على صالح فى ضيافة فضائية مصرية - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 5:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على صالح فى ضيافة فضائية مصرية

نشر فى : الجمعة 5 ديسمبر 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 ديسمبر 2014 - 8:45 ص

طالعنا الرئيس السابق على عبدالله صالح بحوار مطول من نافذة إحدى القنوات الفضائية المصرية الخاصة هذه المرة، ويعد الحوار الأول من نوعه بعد قرار مجلس الأمن تسميته أحد معرقلى العملية السياسية باليمن، وكذلك بعد الأزمة التى يمر بها حزب المؤتمر الشعبى العام، وهو الحزب الذى يرأسه الرئيس السابق.

لم يأت الحوار بجديد يذكر لمتابعى حوارات ولقاءات الرئيس السابق والآلة الإعلامية المحسوبة عليه، سواء على صعيد الأداء والأسلوب وحتى المفردات المستخدمة. لكن بشكل أكثر تدقيقا يمكن القول إن حوار الرئيس السابق ضم مجموعة من المتناقضات، كما عرض بعض الحقائق وقدم رؤيته لحل الوضع السياسى المعقد فى البلاد.

أصر الرئيس صالح على تسمية الربيع العربى طوال الحلقة بالربيع الصهيونى، واصفا إياه بمؤامرة خارجية مدبرة للانقضاض على ما تبقى من مشروع قومى عربى، وفى الوقت ذاته أكد على وجود عوامل موضوعية ذاتية داخل بعض الدول العربية مع انسداد أفق الديمقراطية وتحولاتها أمام الشباب الأمر الذى دعاهم للخروج، فاستغلت ذلك بعض الأطراف الخارجية.

وإن كان الأمر كذلك فلماذا خرج الناس فى اليمن إذن؟ بينما الرئيس السابق كان ولازال يفاخر بأنه أرسى قواعد الديمقراطية ولطالما عير الشعب بجنى ثمارها، آخر محطات هذا التفاخر نضح بها الحوار على مدى الساعتين، فإما أن التحليل به خلل أو أن المرحلة كانت بالفعل مختلة والديمقراطية لم تتجاوز حد التباهى، وهو تحليل مقبول على كل حال وخطوة جيدة فى طريق الاعتراف بأخطاء المرحلة.

•••

المفارقة الأخرى أن الرئيس صالح لم يكتف بالقول إنه من سلم السلطة طواعية على إثر الاحتجاجات، وهو أمر من الممكن تمريره حتى برغم كل التشبث بالسلطة الذى ظل لأكثر من عام، خسرت خلالها البلاد ما خسرت، فلو سلمنا جدلا بذلك سيبقى من غير المنطقى الحديث عن إيمانه بالتغيير ومباركته له والمبادرة بتسليم السلطة كما جاء نصا فى حديثه، وكأن الخطاب يوحى بأنه من دفع المجاميع الشعبية للخروج للمطالبة بالتغيير، لأنه كان بالفعل كما يكرر دوما يزهد السلطة، ستظل هناك حقيقة لا يمكن القفز عليها وهى أن أيام فقط كانت تفصل بين خروج الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير والتوجه الرئاسى لتعديل الدستور ليمنح الرئيس صلاحية الترشح مدى الحياة، فلولا الاحتجاجات الشعبية لما أحبط هذا التوجه، فبرغم كل مرارات المرحلة الانتقالية التى أفقدت الكثير الإيمان بقناعاتهم، لازال لدى البعض وإن كانوا قلة، قليلا من الذاكرة لا يجوز الاستخفاف بها.

•••

من جانب آخر كشف الرئيس السابق فى حواره بعض الحقائق، فهو أشار بوضوح إلى أنه من قدم مبادرة الخروج من الأزمة، وهو ما كانت تدور حوله تكهنات بأن الرئيس السابق هو من طالب الخليجيين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بالتدخل، وأنه من قدم رؤيته للحل، وبالتالى يعزز موقف الطرف الآخر الذى اتهم المبادرة بعدم الحيادية وأنها جاءت لإنقاذ صالح لا اليمن، وهنا يجب على الطرف المعنى وهم رعاة المبادرة التصدى للرد، إما بالنفى أو التأكيد.

وفى سياق الحقائق أيضا جاء حديث الرئيس السابق عن الأمريكيين ممزوجا بغصة العتب من الحلفاء، حيث وصف الأمريكيين بأنهم يتركون كل أصدقائهم، وهذا يعنى أنه يعتبر نفسه صديقا للأمريكيين، بل وقال بوضوح «أنا كنت متعاون مع الأمريكان، وكان هناك تنسيق ضد الإرهاب، أنا دائما أقول بأن الأمريكان يتركوا كل أصدقائهم أمام مصالحهم».

أى أن الرئيس السابق يؤكد بمنتهى الأريحية تعاونه الكامل مع الأمريكيين وتنسيقه فى مجال الحرب على الإرهاب والطائرات بدون طيار، وهو أمر معلن للجميع ليس سرا، فقط أنصار الرئيس السابق وآلته الإعلامية هم من يجهلون ذلك ولم يفتأوا يعيرون النظام الانتقالى بما كانوا يأتون بمثله إلى آخر مدى.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات