خطة ملزمة للمحادثات الإيرانية - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة ملزمة للمحادثات الإيرانية

نشر فى : السبت 19 مايو 2012 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 19 مايو 2012 - 9:03 ص

ما الذى يمكن أن يحدث لو افترضنا أن الإشارات الواردة من البيت الأبيض وطهران يمكن الوثوق بها، وأن إيران جادة فى التوصل إلى اتفاق للتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ووقف إنتاج المزيد منه؟

 

إن هذا السؤال عن «الخطوات التالية» فى مباحثات الملف النووى الإيرانى مهم، لأن أيا من الطرفين لا يريد القيام بالخطوة الأولى فى اتخاذ «إجراءات بناء الثقة» دون معرفة إلى أين تسير العملية. فإيران تعتقد أنها خُدعت فى الماضى بجس النبض الغربى تجاه السلام الذى لم يفضى إلى نتيجة؛ والولايات المتحدة لديها نفس الشك الحذر. والطرفان بحاجة إلى المزيد من الشفافية.

 

وقد أعد المحللون فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى إطارا لمحادثات إجبارية مستقبلية. وضع الخطة جورج بركوفيتش، الباحث الأمريكى البارز فى قضايا الانتشار النووى، وآريل لفايت، مساعد المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية. وخلال إعداد الخطة، قام فريق كارنيجى بإجراء نقاشات هادئة مع خبراء أمريكيين وإيرانيين.

 

تقوم الفكرة الأساسية لمقترح كارنيجى على إقامة «جدار حاجز» بين برنامج إيران النووى للأغراض المدنية، الذى يمكنها السير قدما فيه، وبرنامج صنع القنبلة العسكرية، الذى لا يمكنها الاستمرار فيه. وإلى جانب فصل المسموح به عن غير المسموح به، اقترح الفريق اتخاذ إجراءات خاصة للاستخدام المزدوج للتقنيات القريبة من الخط الفاصل.

 

والفرصة كبيرة لترويج المقترح عند الإيرانيين حيث إنه يقوم على تعهد المرشد الأعلى على خامنئى بعدم قيام إيران بإنتاج أسلحة نووية. وجاء أوضح تصريح عن هذا من جانب خامنئى على محطة تليفزيونية حكومية فى فبراير الماضى، حيث قال: «إيران لا تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية لأن الجمهورية الإسلامية، تعتبر امتلاك السلاح النووى خطيئة مميتة، من الوجهة المنطقية والدينية، وتعتقد أن نشر هذه الأسلحة عمل أخرق ومدمر وخطير».

 

وقد أرسل الرئيس اوباما رسالة عبر القنوات الخلفية إلى خامنئى فى مارس يبلغه فيها أن فتواه يمكن أن تكون نقطة انطلاق جيدة للمفاوضات. وقد نقل رئيس الوزراء التركى، رجب طيب اردوغان، الرسالة إلى خامنئى عندما قابله فى 29 مارس. وأعادت وندى شيرمان، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، طرح فكرة اوباما أثناء الجولة الأولى من المفاوضات مع الإيرانيين فى اسطنبول فى 14 أبريل.

 

●●●

 

كيف إذن يمكن لإيران الوفاء بهذا التعهد بطريقة تطمئن بها إسرائيل وغيرها من البلاد التى تخشى من وجود إيران مسلحة نوويا؟ يقترح خبراء كارنيجى نظاما ثلاثى اللون (أحمر أصفر أخضر)، كإشارة مرور نووية. تضم فئة اللون الأخضر منشآت الطاقة النووية، ومفاعلات الأبحاث الطبية والأكاديمية والعلمية الأساسية. أما الأنشطة «الحمراء» الممنوعة فتشمل تلك المتصلة مباشرة بالتسليح، مثل تصميم الرءوس الحربية وشراء المكونات اللازمة لصنع واختبار القنابل.

 

أما اللون «الأصفر» المخصص للأنشطة المزدوجة فيشكل أصعب مشكلة، وسيكون من الضرورى بناء الجدار الحاجز بعناية. وقد يُسمح بقدر من تخصيب اليورانيوم إذا أمكن التأكد، على سبيل المثال، من أنه أقل من 5% حيث لا يمكن استخدامه إلا فى الأغراض السلمية. وسوف يحظر ما يسمى بـ «منشطات النيوترون»، التى يمكن استخدامها فى بدء تفجير القنبلة، باستثناء تلك المستخدمة فى الاستكشافات النفطية، والتى يمكن تزويد إيران بها.

 

●●●

 

كما سيتطلب تقليل التوترات مع إيران بشكل حقيقى انفتاحا وشفافية أكبر فيما يخص الأنشطة الماضية والحالية على حد سواء، بحيث يثق كل طرف بأنه لا يتعرض للخداع، وأن الحفاظ على أمنه الأساسى أمر لا جدال فيه. وهذا أيضا جزء من مقترح كارنيجى.

 

يقول بركوفيتش ولفايت إن «هذه الطريقة ليست لعبة محصلتها صفر. وسيتطلب الأمر تعهدات وتنازلات من كلا الطرفين». وبتحديد الأنشطة التى تدخل فى صنع سلاح نووى، سنقضى على الثغرة الموجودة فى معاهدة حظر الانتشار النووى الحالية ومن الممكن تطبيقها على بلاد أخرى، وليس إيران وحدها.

 

وما زالت المباحثات التى بدأت الشهر الماضى فى اسطنبول بين إيران ومجموعة P5+1 فى مرحلة بناء الثقة. وهى تهدف إلى كسب الوقت من أجل التوصل إلى معاهدة شاملة مثل تلك التى يسعى إليها فريق كارنيجى.

 

ومن المحتمل أن يطرح خلال الاجتماع القادم فى بغداد، فى 23 مايو، خطة توقف إيران بمقتضاها تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 5% وشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% (يقدر حاليا بأكثر من 100 كيلوجرام) خارج البلاد، والحصول بالمقابل على النظائر الطبية وقضبان الوقود اللازمة لتشغيل مفاعلات الأبحاث المدنية. ويأمل المسئولون الأمريكيون فى أن يكون معنى هذا وقف الإيرانيين العمل فى منشأة فوردو، والتى تستخدم فى التخصيب بنسبة أعلى من 5%.

 

●●●

 

ويعتقد الرئيس اوباما أن هذه الاتفاقية المؤقتة يمكن أن توفر الوقت لمزيد من المباحثات، بإعاقة قدرات إيران لإنتاج القنبلة. لكن إذا أردنا التوصل إلى اتفاق نهائى، سيكون من الضرورى ترجمة كلمات آية الله خامنئى إلى «خط أحمر» واضح، قابل للتحقق منه.  

 

جماعة الواشنطن بوست كل الحقوق محفوظة. النشر بإذن خاص

التعليقات