سمية الخشاب.. حينما تفتي في التعليم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 1 يوليه 2024 7:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سمية الخشاب.. حينما تفتي في التعليم

نشر فى : الجمعة 28 يونيو 2024 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 28 يونيو 2024 - 7:55 م

يوم الإثنين الماضى كتبت الفنانة سمية الخشاب على حسابها على منصة إكس «تويتر سابقا» تقول الآتى: «التعليم ميحددش لا مصير ولا نيلة.. بتعرف تجيب فلوس هتعرف تتجوز وتسافر، مبتعرفشى يبقى الشهادة هتقرطسها وتحط فيها طعمية».!!!!
والمؤكد أن الفنانة سمية الخشاب لا تدرك خطورة ما كتبته وحتى أكون أمينا فى العرض فإن الخشاب اتبعت هذه التغريدة بتغريدات كثيرة عن التعليم والثانوية العامة، ومن الواضح أنها تعتقد أنها تقدم نصائح للشباب كى يختاروا مستقبلهم بصورة سليمة وصحيحة.
بعض ما قالته الخشاب: فى تغريداتها منطقى مثل إن عدم الحصول على مجموع عالٍ ليس نهاية العالم، ولا يعنى أن الإنسان فاشل، وأن هناك خطأ كبيرا فى السير وراء أوهام كليات القمة، وأن الحياة ليست طبًا وهندسة وصيدلة، وعلى الطلاب أن يركزوا على ما يحبونه.
لكن المشكلة أن التغريدة الأولى الأساسية للخشاب سيكون لها تأثير شديد السوء والخطر على طلاب كثيرين، والسبب أن الخشاب فنانة ومعروفة ولديها جمهور كبير قد يتأثر بكلامها.
فى إحدى تدويناتها قالت الخشاب: «أنا خريجة كلية تجارة الإسكندرية، وقعدت أذاكر أذاكر واشتغل فى مجال ملوش علاقة بالتجارة، وهو السياحة، وبعدها دخلت مجال التمثيل، ونجحت فيه وحققت ذاتى، عشان حاجة بحبها ملهاش علاقة خالص بما درسته».
وكتبت أيضا: «واللى فى الثانوية العامة اليومين دول الشاطر اللى يجيب فلوس».
نعم مهم جدا أن يختار الطالب المواد والتخصصات التى يحبها ويميل إليها ويفضلها، ومهم جدا أن يعمل الخريج فى التخصص الذى درسه وتفوق فيه، لكن كلام الخشاب سيصل إلى متابعيها باعتباره دعوة لهجرة التعليم والجرى وراء المجالات التى تجلب المال فقط.
التمثيل مهنة جيدة ومؤثرة، والمؤكد أنها تجلب أموالا ضخمة للنجوم فقط، وليس لكل العاملين فيها، لكن المشكلة أنه لا يمكن لكل الخريجين أن يعملوا فى مجال التمثيل أو الاحتراف فى الأندية الأوروبية مثل ميسى ورونالدو وصلاح، فطلاب الدراسات العليا والدكتوراه والباحثون يعملون فى مجالات لن تجلب أموالا كثيرة، فهل نطالبهم بالتوقف، بل إن هناك آلاف اللاعبين والممثلين لا يجدون ما يسد رمقهم.
الأخطر فيما قالته الخشاب هو الرسالة التى ستصل لمتابعيها من صغار السن، وهى أن التعليم لا قيمة له، بل جلب الأموال فقط.
بهذا المنطق شديد السطحية فإن هناك مهنا كثيرة يمكن أن تجلب الفلوس الكثيرة بسرعة شديدة، لكنها ليست مهنا محترمة، فهل سيسعى لها الشباب لأنها فقط ستجلب الفلوس. كان على سمية الخشاب أن تكون دقيقة ومحددة فى كلامها، وألا تخلط بين أهمية التعليم وبين المشاكل التى يعانى منها التعليم فى مصر.
وإذا كان هناك من اجتماع فى مصر على شىء واحد فهو ضرورة التعليم وأهميته وتطويره باعتباره السبيل الأساسى للنهوض فى كل المجالات والحراك الاجتماعى.
وبالتالى فإن سمية الخشاب لم تكن موفقة بالمرة فى تغريداتها خصوصا أنها كتبت فى تدوينة أخرى «ياما ناس نجحت ومكملتشى تعليمها أصلا».
وهو كلام غريب ومحبط ومسطح، لأن هناك أناسا أذكياء بالفطرة، ويمكن أن تنجح فى عملها حتى لو لم تذهب لأى مدرسة، لكن ليس هذا هو الأصل، بل أن نتعلم جميعا قدر الإمكان، وتعميم كلام الخشاب سيمثل أسوأ رسالة للجيل الجديد، وهو الأمر الذى عبرت عنه فى أحد التعليقات بالتغريدة سيدة تدعى إسراء.
قالت: «إنتى عارفة كلامك ده بيهبب إيه فى الجيل الصغير اللى بيتابعك مش عشان فشلتى فى التعليم يبقى العيب فى التعليم، اللى معرفشى يعلمك فى البيت والمدرسة، التعليم أمن قومى يا ست الفنانة، ولو مش مدركة ده يبقى ما تتكلميش غير فى اللى بتفهمى فيه».
أتفق مع مضمون هذا التعليق وأتحفظ وأرفض تماما وصف الفنانة بأنها فشلت فى التعليم.
لكن من المهم أن تصل رسالة محددة إلى نجوم المجتمع سواء كانوا فى الفن أو الرياضة أو الثقافة أو أى مجال، وهى أن يفكروا كثيرا قبل أن يكتبوا أى حرف على وسائل التواصل الاجتماعى. ما يكتبونه شديد الخطورة لأنه يؤثر فى عدد كبير من الشباب، وبالتالى نتمنى من الفنانة سمية الخشاب ومن يفكر مثلها ألا يفتوا فى التعليم أو أى مجال إلا إذا كانوا مطلعين على كامل الصورة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي