

 

يعتقد أوباما أنه حدد الخط الأحمر الأمريكى بشكل واضح كما ينبغى لقوة عظمى أكثر من أى وقت مضى، نظرا لأن بعض الغموض مفيد فى ردع أى عدو. وللتاريخ، فقد قال أوباما فى مقابلة مع جيفرى جولدبرج من مجلة أتلانتيك فى مارس الماضى إن «منع إيران من الحصول على سلاح نووى من صميم مصلحة الأمن القومى الأمريكى.» وإن المخابرات الامريكية سوف تتيح «مهلة زمنية طويلة للغاية نعرف من خلالها ما إذا كانت تبذل تلك المحاولة».

 

بل إن أوباما كان أكثر وضوحا بعد ذلك فى خطابه أمام اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة: «لدى خطة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووى».

 

وبعيدا عن هذا التعهد الخطابى، أصدر أوباما توجيها للجيش الأمريكى لإعداد خطط تفصيلية لمهاجمة ايران اذا تجاوزت الخط الذى حدده. ويعلم الإسرائيليون الدلائل التى ستبحث عنها الولايات المتحدة لتحديد ما إذا كانت إيران قد بدأت تصنيع الأسلحة، ونوعية الأسلحة التى ستستخدمها الولايات المتحدة فى هجومها الوقائى.

 

●●●

 

إذا فما الذى لم يحصل عليه نتنياهو من أوباما ويسعى للحصول عليه؟ على ما يبدو، انه نوع من الإنذار أو مهلة لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم، الذى يمكن أن يوفر ذات يوم وقودا لقنبلة نووية. وفى أحدث نوبات غضبه، قال نتنياهو يوم الثلاثاء ان الزعماء الذين لا يصدرون مثل هذه الانذارات «ليس لديهم حق أخلاقيا فى وضع ضوء أحمر أمام إسرائيل».

 

وربما يرد البيت الأبيض بالتساؤل: ما هى خطوط إسرائيل الحمراء؟ إذا لم تقبل التزام الرئيس العلنى بوقف إيران، فأين ترغب فى تحديد الخط؟ لقد صار الحصول على إجابة واضحة أمرا صعبا.

 

وتقول إسرائيل إنه لا يجب أن يكون لدى إيران قدرة على تخصيب اليورانيوم، ولكن هذا الخط تم اجتيازه منذ فترة طويلة. ويبدو أن نتنياهو الآن يريد منع الايرانيين من تركيب أجهزة طرد مركزى كافية فى قاعدتهم الجبلية المحصنة بالقرب من مدينة قم لأنها ستدخل «منطقة الحصانة» التى يمكنها انتاج وقود عالى التخصيب يكفى لصنع قنبلة. ولكن كم من أجهزة الطرد المركزى نتحدث عنها؟ وإذا كانت الولايات المتحدة يمكنها قصف مدينة قم وتدمير أجهزة الطرد المركزى، لماذا الاهتمام بهذه المسألة كثيرا؟

 

●●●

 

وعندما يشاهد المرء تساؤل نتنياهو العلنى، «تقصف أو لا تقصف» على غرار تساؤل هاملت المضنى، سوف يشك فى أن القضية الرئيسية بالنسبة له لا تتمثل فى الخطوط الحمراء إلى حد كبير، وإنما الثقة فى أنها ستنطبق. وعلى الرغم من تاريخ أوباما فى العمل المهلك ضد القاعدة سرا، إلا أنه على ما يبدو لم يقنع بيبى.

 

وعلى نتنياهو أن يفهم أنه لا يمكن أن يسمح بلد لبلد آخر بفرض شروط عليه يخوض بموجبها الحرب. ويريد رئيس الوزراء الاسرائيلى خيطا يؤدى إلى عمل عسكرى. لكن الرؤساء لا يسلمون سلطة الحرب والسلام، حتى لأفضل أصدقائهم. ولأن أوباما يعنى فى الواقع ما يقول عن الذهاب إلى الحرب، فهو يريد أقصى حد من المرونة فى كيفية وموعد التحرك.

 

وينبغى على الزعيم الإسرائيلى أيضا، أن يدرك أن أوباما لا يحب أن يورطه أحد. وذلك هو الكشف الأكثر إثارة للاهتمام فى كتاب بوب وودوارد الجديد، «ثمن السياسة». ويصف الكتاب كيف كان أوباما مستعدا للمخاطرة بتحمل تعثر مالى العام الماضى بدلا من إعطاء فرصة للجمهوريين فى الكونجرس لخلق أزمة سقف ديون أخرى خلال عام الانتخابات الحالى. ويوضح وودوارد «لم يكن بمقدوره أن يتيح للجمهوريين هذا النوع من التأثير.... لقد كان ذلك ابتزازا».

 

ومن وجهة نظر البيت الأبيض، يحاول نتنياهو أن يفعل نفس الشىء الذى حاوله جون بونر المتحدث باسم البيت الأبيض، وهو ما لا يتوقع نجاحه.

 

●●●

 

ولا شك أن المسئولين يشعرون بانزعاج إزاء إصدار نتنياهو هذه التصريحات (وضغطه لعقد اجتماع شخصي) فى منتصف الحملة الانتخابية فى الولايات المتحدة.

 

وتتمثل خطورة هذه الأشهر من الجدل الإسرائيلى شبه الرسمى حول شن الحرب فى أنها بدلا من تثير رعب طهران، قد تؤدى إلى تشكك القادة الإيرانيين فى عزم الإسرائيليين. حيث يخلق وضعا يضطر فيه للهجوم، لحفظ ماء الوجه. وعلى أوباما أن يساعد رئيس الوزراء الإسرائيلى على التراجع عن لهجته الخطابية غير الحكيمة.

 

صحيح، أن الولايات المتحدة حددت بالفعل خطا أحمر. ولكن ربما ينبغى تكراره علنا، فى محفل أكثر بروزا، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى وقت تال من هذا الشهر. فعلى الولايات المتحدة التحكم فى المواجهة المهلكة مع إيران، بدلا من أن تستجيب لتملق، وهجوم حليفتها الأصغر والأضعف. على أوباما أن يمتلك سياسة المنع التى أعلن عنها.

 

 

جماعة كتاب الواشنطن بوست كل الحقوق محفوظة

التعليقات