مأزق يهود فرنسا وأمريكا مع صهيونية مأزومة - مواقع عربية - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 12:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مأزق يهود فرنسا وأمريكا مع صهيونية مأزومة

نشر فى : الأحد 23 يونيو 2024 - 7:15 م | آخر تحديث : الأحد 23 يونيو 2024 - 7:16 م

السؤال يطرح نفسه مجددًا؛ هل أصبحت إسرائيل حقًا عبئًا استراتيجيًا على يهود العالم (بما فى ذلك رأسماليتهم العالمية هائلة السطوة)، بعد أن كانت طيلة نحو 60 عامًا (منذ حرب عام 1967) كنزًا استراتيجيًا لهم؟

لا يبدو أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، لكننا نقترب منها. وسنقترب أكثر كثيرًا منها، إذا ما باتت إسرائيل فى حالة حرب دائمة ليس فقط مع ثوار غزة والضفة الغربية على أرض فلسطين، بل أيضًا مع حركات المقاومة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن. إذ إن الدولة العبرية التى سجلّت الانتصارات -من قبل- فى الحروب النظامية ضد الجيوش والأنظمة العربية، قد تفشل كليًا تقريبًا فى الانتصار على الحركات الشعبية العربية المسلحة (كما يحدث الآن فى غزة، وكما حدث فى 1982 وحقبة التسعينيات و2006 فى لبنان، و2014 و2021 فى غزة، و2023-2024 فى اليمن والعراق). وحين يُصبح هذا الفشل الاستراتيجى جليًا، قد يبدأ العقل اليهودى العالمى فى التفكير على نحو مختلف.

على أى حال، بواكير هذا التفكير برزت فى الولايات المتحدة، حين بادرت كاتبة أمريكية يهودية شجاعة إلى طرح المسألة مباشرة على يهود أمريكا: عليكم الاختيار بين الصهيونية وبين الليبرالية.

والآن، يتكرر الأمر نفسه فى فرنسا الغارقة حاليًا فى لجج انتخابات مصيرية. فيهود فرنسا الذين يُشكّلون أكبر جالية يهودية فى أوروبا الغربية (نحو 450 ألف نسمة)، عليهم الاختيار الآن بين حزب «فرنسا الأبية» برئاسة جان لوك ميلانشون المُندّد باللا سامية، لكن الرافض لإبادة العرق على يد الصهيونية فى فلسطين (أى مع الليبرالية ضد الصهيونية) وبين حزب التجمع القومى اليمينى المتطرف الذى تأسس على قاعدة اللاسامية ويدّعى الآن أنه داعم لإسرائيل (أى مع الصهيونية ضد الليبرالية).

أكثر من عبّر عن هذا المأزق كان سيرج كلارسفيلد، اليهودى الفرنسى الذى اشتهر بأنه «صائد النازيين». فقد أعلن كلارسفيلد، هذا الأسبوع الماضى، أنه حزم أمره: فإذا ما كان عليه الاختيار بين اليمين واليسار فسيختار اليمين، لأنه يدعم اليهود ودولة إسرائيل. لكن هذا الموقف فجّر موجة سخرية فى كل أنحاء فرنسا، حيث تذكّر كثرٌ ما كتبه الرجل فى عام 2022 (أى قبل سنتين فقط) فى صحيفة ليبراسيون، تحت عنوان: «لا للوبان (مارين لوبان زعيمة التجمع القومى)، ابنة العنصرية ومعاداة السامية».

بكلمات أوضح: «قرر سيرج كلارسفيلد السباحة مع العنصرية اليمينية الفرنسية (تمامًا كما فعلت الحركة الصهيونية حين تحالفت مع النازيين والفاشيين خلال ثلاثينيات القرن العشرين)»، ما دام أن هذه اللا سامية تعلن دعمها لإسرائيل. لكن هذا يحدث الآن. وعلينا الانتظار لما قد يكون عليه موقف وخيارات كلارسفيلد ورهطه من اليمين العنصرى اليهودى، حين يتكشّف تباعًا العجز الاستراتيجى التاريخى للصهيونية فى معاركها الراهنة مع حركات المقاومة الشعبية فى إقليم المشرق اللصيق للغاية بفرنسا المتوسطية.

سعد محيو

كاتب صحفى وأمين عام منتدى التكامل الإقليمى فى بيروت

موقع 180

النص الأصلى

التعليقات