عجبًا.. إنه إنذار صالح الخير - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عجبًا.. إنه إنذار صالح الخير

نشر فى : الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 9:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 9:25 ص

حدد صالح مهلة ثلاثة أيام لأحزاب اللقاء المشترك لتبدأ فى حوار مع حزب المؤتمر الشعبى العام الحاكم للاتفاق حول آلية تنفيذية لتطبيق المبادرة الخليجية للحيلولة دون اضطرار الحزب الحاكم لاعتماد خيارات بديلة وانفرادية، الأمر الذى أثار سخرية المعارضة التى ترى أن صالح لم يعد له أى حضور أو وجود سياسى، وأن أى تفاهم يمكن أن يتم سيكون مع نائبه عبدربه منصور هادى وقيادات المؤتمر التى وقعت على المبادرة الخليجية بالفعل. والأعجب أن يدعو صالح المعارضة للحوار مع نائبه بعد أن غادر النائب إلى الولايات المتحدة وكذلك المستشار السياسى له الدكتور عبدالكريم الاريانى فى رحلة إلى أوروبا، وهما من يعرفان بحمائم الحزب الحاكم ويبدو أن الرحلة ستطول، خاصة أن كل المؤشرات توحى بأن زيارة بن عمر مبعوث الأمين العام لليمن ستؤجل إلى ما بعد عيد الاضحى، أو بالأحرى حتى عودة النائب، أى أن كل شىء سيقف فى اليمن أسبوعين أيضا. فما الذى يجنيه صالح من كل هذا التأجيل والتسويف؟ هل لمجرد أمد إطالة بقائه فى الحكم؟ أم أن هناك دوافع أخرى؟

 

أطلق اللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن صالح والمنضمة للثورة صيحة تحذير من أن صالح يدق طبول الحرب الشاملة لقمع الثورة بأى ثمن، ومحسن الأحمر ليس أى أحد بالنسبة لصالح هو أخوه غير الشقيق وهو من عاصره فى السلم والحرب، والرجل يعرف جيدا كيف يفكر صالح.

 

كل المؤشرات ترسل شواهد واضحة على أن خطوات صالح حاليا تشبه إلى حد كبير ما قام به قبيل حرب صيف 1994 ضد الجنوب ابتداء من استصدار فتوى العلماء بتحريم الخروج على صالح ومنحه صك البراءة فى حال قتل المتظاهرين أو استباح أموالهم وأعراضهم، مرورا باتهام معارضيه بأبشع الجرائم، الأمر الذى سبق وفعله مع شركائه فى الوحدة من قبل، خاصة أن العديد من قيادات المعارضة تلقوا تهديدات حقيقية بالتصفية، وصولا للمهلة التى حددها للمعارضة للعودة للحوار معه وإلا سيتخذ اجراءات انفرادية، الأمر الذى فسره العارفون بأنها الحرب تماما كما فعل فى السابق. سبق وأن ذر صالح مثل هذا الرماد فى عيون العالم قبل أن يشن حربه الضروس على أبناء الجنوب، حينها جاء العالم لإنقاذهم فى الوقت بدل الضائع، اليوم كل المؤشرات واضحة، فهل يبقى الشعب اليمنى ينتظر مهلة صالح أم مهلة العيد أم ما تبقى من مهلة الثلاثين يوما التى حددها مجلس الأمن؟ الأمر أخطر من أن نترك الثورة اليمنية تقمع ويصفى أبناءها فقط لأنهم رفضوا رفع السلاح حتى للدفاع عن أنفسهم.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات