للقتلة نجاح بعبق الدماء - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الثلاثاء 2 يوليه 2024 2:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

للقتلة نجاح بعبق الدماء

نشر فى : الإثنين 9 ديسمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 ديسمبر 2013 - 8:00 ص

لم يكن الهجوم الأول ولن يكون الأخير، قلنا ذلك من قبل مع كل محاولة اغتيال وفى كل مرة تنجح المحاولة أو تفشل، كما قلناها مع المحاولات السابقة لمهاجمة وزارة الدفاع واقتحامها، ونكررها اليوم. صحيح أننا لا نستطيع أن نجزم بتقييم هذه العملية الجبانة بالنجاح أو الفشل، فكل شىء يبقى نسبى، نعم هم لم يحققوا مآربهم بإسقاط الدولة أو اغتيال قيادات كبرى كانوا يستهدفونها على ما يبدو، كما لم ينجحوا بوضع نقطة الختام على العملية السياسية، لكنهم نجحوا فى القتل والدمار وإثارة رعب الناس وسخطهم ودفعهم للعن كل شىء والترحم على الماضى باعتباره كان جنة عدن، من هذا المنظور الضيق نعم نجح القتلة المهاجمون فى تحقيق مآربهم، أما أبعد من ذلك فالفشل مصيرهم.

لماذا وزارة الدفاع؟ لأنها تمثل ما بقى من دولة، لأنها درع الوطن الحامى فى الخارج وحافظ التماسك فى الداخل، لأنها من تشترك فى عمليات القضاء على أوكار الإرهاب، لأنها من تعاد هيكلتها اليوم على غير هوى الكثيرين. باسترجاع كل ذلك، نكتشف كم هو من الصعب تحديد المستفيد وبالتالى المهاجم الحقيقى، حتى لو أصدرت القاعدة ألف بيان وبيان، القاعدة ليست سوى رأس الحربة النهائى الذى يصوب الهدف ليس إلا، فى اليمن لم يعد أمر عيال القاعدة يخفى على أحد، هم بالمحصلة النهائية مجموعة من الصبية الفشلة، أشبه بجماعة من المرتزقة الذين باعوا نفسهم لمن يهب أكثر، ثم يتدثرون برداء الدين ليمنحهم الهيبة التى يريدون.

•••

بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة أمام البوابة الغربية لمقر الوزارة، تحديدا أمام المشفى العسكرى التابع لها. تبعه إطلاق النار من رشاشات وإطلاق قذائف «آر بى جى». بينما اتجهت سيارة أخرى إلى وزارة الدفاع بعد الانفجار، واشتبك مسلحون على متنها مع حراس الوزارة، كما شارك مسلحون من خارج مجمع وزارة الدفاع فى الاشتباكات، تمكن المسلحون لبعض الوقت من السيطرة على بعض المقرات التابعة للمجمع، قبل أن تستعيد قوات الأمن السيطرة بالكامل وقتلت حوالى 10 من المهاجمين، الذين يحمل معظمهم جنسيات غير يمنية، حصيلة العملية الجبانة تجاوزت الخمسين قتيلا، وقرابة 200 مصاب من المدنيين والعسكريين، الكثير منهم من طاقم الأطباء والتمريض من جنسيات أجنبية مختلفة.

مازالت العملية يكتنفها الكثير من الغموض، ومن المنطقى أن هناك اختراقا داخليا بات شبه مؤكد يقدم لهم التسهيلات، آخر التصريحات تشير إلى أن الرئيس بن هادى كان هو المستهدف الرئيس فى هذه العملية، ولا جديد فى ذلك بن هادى مستهدف سواء لشخصه أو للعملية السياسية التى يمثلها، أو للدولة التى لا يريد البعض أن تبقى أو أن تبنى.

المهم أن هذه العملية كشفت عن أن الانفلات الأمنى ينبغى أن يكون هو الهدف الأول للدولة إن أرادت أن تبقى لا يقارعه فى هذه الأهمية أى أمر آخر، والكشف عن المتورطين والمتآمرين معهم، ربما لو كان بن عمر مندوب الأمين العام فى اليمن وحامى حمى المبادرة الخليجية الدولية جادا فى تهديده ونفذه لما كانت هذه العملية، اعتقادى ان الامتناع عن تنفيذ تهديده بإعلان أسماء المتورطين فى محاولات عرقلة وإفشال العملية السياسية ومطالبة مجلس الأمن بفرض عقوبات عليهم كان بسبب الخشية بأن يتسبب ذلك فى فتح الجبهات على مصراعيها بوجه الدولة والحكومة والعملية السياسية فى وقت حرج. ثم ما قول من أشاروا على بن عمر بهذا الرأى بعد تنفيذ هذه العملية، هل هناك ما هو أكثر من رائحة الدم التى تفوح اليوم فى كل مكان على أرض الوطن.

•••

ويبقى أخيرا ضرورة وقف تسريب المقاتلين الأجانب سواء سربوا عبر الحدود، أو جاءوا على هيئة طلاب علم كما يدعى البعض، لا تلعبوا بالنار فهذه النار ستحرق الجميع، لا يمكن التساهل مع هؤلاء القتلة فى منطقة والدفاع عنهم لأن مصلحة البعض تتحقق بذلك فى منطقة ما ، ثم العودة لمهاجمتهم فى منطقة أخرى لأن المصالح تتعارض ها هنا، إما أن ينصاع الجميع ويدخل فى العملية السياسية أو ينسفها ويكشف عن وجهه القبيح، لكن لا يعقل أن يستمر الوضع هكذا يجلسون على الطاولة ثم أيديهم وأرجلهم فى كل مكان للإفساد فى الخارج، هى القوى ذاتها، التى منها هرمنا، الشعب لم يعد يتحمل أكثر، ولن يرحم.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات