اخرجوا من أرض العرب - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اخرجوا من أرض العرب

نشر فى : السبت 2 يونيو 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : السبت 2 يونيو 2012 - 8:20 ص

هؤلاء الذين صدعوا رءوسنا بالحديث عن ضرورة خروج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، ليتهم يريحوننا ويخرجون هم من كل بقعة على الأرض العربية، التى جلبوا لها الخزى والعار ورائحة الموت. فحيثما حلوا حل الموت والدمار، حيثما حلوا اختفى الأمن وتفشى الرعب، حيثما حلوا وجدت جحافل المستعمرين المبرر للعودة مجددا لأرضنا.

 

●●●

 

هم من يتحملون مسئولية الدماء التى أريقت فى أفغانستان وباكستان، ولا تزال، ومسئولية استمرار بقاء الاحتلال فى العراق وغير ذلك الكثير، فدائما هذه الجماعات الإرهابية المسلحة المتخفية برداء دينى هى من تمنح المحتل المسوغ على طبق من ذهب.

 

واليوم ينشطون فى اليمن وكأنهم يحملون يافطة كبرى موجهة لكل طامع ليقولوا له الآن الدور هنا وربما إلى جوار العبارة رُسِم سهم يشير لبلادنا.

 

من قبل وفى مناطق مختلفة كان قادة هذه الجماعات يشددون على ضرورة الجهاد تحت ذريعة الحرب ضد «الكفار» أو المحتلين أو وجود قواعد أجنبية، وربما كان البعض يجد ذلك منطقيا كمسوغ وإن اختلف معهم فى أسلوب الأداء، لكن ليخبرونا ما الذى منحهم هذه الجرعة المنشطة فى اليمن بعد الثورة التى اشترك فيها اليمنيون جميعا لإسقاط نظام الأسرة الظالم الذى من المفترض أنهم يشتركون معنا فى رفضه، وأين هى القوات الكافرة أو الأجنبية التى يجابهونها؟

 

لقد أسقط التراب اليمنى كل زيفهم وادعاءاتهم فحين لم يجدوا لهم مسوغا هاهم يتحدثون عن إقامة الإمارة الإسلامية ليتعروا تماما أمام كل من كان لا يزال يلتمس لهم العذر، فقد اتضح أنهم ليسوا سوى طلاب حكم وسلطة مصاصين للدماء هذا هو حالهم، وإلا أين هى التعاليم والعادات المنتشرة التى تختلف مع ما يودون نشره فى مجتمع محافظ كاليمن؟ ومن منهم الذى سيُعلِم وينشر تعاليم الدين والكل يعلم أنهم ليسوا سوى حفنة من الشباب صغار السن من أنصاف إن لم يكن أثمان المتعلمين، ربما وجدوا فى هذا الطريق ما يحقق لهم المكانة دون تكلف أعباء الحياة والكفاح فقط العبورعلى جثث الناس ونهب أراضيهم وبيوتهم تحت ذريعة إقامة شرع الله، هذا بالطبع دون إغفال النقطة الأهم أن هناك دائما من ينجح فى استغلالهم وتوجيههم لتحقيق مآربه.

 

●●●

 

التفجير الانتحارى الأخير فى العاصمة صنعاء راح ضحيته ما يقرب المائة شهيد وما يربو على مائتى جريح من أبناء الأمن المركزى عشية التجهيز لاحتفالات ذكرى الوحدة اليمنية، هذه العملية البشعة التى فجعت اليمنيين والعرب جميعا لا يمكن أن تمر هكذا دون فاعل حتى وإن سارعت جماعة القاعدة وذراعها فى اليمن «أنصار الشريعة» بغبائها المعتاد إلى تبنيها، فهناك عدة نقاط ينبغى التوقف عندها:

 

● أولا: لا يمكن فصل الحادثة عن زمانها وهى يوم الاستعداد لعيد الوحدة، وهو العيد الأول الذى سيغيب عنه على صالح الذى يعتبر نفسه صانعا لها، حيث لم يكن من المقرر حضوره الحفل حتى بصفته الشرفية التى يعتبر نفسه لا يزال محتفظا بها.

 

● ثانيا: إن التفجير تم ضمن قوات الأمن المركزى وهى إحدى الأجهزة الأمنية التى لاتزال تحت قيادة آل صالح.

 

● ثالثا: من المفترض أن هناك تشديد أمنى كبير على القوات المشاركة فى العرض خصوصا مع حضور وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقيادات عليا، ومع وجود تهديدات مسبقة من قبل القاعدة التى تقود معها الدولة حاليا حربا شرسة، فكيف استطاع هذا الانتحارى المرور بعبوة ناسفة تحوى أكثر من 10 آلاف شظية؟

 

● رابعا: إن وزير الدفاع التى أعلنت القاعدة أنه كان مستهدفا بالعملية، هو فى ذات الوقت على خلاف مع الرئيس السابق كونه كان أحد المعينين من قبل الحزب الحاكم السابق فى حكومة الوفاق الوطنى، لكنهم يعتبروه خارجا عليهم حيث لم يعد يأتمر بأمر الحزب وإنما يلتزم بقرارات الرئيس الجديد.

 

● الملاحظة الأخيرة تتعلق بأنه وقبل أقل من شهر كان لدى القاعدة أكثر من 70 أسيرا من الجنود اليمنيين جرى إطلاق سراحهم، فهل كان من الأولى قتلهم وهم فى أيديهم مادام الغاية الانتقام من هذه العمليات بدلا من تكلُف عناء النقل والتخفى؟ أم أن المستهدف هما الدولة والثورة؟

 

●●●

 

صحيح أن هذه العملية الجبانة كلفت الكثير من الأرواح، لكنها فى الوقت نفسه عملت على تحطيم ما تبقى من تعاطف من قبل البعض مع هذه الجماعات، وأعطت الدولة دعما جديدا للتعامل الأمنى معهم حتى النهاية دون هوادة ومن ثم تأتى الحلول الأخرى، هذا بالإضافة إلى توحيد الجبهة الداخلية بالكامل خلف الرئيس فى الحرب على القاعدة فى اليمن.

 

قد تكون هذه العمليات التى تشنها الدولة ضد الجماعات الإرهابية فى أبين هى الأعنف والمواطنون هناك يعانون بالفعل الويلات بين مطرقة القاعدة وسندان القصف، لكن لم يعد هناك مجال للتراجع أمام خطر هذه الجماعات التى أعلنت من خلال العملية بوضوح أنها وإن تُرِكت لحال سبيلها فى مناطق معينة فستظهر مجددا فى كل بقعة ولن يسلم منها أحد، ومن جهة أخرى حتى يعلم من يفكر بتحريك هذه الورقة والتلاعب بها أن هذا الشبح لم يعد مخيفا.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات