ما تحقق فى أفغانستان لا يكفى - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما تحقق فى أفغانستان لا يكفى

نشر فى : الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 9:48 ص | آخر تحديث : الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 9:48 ص

 تتمثل أولى مشكلات أمريكا فى أفغانستان فى أن الشعب الأفغانى فى أرض المعركة الرئيسية لا يفهم لماذا نحن هناك؛ فعندما قرأ منظمو الاستطلاعات ملخصا بسيطا عن هجوم 11 سبتمبر 2001 وعواقبه على عينة من ألف شاب فى إقليمى هلمند وقندهار، أفاد 8% فقط منهم بعلمهم بهذا الحادث.

وتعكس نتائج الاستطلاع الحقيقة القاسية لهذه الحرب، وهى أن الناس فى إقليم البشتون الواقع جنوبى أفغانستان مستاءون من المحاربين الأجانب. ولا تدرك غالبيتهم سبب مجيئهم، أو كيف سيمكنهم توفير مستقبل أفضل مما يمكن أن تحققه طالبان. وهم يشعرون أن أمريكا وحلفاءها لا يحترمون تقاليدهم.

وعندما يشكو حامد كرزاى من الأساليب العسكرية الأمريكية، كما حدث خلال مقابلة أجرتها معه أخيرا واشنطن بوست، فهو يعبر عما يشعر به الأفغان. وبدلا من الغضب من ثورة كرزاى، وهو رد الفعل المعتاد من جانب المسئولين الأمريكيين، ربما كان الأفضل الاستماع إليه بمزيد من الاهتمام. وبعد تسع سنوات من الحرب، يرغب الأفغان فى استعادة بلدهم.

وقد أدت قوات الناتو أداء طيبا خلال الأشهر الستة الماضية فى كسب «القلوب والعقول» فى جنوب أفغانستان لكن ربما ليس بالقدر الذى يكفى للنجاح دون إدخال بعض التغيير على أساليبها. وإليكم قراءتى للاستطلاع الجديد الذى أجرته الباحثة الكندية نورين ماكدونالد، الذى أطلعتنى عليه قبل نشره.

تقدم استطلاعات ماكدونالد، للصحفيين الزائرين وربما كذلك لصناع السياسة الأمريكية، نظرة على بعض «الحقائق على الأرض» التى يسهل تجاهلها. وتعيش ماكدونالد فى قندهار ولشكرجاه منذ أكثر من خمس سنوات، وتجرى الأبحاث لمصلحة المجلس الدولى للأمن والتنمية، وهو مجموعة خاصة تعمل بتمويل من بعض المؤسسات الأوروبية. وتعد ماكدونالد مراقبة مستقلة نادرة لهذا الصراع.

وقد أجرت ماكدونالد آخر استطلاعاتها فى أكتوبر، بعد أن انتهت من استطلاع آخر فى اثنين من الأقاليم الجنوبية فى يونيو. وفى هذه المرة، ضاعفت عدد المقابلات للحصول على عينة يعتد بها إحصائيا. وفى كثير من المسائل، حصلت على إجابات أفضل مما تلقته فى يونيو. لكن الأغلبية ما زالت على رفضها لمهمة الولايات المتحدة وعدم فهم منطقها.

وتظهر الأرقام أن الأفغان ما زالوا على توجسهم، حتى حين تسحق القوات الأمريكية طالبان؛ إذ يعتقد 50% ممن استطلعت آراءهم فى أكتوبر أن العمليات العسكرية الحالية لها آثارها السيئة على الشعب الأفغانى، بينما يرى 58% أنه من الخطأ التعاون مع القوات الأجنبية، ويعارض 55% العمليات العسكرية ضد طالبان فى مناطقهم، ويقول 72 % إن الأجانب لا يحترمون دينهم.

وترتكز إستراتيجية الرئيس أوباما التى وضعها فى ديسمبر الماضى على فكرة أنه فى حال نجاح القوات الأمريكية فى طرد طالبان من قندهار وهلمند، فإن الحكم المحلى سيتحسن ويتلاشى الدعم المقدم للمتمردين فى هاتين المنطقتين الأساسيتين. وقد شهدت الأشهر الأخيرة بعض التحرك فى هذا الاتجاه.

وهذه بعض المؤشرات على عدم ثبوت صحة افتراضات أوباما الأساسية: 31 % فقط من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن قوات الناتو تحمى السكان، و51 % يرون أن رؤيتهم لقوات الناتو أصبحت أكثر سلبية أو على القدر نفسه من السلبية الذى كانت عليه منذ عام مضى، ويرى 65 % أن القوات الأجنبية تقتل من المدنيين أكثر مما تقتل من طالبان.

وتشهد صورة الجيش والشرطة التحسن فى هلمند وقندهار، لكن ليس بالقدر الذى يجعل الناس تثق فى قدرتهما على السيطرة. ويرى 52 % أن الجيش الأفغانى ناجح فى مهمته، بينما يرى 39 % أن هذا هو حال الشرطة أيضا. لكن فيما يختص بالمسألة الكبرى الخاصة بنقل السلطة، يعتقد 61 % أن قوات الأمن الأفغانية لن تستطيع توفير الحماية فى المناطق التى ستنسحب منها القوات الأجنبية.

وإليكم أكثر الأرقام بشاعة على الإطلاق: فى المنطقة التى كانت تعتبر معقل أسامة بن لادن، هناك 81 % يرون أن القاعدة ستعود فى حال عادت طالبان إلى الحكم، ويرى 72 % أن القاعدة ستستخدم أفغانستان حينها كقاعدة لشن الهجمات على الغرب.

وتعتقد ماكدونالد أن الوقت لم يفت بعد لتغيير هذه الاتجاهات. وهى ترى أن الولايات المتحدة وحلفاءها بحاجة إلى توضيح سبب قدومهم إلى البلاد، وتوضيح الأسباب التى تؤكد أن الأفغان سيحظون بمستقبل أفضل بتعاونهم مع التحالف والحكومة الأفغانية. فالناس، على سبيل المثال، يريدون الكهرباء. وهى تقترح اختيارا بسيطا: المستقبل معنا أنواره مضاءة، وهى مطفأة مع طالبان.

ولتحسين صورة الولايات المتحدة فى عيون الشباب الأفغانى، تقدم ماكدونالد خطة مبتكرة لمشروع «إعانة الزواج» لمساعدة هؤلاء الشباب فى تمويل أكثر طموحاتهم إلحاحا.

وقد كثف الجنرال بتريوس جانب «مركزية العدو» فى خطة مكافحة التمرد، وضاعف من عدد غارات القوات الخاصة الأمريكية ثلاثة أضعاف مقارنة بعام مضى. لكن استطلاعات ماكدونالد توضح أن «حماية السكان» لم تتحقق بعد. صحيح أن الاتجاهات تتحسن، لكن ليس بالقدر الكافى.

التعليقات