نشر الموقع الأمريكى «The National Interest» مدونة للكاتب «مايكل بيك» عن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية تقنيات الذكاء الاصطناعى فى المجال العسكرى. فمن الجدير بالذكر أن القوة العظمى تتنافس على تطوير أسلحتها بتقنيات الذكاء الاصطناعى، ففى المستقبل سيكون الغلبة فى أرض المعارك لمن ينجح فى تطبيق هذه التكنولوجيا. فالأسلحة الذكية تمتلك القدرة على اختيار أهداف بعينها والاشتباك معها دون تدخل العنصر البشرى، ويقوم المسئولون عن التسليح فى الولايات المتحدة الأمريكية بالاستفادة القصوى من تطور أنظمة الكمبيوتر الذكية، وتسخيرها للاستجابة بشكل آلى لظروف المعركة، واتخاذ قرارات معينة ضمن القواعد التى يضعها المبرمجون لها.
يبدأ الكاتب حديثه بتعريف حاملات الطائرات، وهى سفينة حربية صممت لكى تمثل قاعدة بحرية جوية فى البحار والمحيطات، وتقوم بإطلاق واستعادة الطائرات على متن السفينة بسرعة وكفاءة، وتسمح هذه الأنواع من السفن بقيام قواعد فى البحر دون الاعتماد على القواعد المحلية، وتستطيع حاملات الطائرات حمل معظم أنواع الطائرات منها العامودية والنفاثة والطائرات الحربية. وتوجد بحاملات الطائرات مجموعة من مشاة البحرية الذين يقومون بدفع عربات مائية محملة بالصواريخ والقنابل. ويعطى الكاتب مثالا لحاملة طائرات أمريكية «يو أس أس نيميتز» أول حاملة طائرات نووية، وتعتبر السفن من هذا الطراز الأكبر فى العالم وتبلغ حمولتها 106 آلاف طن ويشكل طول السفينة 332.8 أمتار وعرضها 76.8 أمتار.
وفى ظل التطور التكنولوجى، من الممكن أن تقوم الدول باستخدام الروبوتات فى المجال العسكرى بأن يقوم بأداء مهام العنصر البشرى. فعلى سبيل المثال، تقوم البحرية الأمريكية باختبار تجربة الروبوتات التى يمكن أن تساعد طواقم السفن حاملة الطائرات. وبحسب بيان صحفى صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»: «قيام مختبر هندسة الروبوتات والأنظمة الذكية» (RISE) التابع للبحرية «باستكشاف مدى إمكانية استخدام الروبوتات لتقليل عدد طاقم السفينة الذين يؤدون مهمة نقل الإمدادات على سطح حاملة الطائرات». يكمن الهدف فى استخدام شخص واحد من طاقم السفينة لوحة التحكم لتوجيه الروبوت للقيام بالمهام التى يقوم بها فريق صغير من الطاقم. يأمل مهندسو «RISE» أن يؤدى استخدام الروبوتات إلى تحسين الكفاءة والسلامة، وتحرير الطاقم من المزيد من الوظائف الروتينية».
ويشير الكاتب إلى الفيديو الذى نشره المختبر، ويقول إنه يمكنك رؤية الروبوتات المسطحة الصغيرة التى تدور على أرضية المختبر، ومدى دقتها فى السير داخل المختبر حيث لم تصطدم بأى شىء.
ويشرح أحد المهندسين فى الفيديو كيفية استخدام طاقم حاملة الطائرات للعربة المسطحة التى تحمل الأسلحة والصواريخ والذخائر إلى الطائرة. ويقول: «يحتاج الأمر إلى أربعة أشخاص، شخص يقوم بالتوجيه ومن ثلاثة أشخاص إلى أربعة لدفع العربة المحملة بالأسلحة. ولقد فكرنا بأن عدد الأشخاص الذين يدفعون العربة على سطح السفينة كبير».
ويتوقع المهندس أن مستقبل حاملات الطائرات هو استخدام الروبوت الموجه من قبل طاقم السفينة للتوجيه إلى الذهاب لمكان ما وإعطائه أوامر لحمل بعض القنابل.
من الجدير بالذكر أن الباحثين فى سلاح البحرية مازال لديهم أسئلة حول طاقم حاملات الطائرات من الروبوتات. هل ستكون الروبوتات قوية بما يكفى لحمايتها من التآكل بسبب المياه المالحة، وكذلك حمايتها عند اهتزاز سطح السفينة الحاملة للطائرات؟. وهل ستكون برامجهم ذكية بما فيه الكفاية لتحريك الروبوتات فى الطريق الصحيح؟.
وفى هذا السياق، يقول مهندس بحرى: «إننا لا نرغب فى أن يسود القلق لدى الطاقم بشأن الروبوتات التى تعمل على متن السفينة، بل يجب أن يشعروا بالقلق بشأن طائرة f ــ 18 المحملة بالقنابل والتى تدار من قبل روبوت.
هذه الروبوتات لا تزال فى مرحلة التطوير. ولكن بالنظر إلى حجم الإنفاق على طاقم البحرية من العنصر البشرى، وطبيعة عملهم الصعبة، يبدو أنه من المحتم أن تصبح الروبوتات لاعبا أساسيا على سطح حاملات الطائرات. ومن ثم، فإن الأمر يؤدى بنا إلى سؤال حتمى ألا وهو عدد الأفراد الذين يمكن الاستعاضة عنهم بالروبوتات ونوعية مهامهم، وختاما يضيف الكاتب أن الروبوتات قادرة على العمل فى كل المجالات سواء كانت البرية أو البحرية أو الجوية، فهناك الطائرات بدون طيار والتى تحل محل الطائرات العسكرية التقليدية، وتستخدم بعض الروبوتات فى عمليات استخباراتية فضلا عن المراقبة والاستطلاع، كما تقوم الروبوتات بحمل البضائع من الأسلحة والذخائر لمسافات طويلة على متن السفن، وتقوم بنزع العبوات الناسفة.
إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى