الإرهابيون فى مرمى الهدف - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإرهابيون فى مرمى الهدف

نشر فى : الإثنين 22 فبراير 2010 - 10:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 22 فبراير 2010 - 10:25 ص

 يتحدث جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى بطريقة مبالغ فيها أحيانا، غير أن الأدلة تشير إلى أنه كان محقا بالفعل عندما صاح فى برنامج «لقاء الصحافة» يوم الأحد الأسبوع الماضى قائلا: «لم يكن هناك قط مثل هذا التركيز والموارد المخصصة ضد القاعدة. ومعدل النجاح يفوق كل ما حدث فى عهد الإدارة السابقة».

وكان إلقاء القبض فى أواخر يناير على الملا عبدالغنى بارادار المسئول الثانى فى طالبان أفغان آخر إنجازات هذه الحملة لمكافحة الإرهاب. وقد جرى الهجوم على كراتشى بتنسيق مشترك بين المخابرات المركزية الأمريكية والاستخبارات الباكستانية، اللتين تكتمتا أمر العملية لما يزيد على أسبوعين، حتى كشفتها النيويورك تايمز يوم الاثنين الماضى.

وقال أحد مسئولى مكافحة الإرهاب الأمريكيين: «كانت لدينا معلومات جادة أنه موجود فى هذا الموقع. وهو ما سهل على الاستخبارات الباكستانية الاقتحام». ووفقا لما قاله المسئول الأمريكى فإن بارادار الآن فى عهدة باكستان «وهو يقدم معلومات استخباراتية مهمة».

كانت الغارة على كراتشى جزءا من هجوم واسع النطاق يجرى تجاهله أحيانا فى خضم المشاحنات الحزبية حول ما إذا كان ينبغى على إدارة أوباما إبلاغ المشتبه فى قيامهم بالإرهاب بحقوقهم مقدما. ويقول المسئول: «ويبقى العمل الحقيقى هو التغلب على القاعدة وحلفائها فى جميع أنحاء العالم».

وتظهر الأرقام ارتفاعا حادا فى عدد العمليات ضد القاعدة وحلفائها فى باكستان منذ تولى باراك أوباما الرئاسة. ووفقا لما يقول المسئول الأمريكى، فقد تم فى العام الماضى شن 55 هجوما بطائرات بدون طيار على مناطق القبائل الباكستانية؛ وهو ما يقترب من ضعف أعلى مستوى فى سنوات حكم بوش الذى وصل إلى نيف وثلاثين هجمة فى عام 2008.

وتزايدت وتيرة الهجمات بشكل أكبر هذا العام. فمنذ أول يناير وقع أكثر من عشر عمليات. وإذا استمر هذا المعدل، فربما يتضاعف إجمالى عدد الهجمات هذا العام ليزيد على مائة عملية.

وقوضت هذه الغارات المستوى الأعلى من القيادات العسكرية للقاعدة. ومن بين الضحايا صالح الصومالى، رئيس العمليات الخارجية، الذى قُتل فى الثامن فى ديسمبر، وعبدالله سعيد الليبى، رئيس العمليات فى باكستان، الذى قُتل فى 17 ديسمبر وطاهر يولداشيف، أمير حركة أوزبكستان الإسلامية، الذى قُتل أغسطس الماضى.

ووفقا لما قاله مسئولون أمريكيون فقد أسفرت الغارات التى شنتها طائرات بدون طيار عام 2009 عن قتل «عدة مئات» من مقاتلى القاعدة وحلفائها إجمالا، على نحو يزيد على عدد القتلى فى جميع السنوات السابقة مجتمعة. كما حطمت هذه الغارات أيضا قيادات طالبان باكستان، التى تشن حملة إرهابية عبر أنحاء ذلك البلد.

وتقول مصادر إنه فى المعتاد يتم إطلاق نحو خمس طلعات للطائرات بدون طيار فوق المناطق القبلية غرب باكستان، بحثا عن أهداف. وهذه التغطية الكثيفة ممكنة لأن المخابرات المركزية فى عهد أوباما طلبت فى مارس الماضى أثناء المراجعة الأولية للسياسة الأمريكية فى أفغانستان وباكستان زيادة الموارد المخصصة للغارات بدون طيارين. وبحلول نهاية هذا العام، سيزيد عدد الغارات بدون طيارين بحوالى 40 فى المائة عن أوائل عام 2009.

كما زادت أيضا القوة البشرية للمخابرات المركزية التى تغذى غارات الطائرات بدون طيار. وبعض هؤلاء العملاء يجرى تشغيلهم بالمشاركة مع أجهزة استخبارات أخرى، ولكن عددا متزايدا منهم من عملاء السى آى إيه وحدها. ويتم تشغيل هؤلاء من قواعد للوكالة فى أفغانستان مثل قاعدة خوست التى تعرضت لهجوم فى 30 ديسمبر، وفى باكستان.

وقال جنرال جيم جونز، مستشار الأمن القومى، الذى عاد يوم الجمعة من زيارة إلى باكستان استغرقت ثلاثة أيام: «إن درجة ثقة واطمئنان الحكومة والجيش الباكستانيين فى الولايات المتحدة تتغير على نحو موات». وأضاف أنه معجب بأن باكستان مستعدة الآن لمتابعة مجموعة من الأهداف الأوسع نطاقا.

وعلى الرغم من أن الحكومة الباكستانية اشتكت علنا من غارات الطائرات بدون طيار، إلا أنها أقرت سرا هذه الإستراتيجية فى ظل قواعد تم التشاور بشأنها فى منتصف عام 2008. ويتيح هذا الاتفاق للسى آى إيه إطلاق النيران عندما تتوفر لديها معلومات استخبارية قوية، وتقدم «إشعار متزامن» إلى باكستان، وهو ما يعنى بعد وقت قصير من إطلاق صاروخ هيلفاير. وكما قال بايدن فى حديثه، فالقاعدة وحلفاؤها بالفعل «فارون من العدالة». ولكن كانت مبالغة منه أن يدعى أنه ليس من المحتمل أن يتمكنوا من ارتكاب هجمة مثل 11 سبتمبر أخرى. ما أدراه؟ فإذا كنا قد تعلمنا شيئا فى السنوات التسع الماضية، فهو أننا أمام عدو مرن قادر على التكيف، وحقيقة تشرذمه لا تعنى أنه لم يعد قادرا على شن هجمات قاتلة.

ولكن من المؤكد أن البلاد يمكن أن تتفق ــ بناء على الأدلة ــ على أن أوباما لم يتراخ فى ملاحقة ما قال فى خطاب تنصيبه أنها «حرب ضد شبكة مترامية الأطراف من العنف والكراهية».

Washington Post Writers Group

التعليقات