ابحث عن الدولة - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ابحث عن الدولة

نشر فى : الإثنين 1 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 أبريل 2013 - 8:00 ص

إذا كانت طاولة الحوار الوطنى تحظى بكل هذا الدعم من قبل القيادات فى الداخل وبالمباركة العربية والدولية، فليس أقل من إرجاع الفضل لأهله بهذا الصدد، والاعتراف بأثر الثورة الشعبية، التى لولاها لما كان هذا المحفل. هذه الثورة الشعبية، التى كان الشباب الوطنى هم ناصيتها، وقضوا فى سبيلها ما بين شهيد وجريح ومعتقل ومخفى قسريًا.

 

ولازال الشهداء لا يحظون بالتكريم الكافى، ولم تحصل أسرهم على التعويض المشرف. ولازال الجرحى يأنون تحت عذابات آلامهم، برغم كل القرارات الصادرة من الرئاسة ومجلس الوزراء لنقلهم للعلاج. وهذا هو حال معتقلى الثورة الذين يربوا عددهم على المائة.

 

يؤكد الشباب على أن 117 من الشباب مازالوا معتقلين ومخفيين قسريًا فى سجون سرية، لدى جهات أمنية تخضع لنفوذ أقارب الرئيس السابق، ورغم صدور قرارات وتوجيهات من قبل الرئيس عبدربه منصور ورئيس الوزراء باسندوة بسرعة إطلاق سراحهم، إلا أن هذه القرارات لا تجد أذانًا صاغية ولا تنفذ من قبل بعض الجهات، التى لا تعرف بوجودهم وشرعيتهم، بل لازالت تتلقى الأوامر من قيادة أخرى، وهنا يظهر بوضوح صراع القوى والتوازنات بين شرعية الدولة القائمة على المؤسسات، وبين اللا دولة التى تُستمد شرعيتها من قوة القبيلة والمال والعسكر وأشياء أخرى، المفارقة أن الرئيس السابق ونظامه صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الشرعية، أو ليس الرئيس هادى اليوم رئيس شرعى منتخب، والحكومة القائمة هى حكومة وفاق وطنى يشارك النظام السابق بنصفها على الأقل؟

 

●●●

 

 إنه لمن المؤسف أن تعترف قيادات من رموز النظام الحالى علانية بأنها لا حول لها ولا قوة، وتؤكد على ما ذهب إليه شباب الثورة من وجود هؤلاء المعتقلين تحت سيطرة أجهزة النظام السابق، كما سبق وصرح المستشار السياسى والإعلامى لرئيس الوزراء، على الصرارى بوضوح قائلا: «إن المختطفين من شباب الثورة ما زالوا فى قبضة الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية التى ما زالت تعمل فى خدمة الرئيس المخلوع على عبد الله صالح وأبنائه»، مطالبًا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق فى هذه القضية.

 

وبرغم عدالة الطرح وإنسانيته، إلا أن التأمل فيه أكثر من مؤلم، نعم نتفهم موقف شباب الثورة الذين يصولون ويجولون للضغط على الرئيس والحكومة للكشف عن مصير زملائهم، بل ووضعه شرطًا للمشاركة فى الحوار، لكن أن تطالب رموز الحكومة بذلك، فهذا ما نفهمه ولكن لا نتقبله، فالتصريح يحمل اعترافا علنيا، وهو ليس الأول من نوعه بأن هناك دولة داخل وفوق وتحت الدولة هى من تتحكم بالأمور وتقود كل شىء، هذا إذا سلمنا جدلًا بوجود الدولة، وإن كل ما نشهده من تغييرات فى الوجوه لا قيمة لها ولا تتجاوز قيمة تغيير الديكورات فى أى عمل درامى للإسهام بنجاحه.

 

 

●●●

 

ويبقى السؤال الأهم حين يناشد الرئيس والحكومة، فمن يا ترى يناشدون؟ بالتأكيد ليس النظام السابق، الذى يطالبون بالضغط عليه، بل الأطراف الخارجية، عربية كانت أو دولية، لتأتى للضغط والتهديد والوعيد، وهو ما حدث ويحدث عند كل قرار، لنرسل خالص تعازينا إذن للدولة أولًا وللسيادة الوطنية ثانيًا.

 

يعى شباب الثورة جيدًا أن معركتهم لم تكن فى إسقاط النظام الذى لم يسقط أصلًا، بل فى استعادة الدولة والسيادة المختطفتان منذ عقود، ولم توضع حتى الآن اللبنة الأولى لاستعادتهما، وأى حديث أو نضال دون الاعتراف بهذه الحقيقة سيظل عبثيًا.

 

 

 

باحثة وأكاديمية يمنية

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات