طقوس وتأملات - رضوى أسامة - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 3:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طقوس وتأملات

نشر فى : الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 11:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 11:00 ص

منذ بداية رمضان وجميعنا نستبق الخيرات ونسعى إلى مرضاة الله، تسألنى بنت لم تكمل عامها الخامس عشر «خلصتى قد إيه فى المصحف» وتخبرنى بأنها ختمت القرآن منذ بداية الشهر وحتى الآن، أفكر فى ذلك الكم الدينى الذى يراود أذهاننا خلال شهر رمضان، وأتأمل فى الكيف، ماذا يصلنا بعمق خلال كل تلك الطقوس الدينية التى نؤديها،

 

أراقب حديث الناس اليومى عما يقولونه فى الشهر الكريم، سيدتان تتحدثان عن طقوسهما، واحدة منهما تتحدث عن أنها تذهب لصلاة التراويح وبانتهائها تبدأ الوصلة الثانية من مسلسلات رمضان التى تجلس قبالتها حتى الخامسه فجرا.

والاخرى تتحدث عن صلاة الفجر التى تصليها فى السيدة نفيسة رغم بعد المسافة، لكنها قالت: «بحس براحة غريبة، والقرآن نفسه له شكل تانى وقت صلاة الفجر».

كلتا السيدتين تفعلان أشياء خارج طقوسهما اليومية بعيدا عن رمضان، لكنهما هنا تبحثان عن الاختلاف، الأولى تخرج خارج ايقاعها اليومى لتواظب على التراويح فى الجامع والأخرى تصلى الفجر. وكلتاهما تشعر بالامتلاء الروحى. فى رمضان يمارس كل منا طقوس دينية تخرج عن مألوف حياته اليومى ومنها يستمد رضاه عن عبادته فى الشهر الكريم.

وأنا الأخرى أبحث عن شىء يثير تأملاتى الروحية، ووجدت ذلك الكتاب والذى أردت أن أشارككم بضع صفحاته، وهو من تأليف د.ديل رايان وترجمة د. اوسم وصفى، والكتاب بعنوان «التعافى وحب الله.. تأملات لمن يسيرون مسيرة التغيير».

وهو صادر مؤخرا من ضمن إصدارات مؤسسة الحياة، والكتاب عبارة عن تأملات روحية يومية تحت عناوين مختلفة تدور فى أغلبها حول موضوعات خاصة بالتغيير واكتشاف النفس والراحة والأمل والسعادة.

وتحت عنوان «الله يقبل الايمان المحدود» يقول رايان «إننا نعيش دائما فى منطقة ما بين الإيمان وعدم الإيمان. إيماننا يتأرجح. أحيانا يكون قويا ثابتا، وفى أحيان أخرى يكون ضعيفا متزعزعا. ضعفت قدرة الكثيرين منا على الثقة.

بسبب ما حدث لنا على يد أشخاص وثقنا فيهم. علمتنا الخبرات المؤلمة التى مررنا بها أننا إن وثقنا فسوف نتعرض للإحباط. من أقوى الصراعات فى التعافى صراع إعادة بناء الثقة والرجاء. نريد أن نؤمن ولكننا نخاف.

بعض الناس يعتقدون أن الله يستجيب فقط لمن لديهم قدر كاف من الإيمان ويقولون إن كان لك ما يكفى من الايمان فسوف يستمع الله إليك. ولكن الله لا يرفض الايمان المحدود. الله لا يتجاهل حتى الرغبة فى الايمان دون وجود ايمان حقيقى. الله لا يطلب منا أن ننتظر حتى نتيقن من ايماننا ونصير أقوياء فيه. الله يقبلنا كما نحن. حتى بإيماننا المحدود».

ويختتم قوله بدعاء جميل «يا رب أنت ترى صراعى من أجل الايمان والثقة والأمل والتسليم.. أنت تعلم مخاوفى وترددى وتساؤلاتى.. ساعدنى أن أقبل إيمانى المحدود.. ساعدنى أن آتى إليك بإيمانى المحدود.. آمين».

أظن أنك ستخرج من هذه التأملات وداخلك العديد والعديد من الأشياء التى تود كتابتها لتناقشها مع نفسك.
دعك من الطقوس التى لا تثير داخلك التأمل، إن كنت تقرأ فى المصحف فحاول التمعن فى معنى الآيات واستخدمها فى حياتك الشخصية.

كنت منذ ايام أصلى التراويح فى الجامع والشيخ يقرأ فى الفاتحة التى أحفظها جيدا، لكنى وجدتنى وقد أخذت أعيد تأويلها مرة أخرى، وأتمعن فى معنى «اهدنا الصراط المستقيم» وأخذت أدعو داخلى مخلصة بأن يهبنى الله طريقا يباركه ويصنع فى حياتى تغييرا حقيقيا، وأخذت أفكر فى تلك المرات التى وهبنى الله فيها الصراط المستقيم.

خرجت من تلك الصلاة هادئه جدا، فرحة بتلك اللحظات الروحانية والتى ما كنت سأصل إليها لو كنت أقرأ فى المصحف بسرعة شديدة لأختم القرآن مرتين أو ثلاث فى رمضان، وأظن أن العبادة المختلفة التى يطلبها منا الله فى رمضان والتى ينشدها عباده تختلف كثيرا عما يمارسه البعض منا.

أظن أننا نحتاج فى شهر رمضان للتأمل الروحى والرضا عما نمارسه من عبادات. فرمضان كريم على حق، والله بالفعل أكرم.
رضوى أسامة باحثة نفسية
التعليقات