تصدر فيروس جدري القرود محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد تزايد انتشاره ووصوله إلى دول عربية مثل الأردن التي سجلت حالة إصابة لمقيم فيها. وتزامنًا مع المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمة الصحة العالمية حول الفيروس وآخر تطوراته ومدى انتشاره في العالم، واللقاحات التي سيتم اعتمادها لتدخل ضمن الاستخدام الطارئ، والاختبارات التي تعتمدها المنظمة للكشف عنه وكيفية منع تفشيه.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه تم تسجيل 900 حالة من 12 دولة من أصل 22 دولة بإقليم شرق المتوسط، وحالة وفاة واحدة فقط. في حين ظهرت 100 ألف حالة منذ عام 2022 وحتى الآن بالعالم.

وقالت مسؤولة بمنظمة الصحة العالمية إن فيروس جدري القرود لا يمثل حتى الآن جائحة أو وباءً دوليًا، مؤكدة أنه أيضًا ليس هو "الوباء X" الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية مسبقًا.

ماذا نعرف عن فيروس جدري القرود؟

وفقًا لدراسة لمنظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود هو مرض يسببه فيروس جدري القرود، ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم الغدد الليمفاوية وحمى. يتعافى معظم الناس منه تمامًا، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

جدري القرود "إمبوكس" هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القرود، وهو نوع من جنس الفيروسات الجدرية، ويوجد له فرعان حيويان مختلفان أحادي السلف: الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.

تابع لفصيلة الفيروسات الجدرية

يحدث مرض جدري القرود بسبب فيروس جدري القرود، ويُختصر عادةً باسم MPXV، وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي ذي طاقين، وينتمي إلى جنس الفيروسات الجدرية الذي يشمل الجدري، وجدري البقر، والوقس، وفيروسات أخرى.

يمكن أن يتسبب جدري القرود في حدوث طفح جلدي مؤلم، وتضخم الغدد الليمفاوية وحمى. يتعافى معظم الناس منه تمامًا، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

الحالة الأولى في الدنمارك

اكتشف فيروس جدري القرود في الدنمارك عام 1958 لدى قرود احتجزت لأغراض البحث. تعود أول حالة إصابة بشرية بفيروس جدري القرود إلى صبي يبلغ من العمر تسعة أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.

عقب القضاء على الجدري في عام 1980، ونهاية التطعيم ضد فيروسه في جميع أنحاء العالم، ظهر جدري القرود بشكل متكرر في وسط إفريقيا وشرقها وغربها، ثم حدثت فاشية عالمية في الفترة 2022-2023.

من الحيوانات إلى البشر

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن ينتشر جدري القرود من شخص لآخر أو أحيانًا من الحيوانات إلى البشر. المستودع الطبيعي للفيروس غير معروف، ولكن العديد من الثدييات الصغيرة مثل السناجب والقرود عرضة للإصابة به.

مخالطة لأشخاص مصابين

تشمل الأعراض الشائعة لجدري القرود الطفح الجلدي أو الآفات المخاطية، التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد يصاب أي شخص بمرض جدري القرود، وهو ينتشر عن طريق مخالطة الأشخاص المصابين، من خلال اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها، ملامسة مواد مثل الملاءات أو الملابس أو الإبر الملوثة، ملامسة الحوامل المصابات اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أجنّتهن.

ماذا يجب أن تفعل؟

يتم تشخيص جدري القرود من خلال التأكيد المختبري لحالات الإصابة بالفيروس عبر اختبارات تشخيص مادة الآفة الجلدية بواسطة تفاعل البوليمراز التسلسلي.

إذا كنت مصابًا بجدري القرود، يتعين عليك فعل ما يلي:

أخبر أي شخص خالطته مؤخرًا مخالطة لصيقة.
ابق في المنزل حتى تسقط الجُلبة برمتها وتتشكل طبقة جديدة من الجلد.
قم بتغطية الآفات وارتداء كمامة محكمة عندما تكون مع أشخاص آخرين.
تجنب المخالطة الجسدية.

العلاج والوقاية من جدري القرود

يُعالج جدري القرود من خلال الرعاية الداعمة، حيث يمكن استخدام اللقاحات والعلاجات المطورة لجدري القرود والمعتمدة للاستخدام في بعض البلدان لعلاج جدري القرود في بعض الظروف.

يمكن الوقاية من جدري القرود بتجنب المخالطة الجسدية مع شخص مصاب بجدري القرود، ويمكن أن يساعد التطعيم في منع انتشار العدوى بين الأشخاص المعرضين للخطر.