أكمل كريستيان ستريش عشرة أعوام في منصب المدير الفني لفريق فرايبورج الألماني لكرة القدم، ولكن مشوار حياته يتضمن أكثر بكثير من كرة القدم.

وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) خلال مقابلة بمناسبة مرور عشرة اعوام على انضمامه للفريق، عما يريد فعله يوما ما ، قال ستريش :"أود أن أسير في الهند لمدة نصف عام. هناك يوجد كل شيء. ذهبت لهناك لمدة ثلاثة أسابيع ولكنه كان وقتا قصيرا".

ويعمل ستيرش في منصبه بفرايبورج منذ تعيينه في 29 ديسمبر 2011، ولا تلوح في الأفق أي نهاية لرحلته مع الفريق.

وقال بيليجرينو ماتاراتسو، مدرب نادي شتوتجارت، الذي تعاقد مع أكثر من عشرة مدربين في نفس الفترة :"أن تكون قادرا على العمل مع فريق واحد لمدة عشرة أعوام هو إنجاز استثنائي ومختلف".

وتعتبر مثل هذه الاستمرارية في كرة القدم نادرة للغاية هذه الأيام، ولكن ستريش تجاوز كرة القدم منذ فترة بآرائه الواضحة بشأن العديد من القضايا بداية من البيئة وصولا إلى أزمة كورونا.

وجعلته هذه الآراء معبودا للجماهير في النادي وخارجه، حيث أثنى جوليان ناجلسمان، مدرب بايرن ميونخ على ستريش، قائلا إن لديه قلب دافئ وشخصية مضحكة في أغلب الأحيان.

ولم يترك ستريش -56 عاما- منطقة بادن جنوب غرب ألمانيا حيث ولد، وبدأ مسيرته في فرايبورج كمدرب في 1995 من خلال الأكاديمية.

وقال :" أبلغ من العمر حاليا 56 عاما وعشت بعيدا عن قريتي لمسافة200 كيلومترا. يبدو أنني من المحافظين الذي يتحدثون عن العالم كثيرا ويبقون دائما في نفس المكان".

ولا يعد فرايبورج من الأندية الثرية ولكنه هبط مرة واحدة فقط خلال فترة ستريش، وصعد سريعا لدوري الدرجة الأولى.

والآن النادي لديه ملعب جديد وصارت أوضاعه المالية أكثر استقرارا، مما يعني أنهم لم يعد يتعين عليهم بيع أفضل لاعبيهم في الصيف.

هذا ساعد ستريش والفريق على احتلال المركز الثالث في الدوري الألماني خلال فترة العطلة الشتوية الحالية، كما أن إنهاء الدوري في المربع الذهبي سيجعل الفريق يتأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.

وقال المدافع فيليب لينهارت مشيدا بستيرش: " يطلب الكثير من الانضباط والعمل التفصيلي والانتباه. ولكن لديه أيضا إحساس مذهل بشأن كيفية التعامل مع أي لاعب".

ليس لدى ستيرش عقد طويل الأجل مع النادي ولكن يتم التجديد له سنويا، حيث قال "أريد الرحيل عندما أقول إن هذا يكفي أو أنني أرهقت نفسي".

كما شعر بالحزن لأن كرة القدم تتفوق على كل الرياضات الأخرى في ألمانيا ولكنه فخور في نفس الوقت لأنه يدرب مثل هذا الفريق وأن الكثير من الناس تشاهد الفريق وهو يلعب كرة القدم.

وقال: " كرة القدم هي جزء من الحياة في ألمانيا منذ (الحصول على لقب كأس العالم) 1954، مثل كوب القهوة وغسل أسنانك. هي لعبة عظيمة. أكبر لعبة في العالم".